"حفر الرعب" في سوريا والعراق
"الخسفة" و "الهوتة" أسمان لحفر عميقة في سوريا والعراق ابتلعتا عدداً كبيراً من ضحايا تنظيم داعش.
رمى فيهما التنظيم عدداً كبيراً من معتقليه أمام أعين السجناء الآخرين ترهيباً لهم، وللتخلص من جثثهم بشكل كامل.
ووثقت صور التقطت بواسطة كاميرا "الدرون" نزلت إلى أعماق هذه الحفر وجود جثث متفسخة هناك.
حفرة الهوتة في سوريا.. من موقع أخاذ إلى مقبرة داعش الجماعيةحفرة الهوتة في سوريا.. من موقع أخاذ إلى مقبرة داعش الجماعية
Posted by Irfaa Sawtak - ارفع صوتك on Monday, May 4, 2020
أحمد الديب، أحد الذين اعتقلهم داعش سابقا، كان شاهداً على رمي السجناء الآخرين في حفرة الهوتة شمال مدينة الرقة، روى لموقع (ارفع صوتك)، مشاهدته للحفرة عندما رمى عناصر التنظيم المعتقلين أمامه إلى أسفل الحفرة.
يقول أحمد، "رموا عددا من السجناء أمام أعيننا في الحفرة، وهددونا بأنهم سيرموننا فيها في اليوم التالي، وكانوا يهددوننا دائماً بأنهم سيرمون الجميع فيها، ولم نكن نصدق بوجود هذه الحفرة إلا بعد أن رأيناها ورأينا الجثث الملقاة على أطرافها وبداخلها".
هيومن رايتس ووتش نشرت الأسبوع الفائت تحقيقاً مطولاً لها قالت فيه إن تنظيم داعش استخدم حفرة في شمال شرق سوريا كموقع للتخلص من جثث الأشخاص الذي اختطفهم أو احتجزهم.
التحقيق الذي أجرته المنظمة بواسطة طائرة بدون طيار إلى أسفل الحفرة أظهر الحاجة إلى أن "تقوم السلطات بتأمين الموقع، واستخراج الرفات البشرية منه، والحفاظ على الأدلة من أجل الإجراءات الجنائية ضد القتلة".
تقع حفرة الهوتة على بعد 85 كيلو متر شمال مدينة الرقة، يصل عمقها لأكثر من 50 متراً، وسيطر عليها التنظيم في الفترة ما بين 2013 و2015، حيث عُثر بعد دحر التنظيم على عدد كبير من المقابر الجماعية لمعتقليه في مدينة الرقة وما حولها.
ويسيطر اليوم الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا على المنطقة التي تتواجد فيها الهوتة، بينما تسيطر قوات سوريا الديمقراطية على مدينة الرقة.
"الهوتة" في ريف #الرقة، الذي استعمله #داعش المتشيطن كمقبرة جماعية ارتجالية، مانعا أهل المنطقة من حقهم لتشييع ذويهم. pic.twitter.com/HUzSedb2bP
— قوات سوريا من الجبهة (@QSD_Jabha) March 1, 2018
سارة كيالي الباحثة في هيومن رايتس ووتش قالت إن مكان الحفرة كان موقعاً للتنزه قبل سيطرة التنظيم على المنطقة، أصبح اليوم مكاناً للرعب.
"حفرة الهوتة، التي كانت ذات يوم موقعا طبيعيا جميلا، أصبحت مكانا للرعب والاقتصاص، فَضْح ما حدث هناك، وفي المقابر الجماعية الأخرى في سوريا، أمر أساسي لتحديد ما حدث لآلاف الأشخاص الذين أعدمهم داعش ومحاسبة قتلتهم"، تقول كيالي.
جثث تطفو في الهوتة
وأظهر التحقيق الذي نشرته هيومن رايتس ووتش صوراً لجثث تطفو فوق سطح المياه داخل حفرة الهوتة، ولا تزال هوية هؤلاء الضحايا مجهولة.
