في سوريا طلاب الصفوف الانتقالية إلى صف أعلى، ولكن؟
أصدرت وزارة التربية في حكومة النظام السوري قرارا بنقل جميع طلاب الصفوف الانتقالية لمرحلة أعلى وإلغاء امتحاناتهم الدراسية بسبب جائحة كورونا.
ونشر مجلس الوزراء السوري عبر صفحاته على شبكات التواصل الاجتماعي التعليمات المتعلقة بطريقة نقل الطلاب، واستثني منها طلاب شهادتي المرحلة الإعدادية والمرحلة الثانوية.
كما أعلن المجلس تكليف وزارة التربية بوضع خطة لتعويض الفاقد التعليمي للطلاب مع بداية العام القادم، وفيما يخص شهادتي "التعليم الأساسي والثانوي"، طلب المجلس من وزارتي التربية والصحة التنسيق لتحديد الموعد المناسب لإجراء الامتحانات واتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على صحة الطلاب من خلال زيادة عدد المراكز الامتحانية وتحقيق التباعد المكاني بين الطلبة وتحقيق شروط السلامة الصحية لجميع الطلاب.
فيما توقع تربويون أن يكون لهذا القرار انعكاسا سلبيا على الواقع التعليمي في سوريا.
وفيما يتعلق بدوام الجامعات قرر المجلس تمديد تعليق دوام الجامعات العامة والخاصة والمعاهد إلى ما بعد عطلة عيد الفطر، أي بداية شهر أيار القادم.
وزير التربية في حكومة النظام عماد العزب أوضح في حديثه لإذاعة "شام" المحلية أن الدروس التي تعطى عبر الإنترنت لن تعتبر ضمن المنهج المطلوب من الطلاب، وهي فقط لتعويض الفاقد التعليمي، ولن يمتحن الطلاب بشيء لم يأخذوه بشكل فيزيائي قبل توقف الدراسة.
أما عن مصير الامتحانات في الجامعات السورية، أوضح وزير التعليم العالي بسام إبراهيم أنه في كل أسبوعين يتم تقييم وضع انتشار الفيروس، وعلى أساس ذلك يتم اتخاذ القرارات المناسبة.
وأكد الوزير أنه لن يتم إلغاء الامتحانات وإنما تأجيلها، وأشار إلى أن فترة العطلة لطلاب الجامعات هي فترة مبررة بشكل كامل من حياة الطالب الدراسية بالنسبة للتعليم العالي، ولا تحتسب من عامهم الدراسي.
انعكاس سلبي
ورغم أن جميع دول العالم لجأت إلى التعليم عن بعد، لكن أحمد العيسى وهو مدرس سوري في محافظة ريف دمشق، يعتبر أن لهذا الموضوع "انعكاس سلبي حقيقي سيطرأ على الطلاب السوريين بسبب الوضع الحالي".
يقول العيسى في حديثه لموقع (ارفع صوتك)، "في الحقيقة الفرق بين سوريا والدول الأخرى أن انتشار الفيروس فيها جاء في وقت تمر فيه بلدنا بحرب مستمرة منذ عشر سنوات، ونحن نعاني من انقطاع الكهرباء الدائم ومن ضعف البنية التحتية وشبكة المواصلات، وبالتالي لا توجد هناك منصات تعليمية تعويضية كافية للطلاب عمّا سيفقدونه خلال هذه الفترة".
ويأمل العيسى أن تكون خطة الاستجابة التعليمية التي أعلن عنها وزير التربية وسيلة مساعدة لعدم انقطاع الطلاب عن الحصول على المعلومات.
ويضيف أن "الطالب الذي ينقطع عن الدراسة لفترة طويلة سينتابه شعور بالكسل وخاصة أنه سينتقل إلى مرحلة أخرى دون القيام بالامتحانات".
ويرى المدرس السوري أنه "في النهاية يبقى الأمر مرهونا بالطالب"، موضحا "يجب عليه أن يتابع دراسته ولو عن بعد، فخطة الدراسة عن بعد موجودة في معظم بلدان العالم، على الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا، فيجب على الطلاب أن يجدوا في ذلك فرصة للتحدي ومواصلة تعليمهم".
تطورات الوباء
واتخذت حكومة النظام السوري العديد من الإجراءات الاحترازية للوقاية من تفشي فيروس كورونا على جميع الأصعدة، إلا أنها بدأت بإعلان تخفيف إجراءات الحظر يوم أمس الأربعاء 29 نيسان، بعد إعلان وزارة الصحة شفاء خمس حالات جديدة من إجمالي الإصابات بفيروس كورونا.
ووصل عدد الإصابات إلى 43 حالة مسجلة، و21 حالة شفاء، ما اعتبرته وزارة الصحة مؤشراً إيجابياً لبدء التخفيف من إجراءات الحجر الصحي على المواطنين.