الحكومة السورية المؤقتة تمنع تجنيد من هم تحت 18 عاماً
أصدرت إدارة التوجيه المعنوي التابعة لوزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة قراراً يمنع تجنيد وقبول تطوع أي شخص دون سن 18 عامًا في صفوف "الجيش الوطني السوري".
جاء ذلك في بيان نشرته إدارة التوجيه المعنوي التابعة للجيش الوطني، وطالب البيان بتسريح من هم دون السن القانونية باعتبارهم أطفالًا وتوافقًا مع القوانين الدولية.
البيان الصادر عن وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة اللواء سليم إدريس، اعتبر هذا الأمر من الأوامر الدائمة وأنه يجب على جميع القادة التأكد من تنفيذه والعمل بمضمونه.
وجاء في البيان: "يُمنع منعاً باتّاً تجنيد كلّ من لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره أو قَبول تطوّعه، وفي حال وجود متطوّعين دون الثامنة عشرة من العمر في تشكيلات الجيش الوطني يجب تسريحهم فوراً وعلى مسؤولية القادة المباشرين، لأنّ هؤلاء يُصنَّفون أطفالاً، والقوانين الدولية تمنع تجنيد من هم دون الثامنة عشرة من العمر".
وكانت مؤسسات دولية ومراكز حقوقية عديدة وجهت سابقاً اتهامات لـ "الجيش الوطني" بإرسال وتجنيد أطفال للقتال في صفه وصف حكومة الوفاق الليبية.
آخر هذه الاتهامات كانت من المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى أن تركيا أرسلت آلاف المرتزقة إلى ليبيا، بينهم 150 قاصراً تتراوح أعمارهم بين 16 و18 عاماً.
وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون، إن "نقل مقاتلين من سوريا إلى ليبيا أمر مزعج بشدة"، في حين نفى وزير الدفاع في الجيش الوطني اللواء سليم إدريس في بيان حديث له أن الجيش الوطني لم يرسل مقاتلين إلى ليبيا.
القيادي في الجيش الوطني السوري السيد مصطفى سيجري أشار خلال حديثه لموقع (إرفع صوتك) إلى أهمية البيان الصادر عن وزارة الدفاع وأكد على عدم وجود أي مقاتل تحت السن القانوني في الفصائل المنضوية تحت مظلة الجيش الوطني.
يوضح القيادي سيجري أن "البيان هو في سياق حرص قيادة الجيش الوطني على ألا يكون هناك تجاوزات على اعتبار أن الجيش الوطني مظلة جامعة للفصائل السورية، كما أن تشكيل الجيش الوطني هو تشكيل حديث لذلك فإن عملية تنظيم ومأسسة القوة العسكرية لا بد أن تأخذ وقتاً".
يضيف "نحن في قيادة الجيش نؤكد عدم وجود فصائل تحت السن القانوني، وللعلم معظم فصائل الجيش الوطني وقعت سابقاً مع منظمة نداء جنيف على الالتزام بعدم تجنيد الأطفال".
منظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" نشرت تقريراً حديثاً لها قالت فيه إنها رصدت تجنيد "هيئة تحرير الشام"، عشرات وربما مئات الأطفال دون سن 18 عامًا خلال بدايات العام الحالي.
وأشارت إلى أن هذه الظاهرة أصبحت نمطاً متكرراً من قبل معظم أطراف النزاع في سوريا.
وأشار التقرير إلى تورط عدد كبير من الفصائل المعارضة وقوات سوريا الديمقراطية وحكومة النظام السوري وهيئة تحرير الشام في تجنيد الأطفال في صفوفهم، حيث رصدت المنظمة تجنيد ما لا يقلّ عن (6) حالات جديدة لأطفال تمّ تجنيدهم في صفوف قوات سوريا الديمقراطية شمال شرقي البلاد، وأنّ هذه القوات لم تظهر الالتزام الكامل بعد بمنع تجنيد الأطفال رغم توقيعها خطة عمل من أجل إنهاء ومنع تجنيد الأطفال دون سن الثامنة عشرة بتاريخ 29 حزيران/يونيو 2019، في مقر الأمم المتحدة في جنيف.
أمّا في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية، وتحديداً في محافظة إدلب (شمال غرب سوريا)، قال باحثو المنظمة بأنّ هيئة تحرير الشام قامت بتجنيد عشرات وربّما مئات الأطفال ما دون سن الثامنة عشرة، وذلك من خلال حملات تجنيد أطلقتها بالتزامن مع الحملة العسكرية التي شنتها القوات الحكومية السورية وحلفاؤها على محافظة إدلب في أواخر العام 2019 وبدايات العام 2020.
وبشكل أساسي حملتي "جاهد بنفسك" و "انفروا خفافاً وثقالاً"، حيث استهدفت هذه الحملات بالدرجة الأولى سكان مخيمات النازحين داخلياً بالقرب من الحدود التركية السورية وخاصةً الأطفال منهم، من خلال تقديم المغريات المادية لهم وحثّهم على "الجهاد في سبيل الله".