وأشارت الخرائط الجيولوجية التي استخرجت بواسطة طائرة الدرون إلى أن الحفرة أعمق مما كان متوقعاً، ورجّح التحقيق وجود المزيد من الجثث المتفسخة تحت سطح الماء أسفل الحفرة.
ويروي س.م (تحفظ عن ذكر اسمه) وهو أحد أهالي المنطقة المقيمين قريباً من الحفرة، أنه كان "يأتي ملثمون ويقومون برمي الجثث بالحفرة وكأنهم يمارسوا لعبة، لا يفرقوا بين نساء ورجال، يضربوهم ويشتموهم ومن ثم يرموهم داخل الحفرة".
ودعت المنظمة في تحقيقها تركيا والجيش الوطني السوري للتعامل مع الهوتة والمقابر الجماعية الأخرى في المنطقة على أنها مواقع حدثت فيها جرائم حرب وتأمينها لتجنب إتلاف الأدلة المحتملة.
"فقدنا المئات"
فيصل مطر ناشط حقوقي سوري من أهالي مدينة الرقة طالب المجتمع الدولي بالتحقيق للتعرف على ضحايا الحفرة، والوصول إلى جميع المتورطين في رمي الأشخاص أسفلها.
يقول مطر "أدعو جميع الجهات المسيطرة على المنطقة لمساعدة المنظمات الدولية للوصول إلى الحفرة والتحقيق في أي دليل قد يساعدهم في الوصول إلى نتيجة ملموسة"، ويضيف في حديث لموقعنا "فقدنا المئات داخل هذه الحفرة وبعضهم كانوا يرمونهم أحياء ويموتوا بعد أيام من سقوطهم فيها".
طمر جماعي
حول التنظيم العديد من الملاعب والحدائق والميادين إلى مقابر تحتضن رفات المئات ممن تم إعدامهم.
ووصل عدد تلك المقابر إلى 20 مقبرة جماعية حتى الآن في الرقة وحدها، في الحدائق والملاعب والمقابر القديمة.
وضمت مقبرة ملعب الرشيد التي تم اكتشافها في أكتوبر من عام 2017 لوحدها، رفات 300 قتيل أعدموا بشكل جماعي على يد عناصر التنظيم.
وامتدت هذه المقابر إلى الحدائق العامة، مثل حديقة الجامع القديم وحديقة الرشيد المعروفة وسط المدينة.
وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن عدد القتلى من المدنيين خلال معارك تحرير الرقة وصل إلى أكثر من 2323 مدنياً، بينهم 543 طفلاً، ومعظمهم تم دفنهم في مقابر جماعية أثناء المعارك.
وبحسب الشبكة فإن 97% من جثث المقابر في المدينة تعود لمدنيين، في حين تشكل جثث مقاتلي داعش نسبة 3%.
آلاف المختفين قسريا
الشبكة السورية لحقوق الإنسان وثقت (4247) حالة اختفاء قسري في الرقّة منذ عام 2011.
وقالت الشبكة إن بين المختفيين 219 طفلاً و81 امرأة.
وتوزعت حصيلة المختفيين بين النظام السوري بمسؤوليته عن اختفاء (1712 شخص) وتنظيم داعش (2125 شخص)، إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية المسؤولة عن اختفاء (288 شخص) وفصائل معارضة أخرى عن اختفاء (122 شخص).
أما عن حصيلة المختفين قسرياً في عموم سوريا فقد بلغت (98279 شخص)، منذ آذار/ مارس 2011، على يد جميع الأطراف الرئيسة في سوريا.
"الخسفة" حفرة ابتلعت ألاف الأرواحأعلنت الأمم المتحدة اليوم أن #داعش خلّف أكثر من 200 مقبرة جماعية في #العراق الخسفة إحدى أكبر هذه المقابر لم يُكشف عمّا في داخلها بعد #الموصل #الأمم_المتحدة
Posted by Irfaa Sawtak - ارفع صوتك on Tuesday, November 6, 2018