داعش ينشط في البادية السورية
عاد نشاط تنظيم داعش إلى البادية السورية بداية شهر نيسان الحالي، حيث أصدر التنظيم فيديو مصور أطلق عليه اسم "ملحمة الاستنزاف 2"، كما شن عدة هجمات ضد عناصر قوات النظام السوري والميليشيات المساندة له في مناطق البادية السورية قرب مدينة تدمر وسط سوريا.
بداية العودة
مع إرسال الكثير القوات الموالية للنظام إلى إدلب، تعزز وجود داعش في منطقة البادية السورية، حيث أسس التنظيم لنفسه كياناً جديداً، وبدأ بتنفيذ هجماته ضد عناصر النظام السوري وميليشياته المسيطرين على المنطقة هناك، وازداد هذا النشاط مؤخراً مع بدء انتشار فيروس كورونا، حيث صعد التنظيم عملياته في منطقة البادية بشكل لافت.
ونشر تنظيم داعش نهاية شهر آذار الفائت إصداراً مرئياً جديداً أطلق عليه اسم "ملحمة الاستنزاف 2"، والذي أكد فيه استمرار حربه ضد النظام السوري، أو ما أطلق عليهم قوات "النصيريين"، واستكمالاً لـ "ملحمة الاستنزاف" التي أطلقها زعيم التنظيم السابق أبو بكر البغدادي في آب 2019 قبل قتله على يد الجيش الأميركي في إدلب.
تصاعد الهجمات
خلال الأسبوع الماضي قتل داعش العشرات من عناصر قوات النظام السوري وميليشياته المساندة له في كمين نصبه عناصر التنظيم قرب مدينة تدمر.
وبحسب تنسيقية تدمر فإن عناصر التنظيم نصبوا الكمين في قرية أرك شرق المدينة، مما استدعى قدوم تعزيزات عسكرية من دمشق وريف دير الزور من قوات النظام إلى تلك المنطقة، وقصفت طائرات روسية تلك المنطقة وصولاً إلى عمق البادية حيث معقل قوات التنظيم.
شبكة "المحرّر" الإخبارية وهي شبكة إعلامية سورية محلية ذكرت أن التنظيم "استخدم أسلحة إيرانية خلال هجماته الأخيرة على مواقع قوات النظام، مؤكّدة أن الهجمات تمّت بتقنيات صاروخية إيرانية ومتطورة جدا".
الباحث في مجال الأسلحة (كاليبر ابسكيورة)، نشر تغريدة له عبر تويتر أكد فيها أن القذائف التي استخدمها تنظيم داعش في هجماته على مناطق البادية إيرانية الصنع والمصدر، وأشار الباحث إلى أن التواريخ الواضحة في الصور تشير إلى ذلك.
Why open source images can be rather revealing to arms ID nerds:
— Cᴀʟɪʙʀᴇ Oʙsᴄᴜʀᴀ (@CalibreObscura) April 12, 2020
South of #Kirkuk: ISIS targets "gatherings of Shiites" with a rather new mortar, rather similar to existing Yugo-derived designs.
Note that it isn't properly bedded in, meaning a "shoot and scoot" attack.
1/ pic.twitter.com/WUiTL6WZjh
قراءة في إصدار التنظيم
مركز جسور للدراسات نشر قراءة لإصدار تنظيم داعش الأخير قال فيها أن "رسائل التنظيم واستراتيجياته في هذا الإصدار ضمن تقنيات حرب العصابات بالرغم من افتقار الإصدار إلى اللمسات الحرفية التي كان يحرص على اتباعها في إصداراته إبان توسّع رقعة سيطرته الجغرافية، كتعدد الكاميرات، وإعادة اللقطات المصوّرة من عدّة زوايا".
وأضافت الدراسة أن عمليات التنظيم المعروضة في الإصدار أكدت "قدرته على تنفيذ الكمائن في طُرق البادية السورية شرق حمص بأعداد قليلة من العناصر، وذلك باتباع طرائق مختلفة، كالتنكّر بلباس قوات النظام واستدراج عناصره للوقوف أمام حواجز وهميّة، أو من خلال التخفي داخل القرى المهجورة على جوانب طريق حمص – دير الزور بهدف قطع طرق إمداد قوات النظام تجاهها".
وأكد المركز على حرص التنظيم في إصداره الأخير على تأكيد دمويته بإصراره على أساليب الترهيب التي عُرِف بها، من خلال تصفية العناصر بطرقٍ متنوّعة، حيثُ يكون مصير المتعاون مع قوات النظام والمجندين التصفية بالنحر أو إطلاق النار عليه مباشرة، كما يعمد إلى تصفية عناصر آخرين بالرشاشات الثقيلة أو تفجير الألغام فيه بحسب تخصّص الشخص في صفوف قوات النظام.
وتوقع المركز في قراءته أن يعود التنظيم في الفترة المقبلة لتكثيف الهجمات على حقول النفط الممتدة بين دير الزور ومدينة السخنة، كحقل الهيل النفطي، إضافة إلى مهاجمة المحطّة الثالثة المحاذية له، وذلك في إطار عمله على استنزاف النظام في المنطقة الممتدة بين محافظتي حمص ودير الزور.
وتناول الإصدار مبايعة عناصر جديدة لزعيم التنظيم الجديد. وعمليات له ضد قوات النظام السوري وميليشياته، وعرض استخدامه لسيارات رباعية الدفع وأسرهِ لعدد من قوات النظام وإعدامهم بالرشاشات أو ذبحاً بالسكاكين.
كما أظهر الفيديو عملية إعدام لعنصر من قوات النظام السوري بعبوة ناسفة زرعوها في جسمه وفجروها.
معارك مستمرة
بعد تأكيد وزارة النفط والثروة المعدنية التابعة للنظام السوري على توقف آبار النفط عن عملها في حقلي حيان والشاعر في 12 نيسان الحالي مما أجبرها على تقنين الكهرباء، عادت الوزارة لتؤكد عمل الحقلين بعد سيطرة قوات النظام السوري عليهما بتاريخ 15 نيسان - 2019، نتيجة لمعارك الكر والفر المستمرة بين عناصر النظام وعناصر تنظيم داعش في تلك المنطقة.
ونشرت الوزارة منشوراً عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك أكدت فيه على إعادة ضخ الغاز إلى شبكات الغاز ومحطات توليد الكهرباء.