مدينة دير الزور الشهيرة بمحاصيلها في شرق سورية تعيش أزمة غذائية.
مروة عوض المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في سورية زارت المدينة منتصف الشهر الحالي، مع فريق أممي.
"وجدنا أن سكان المدينة، الذين يقدر عددهم بحوالي 100 ألف شخص، يسكنون في ثلاثة شوارع فقط وهي القصور والجورة والبلدية. 85 في المئة من المدينة دمر بشكل هائل".
دخلت مروة دير الزور خلال زيارة استطلاعية، هي الأولى من نوعها، لبرنامج الأغذية العالمي منذ تحرير المدينة من قبضة تنظيم داعش في تشرين الثاني/نوفمبرالماضي.
شارع الغذاء الوحيد
تخضع دير الزور حاليا للقوات الحكومية. وما يزال عناصر من داعش يتحصنون في جيوب محدودة.
تقول مروة إن المواد الغذائية متركزة في شارع واحد اسمه شارع الوادي. يمتد على مسافة كيلومتر ونصف.
على جنبات الشارع، تصطف محالات البقالة واللحوم ومتاجر الملابس، ومتجر لبيع زجاجات مياه الشرب المعدنية بالجملة.
"قالت لنا أسر إن الأسعار الآن أقل مما كانت عليه أثناء الحصار"، تقول مروة. سعر كيلو الأرز كان يباع بـ 7000 ليرة سورية، أي ما يعادل 14 دولارا أميركيا، وأصبح الآن بـ300 ليرة، أي أنه انخفض بأكثر من 23 ضعفا. لكنه مع ذلك ما يزال مرتفعا.
"المشكلة لا تكمن في إيصال المواد إلى الأسواق. الطرق باتت مؤمنة أمام التجار. المشكلة في القدرة الشرائية"، تؤكد مروة.
كثير من سكان المدينة عاطلون. ويعمل بعضهم في جمع الخردة وبيعها من أجل أربعة دولارات في اليوم.
من قلب المدينة
الخدمات في دير الزور شبه معدومة. شبكة الصرف الصحي لا تعمل أبدا والكهرباء خارج الخدمة. يعتمد السكان على المولدات التي تعمل لمدة خمس ساعات يوميا. لكن لا توقيت محددا لها.
شتاء دير الزور قاس، والتدفئة صعبة المنال. المياه كذلك. "قالت لنا أسر إن المياه تصل إلى البيوت يوما وتنقطع في اليوم التالي. منهم من قال أيضا إنها ملوثة".
تعرضت البنية التحتية في دير الزور لدمار كبير بسبب الحرب. لا إسمنت في الشوارع. مع هطول الأمطار، تصبح الحركة صعبة.
ووقعت مدينة دير الزور تحت سيطرة فصائل المعارضة في 2012، قبل أن تسقط في يد داعش في 2014.
تقول مروة إن برنامج الأغذية العالمي كان يسقط، خلال وجود داعش بالمدينة، المساعدات الغذائية لسكان دير الزور من على ارتفاع سبعة آلاف قدم.
طريق الإعمار الطويلة
تحتاج دير الزور إلى مبالغ كبيرة لإعادة إعمارها.
"يوجد بعض التفاؤل بين السكان. قال البعض إنهم صمدوا في مدينتهم أثناء الحصار وهم واثقون أن الأمور ستتحسن"، تقول مروة.
وتضيف " لكن الكثير من الناس لا تجد عملا. وتنادي برفع الأنقاض. قال لنا أحد الشبان إنه على استعداد للتبرع بوقته للمساعدة في إزالة الأنقاض وإعادة الإعمار".
حسب مروة، نقلا عن عدد من سكان دير الزور، عادت ثلاث مدارس للعمل.
وتقول مروة إن برنامج الأغذية العالمي سيضع خطة لتوصيل المساعدات للمدينة بشكل شهري، قبل أن تتوسع لتشمل مناطق أخرى تابعة للمحافظة كالميادين والبوكمال.
الصور: جميعها تنشر بإذن خاص من برنامج الأغذية العالمي في سورية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم0012022773659