بقلم أحمد المحمود:
لأول مرة منذ بداية الحرب في سورية، اجتمع أكثر من 320 ممثلا عن العشائر والقبائل السورية في مؤتمر واحد، في مدينة إسطنبول التركية.
المؤتمر، الذي اختتم اليوم وحمل عنوان "المؤتمر العام الأول للمجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية"، شارك فيه أيضا عبر الهاتف شيوخ عشائر من داخل الأراضي السورية، خاصة من مناطق قوات سورية الديمقراطية (أكراد).
ويُنتظر أن يعقب المؤتمر تأسيس هيئة سياسية ممثلة للعشائر في الأيام القادمة.
"هناك اجتماع قادم لنا في 25 من الشهر الجاري في مدينة غازي عنتاب لإجراء انتخابات واختيار رئاسة للعشائر السورية و]تشكيل[ هيئة سياسية"، يقول الشيخ راكان الخضر، شيخ عشيرة البوخابور في دير الزور.
ويقول الناطق باسم المؤتمر مضر حماد الأسعد في تصريح لموقع (ارفع صوتك) "نحن ممثلون لأكبر طيف من الشعب السوري، حيث تشكل العشائر والقبائل في سورية ما لا يقل عن 70 في المئة".
لا مكان للأسد
لا تخفي العشائر السورية المشاركة في المؤتمر دعمها “للثورة السورية" وتطلعاتها لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.
يقول الناطق "رؤيتنا للحل السياسي هي الالتزام بقرارات الأمم المتحدة، وتشكيل هيئة حكم انتقال ذات صلاحيات كاملة لا دور للأسد ونظامه فيها".
وتتقاطع رؤية العشائر هذه مع رؤية المعارضة السورية التي تمثلها هيئة التفاوض والائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة.
وكشف الأسعد في تصريحه لموقع (ارفع صوتك) أن العشائر تلقت دعوة للمشاركة في مؤتمر سوتشي المقام في روسيا.
"رفضنا الذهاب إلى هناك، ما لم يتم تغيير الكثير من الأمور، طالبنا بأن تكون هناك ضمانات دولية من أجل تنفيذ القرارات الأممية، وبفك الحصار من قبل النظام السوري على القرى والبلدات وإدخال المواد الإنسانية، وإطلاق سراح المعتقلين والأسرى"، يقول الناطق الرسمي باسم مؤتمر العشائر.
وأشار الأسعد إلى أن العشائر لا تسعى إلى أن "يكون لها صوت" مستقل، بل ستكون "منصة دعم لهيئة المفاوضات والائتلاف"، لكنه يستدرك "إذا طلب منا جسم عشائري للمشاركة في المفاوضات فنحن جاهزون، لكن على أساس ثوابت الثورة ورحيل الأسد".
في انتظار هيئة عسكرية
وجه المشاركون في مؤتمر العشائر رسالة قوية لقوات سورية الديمقراطية (قسد)، التي تسود خلافات بينها وبين عشائر الجزيرة السورية التي كان لها حضور واسع في المؤتمر.
ويؤكد الناطق باسم المؤتمر مضر الأسعد أن العشائر ترفض "ما يطرح من فرضيات للتقسيم أو لحكم فيدرالي في الشمال السوري بإدارة الأكراد".
ولا يُستبعد مستقبلا أن يؤدي تشكيل جسم سياسي عشائري إلى التهيئة لجسم عسكري، وهو ما يؤكده الشيخ راكان الخضر، الذي يقول في اتصال هاتفي مع (ارفع صوتك) "العشائر تم توحيدها بالفعل اليوم. ولمسنا أننا قادرون على تأسيس حشد عسكري كبير، ولاحظنا تواجد الكثير من الضباط العسكريين في المؤتمر من أبناء العشائر من رتب عميد ورائد".
ويتابع "حضر المؤتمر العديد من شيوخ العشائر من مناطق سيطرة قسد ولكن بشكل سري عبر الهاتف، حفاظا على سلامتهم".
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659