دبابة تركية في منطقة الحدود التركية السورية - أرشيف
دبابة تركية في منطقة الحدود التركية السورية - أرشيف

المصدر - موقع الحرة:

أعلن الجيش التركي الجمعة أنه بدأ بإقامة "مراكز مراقبة" في محافظة إدلب، شمال غرب سورية، من أجل إنشاء منطقة لخفض التوتر هدفها وقف المعارك في هذه المحافظة.

وقالت رئاسة الأركان التركية في بيان "بدأنا في 12 تشرين الأول/ أكتوبر بإنشاء مراكز مراقبة في مناطق بإدلب في إطار اتفاق أستانا، والأمر استمرار لعمليات الاستطلاع التي بدأها الجيش التركي في الثامن من الشهر الجاري".

وتابع البيان أن الهدف هو التأسيس لوقف إطلاق النار، و"إيصال المساعدات إلى محتاجيها من المدنيين، وتسهيل عودة من تركوا منازلهم إليها، ولخفض التوتر في إدلب"، مذكرا بأن تركيا دولة مراقبة، بجانب روسيا وإيران، بحسب ما جرى التوصل إليه في محادثات أستانا.

ونقلت وكالة رويترز عن مصادر عسكرية في الجيش السوري الحر وعن شهود أن القوات التركية التي دخلت الخميس إلى إدلب دخلت في موكب عسكري يتضمن نحو 30 آلية، وأنها بدأت بتأسيس نقاط مراقبة بالقرب من مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين.

تحديث: 7:40 ت. غ.

 

أفاد المرصد السوري لحقوق لإنسان بأن رتلا عسكريا للقوات التركية يتألف من عناصر وآليات وعربات عسكرية دخل الأراضي السورية مساء الخميس عبر منطقة كفرلوسين بريف إدلب.

وبحسب المرصد، يتوجه الرتل نحو ريف حلب الغربي، في شمال غرب سورية، "بحماية من هيئة تحرير الشام"، وهي هيئة مؤلفة من عدة فصائل أبرزها جبهة النصرة (جبهة فتح الشام حاليا) التابعة لتنظيم القاعدة.

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية أن "هذا أول انتشار للقوات التركية بعد دخول قوات الاستطلاع" في الأيام الأخيرة.

ولم يحدد المرصد عدد القوات التركية التي تم نشرها، ولكن عبد الرحمن أشار إلى أن "الانتشار سيحصل في ريف حلب الغربي، بمحاذاة مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية" التي تصنفها أنقرة إرهابية.

وأضاف أن القوات التركية ستنتشر خصوصا "جنوب منطقة عفرين".

وأورد المرصد معلومات عن اتفاق جرى "على تسليم القوات التركية نقاط تماس مع القوات الكردية في عفرين، بعد أن تدخل القوات والآليات التركية إلى هذه المنطقة الواقعة في الريف الغربي لحلب".

من جانب آخر، قال المرصد إن عملية دخول قوات الاستطلاع التركية إلى الأراضي السورية تتواصل لليوم الرابع على التوالي، مسجلا "دخول آليات تحمل قوات استطلاع تركية وقيادات برفقة حماية من هيئة تحرير الشام".

وأعلن الجيش التركي الأحد الماضي أنه نفذ عملية استطلاع في محافظة إدلب بهدف إقامة منطقة لخفض التوتر تماشيا مع اتفاقات تم التوصل إليها خلال محادثات أستانا لوضع حد للنزاع في سورية.

وكانت وكالة الأناضول التركية للأنباء قد أفادت مساء الخميس بأن آليات نقل مصفحة وسيارات إسعاف وصلت إلى ريحانلي الحدودية مع سورية استعدادا لتنفيذ عملية انتشار.

وتشكل محافظة إدلب واحدة من أربع مناطق سورية تم التوصل فيها إلى اتفاق لخفض التوتر في أيار/ مايو، في إطار محادثات أستانا برعاية روسيا وإيران وتركيا. ويستثني الاتفاق المجموعات الجهادية وبينها تنظيم داعش وهيئة تحرير الشام.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السبت الماضي عن بدء عملية جديدة في إدلب تنفذها المعارضة السورية بدعم من بلاده.

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

مواضيع ذات صلة:

قطار خاص بنقل السياح في محيط العاصمة السورية دمشق- أرشيف 2015
قطار خاص بنقل السياح في محيط العاصمة السورية دمشق- أرشيف 2015

في يناير من العام الجاري، أصدرت وزارة السياحة في حكومة النظام السوري، بياناً قالت فيه، إن أكثر من 2.17 مليون سائح من جنسيات عربية وأجنبية، زاروا المناطق الخاضعة لسيطرة النظام خلال عام 2023.

وهذه الأرقام بلغة المال، حققت نحو 125 مليار ليرة سورية، بنسبة ارتفاع وصلت إلى 120% عن عام 2022، بحسب بيان الوزارة.

والكثير من هؤلاء السياح، وفق مصادر إعلامية محلية وغربية، تستهويهم فكرة السفر إلى دول تعاني من الحروب والأزمات أو الدمار، بدافع الفضول وأحياناً محاولة كسر الصورة النمطية، التي تصم العديد من الدول بأنها "غير آمنة" و"خطرة جداً" أو يتم التحذير من السفر إليها تحت مختلف الظروف.

عام 2016، نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريراً يشرح عن هذا النوع من السياحة، الذي أسماه بـ"السياحة المتطرّفة"، مشيراً إلى وجود رغبة لدى العديد من السيّاح الغربيين باستكشاف مغامرات جديد، عبر زيارة المواقع التي دمّرتها الحرب وحوّلتها إلى أنقاض.

وتناول سوريا كأحد النماذج، باعتبارها وجهة للكثير من السياح الغربيّين، الذين يدخلونها "تهريباً" عبر لبنان بمساعدة سائقين وأدلّاء، بهدف الوصول إلى أماكن طالتها الحرب وغيّرت معالمها، دون اللجوء إلى دخول البلاد بشكل قانوني.

وهناك شركة سياحية تروّج لزبائنها أنها ستقدم لهم "تجارب مختلفة من السفر والاستكشاف في مناطق ليست تقليدية للسياحة"، وتطرح إعلانات للسياحة في اليمن والصومال وسوريا والعراق وأفغانستان، تحت عنوان "السفر المُغامر"، لاجتذاب شريحة خاصة من عشاق وهواة هذه التجارب المثيرة للجدل.

"سياحة الدمار" صارت تمثل للراغبين في زيارة سوريا "بديلاً" عن زيارة المناطق الأثرية التقليدية التي كانت أكثر جذباً قبل اندلاع الحرب الأهلية، خصوصاً أن العديد منها تعرض لأضرار ودمار دون أن يتم ترميمه وإعماره وتهيئته لاستقبال السياح لاحقاً، كما أن الوصول لبعضها بات شبه مستحيل.

ترويج للنظام أم إدانة له؟

برأي الصحافي الاستقصائي السوري مختار الإبراهيم، فإن "مشاهدة مناظر الدمار ومواقع الخراب السوري بغرض السياحة، تعكس استخفافاً كبيراً بآلام الضحايا ومآسي ملايين السوريين الذين تضرّروا جرّاء الحرب".

ويقول لـ"ارفع صوتك": "زيارة سوريا بغرض السياحة بشكل عام تُقدّم خدمة كبيرة للنظام السوري من حيث الترويج لسرديات انتصاره في الحرب، وعودة سوريا إلى ما كانت عليه".

"فالنظام السوري مستعد أن يبذل الكثير في سبيل الترويج للسياحة في مناطقه، فما بالك أن يأتي السياح ويرفدوا خزينته على حساب كارثة عاشها ملايين السوريين!"، يتابع الإبراهيم.   

ويحمّل قسماً كبيراً من المسؤولية لبعض المؤثرين على "يوتيوب" و"تيك توك"، الذين "روّجوا خلال السنوات الماضية للسياحة في سوريا وإظهار أنها آمنة عبر عدسات كاميراتهم، لحصد المشاهدات" وفق تعبيره.

من جانبه، يقو الصحافي السوري أحمد المحمد: "على الرغم من أن سياحة الموت تخدم النظام من جهة ترويج أن مناطقه باتت آمنة لعودة السيّاح، إلا أنها تُدينه أيضاً". 

ويوضح لـ"ارفع صوتك" أن "مشاهدة مناظر الدمار بغرض السياحة يُمثّل توثيقاً حيادياً للتدمير الذي أحدثته آلة النظام العسكرية في البلاد".

وطالما تعرضت مصادر المعارضة السورية في توثيق الدمار للتشكيك من قبل النظام نفسه، بحسب المحمد، مردفاً "تم اتهامهم بالفبركة الإعلامية، بينما منع النظام خلال السنوات الماضية وسائل الإعلام الأجنبية من التغطية الحرّة لمجريات".

في النهاية، يتابع المحمد "مهما بذل النظام من جهود ترويجية حول عودة مناطقه آمنة، فإن واقع الحرب السوري أكبر من الترويج بكثير، لا سيما أننا في كل فترة قصيرة، نسمع عن حالات اختطاف لسيّاح قدموا للترفيه فوق معاناة السوريين".