أكراد سوريا يسعون لتوحيد صفوفهم
تحت اسم "أحزاب الوحدة الوطنية الكردية" وبمبادرة من قوات سوريا الديمقراطية، اجتمعت أحزاب وتيارات سورية في مدينة القامشلي (شمال شرقي سوريا) في 18 أيار/ مايو الجاري، لبحث مسألة توحيد الموقف الكردي في سوريا حيث اعتبرتها الأحزاب المجتمعة ضرورة لالتقاء الأحزاب والقوى الكردية في ظل الظروف الراهنة التي تمر في سوريا.
وشارك في الاجتماع 25 حزباً وحركة سياسية من أبرزها حزب الاتحاد الديمقراطي PYD.
وأصدر المجتمعون بياناً أوضحوا من خلاله ما توصلوا إليه من نقاط وفق ما نقلته وكالة هاوار المحلية التابعة للإدارة الذاتية المعروفة باسم "روج آفا"، وكان أبرزها:
- عقد فعاليات ونشاطات مشتركة تحت اسم "أحزاب الوحدة الوطنية الكردية" لمواكبة التطورات الجارية على صعيد وحدة الصف الكردي.
- اختيار شعار يعبر عن أحزاب الوحدة الوطنية الكردية.
- عقد اجتماعات دورية لممثلي الأحزاب بهدف تبادل الآراء حول آخر التطورات على الساحة.
ويبدو أن الجهود الغربية الساعية إلى توحيد القوى السياسية الكردية في شمال شرقي سوريا قد جاءت بنتيجة، ففي أوائل شهر أيار، وصل وفد فرنسي ممثل لوزارة الخارجية الفرنسية إلى مناطق الإدارة الذاتية واجتمع مع الأحزاب الفاعلة وسط دعوات لتقريب وجهات النظر فيما بينها.
فيما سبق هذا الاجتماع اجتماع آخر جمع ممثلين من وزارة الخارجية الأميركية في نيسان/ أبريل الفائت، وهم السفير ويليام روباك ونائبته إيميلي برنديت مع ممثلين لأربعة عشر حزباً وقوة سياسية في شمال شرقي سوريا.
ناقشوا مبادرة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، لتوحيد الأحزاب الكردية في سوريا، وفق إعلام قوات سوريا الديمقراطية.
الصحفي الكردي كدر أحمد أشار خلال حديثه مع ارفع صوتك إلى أن التكتلات والأحزاب الكردية السياسية كانت ولا تزال تدعو إلى توحيد خطابهم السياسي وهو ما تجلى في ثلاث اتفاقيات وهي "هولير1 وهولير 2 ودهوك" برعاية من إقليم كردستان العراق.
ويضيف الصحفي أحمد " جميع هذه الاتفاقيات باءت بالفشل، كما أن محاولة فرنسا لتوحيد الرؤى والخطاب الكردي وعمل تقارب بين المجلس الوطني الكردي المعارض وحزب الاتحاد الديمقراطي السوري فشلت بسبب وجود الضامن الفرنسي فقط كطرف راعٍ للمبادرة".
ويوضح "برأيي أن المبادرة الحالية ستنجح فالمطلب الرئيسي للشارع الكردي بات وجود موقف وخطاب كردي موحد حيال ما يحدث في سوريا عموماً وشمال شرقي سوريا خصوصاً، كما أن هذه المبادرة تأتي برعاية أمريكية والتي تملك نفوذاً على الأرض مما يجعلهم قادرين على فرض الاتفاقية الجديدة".
ويرى أحمد، أن هذا الاتفاق إن نجح فيعني وجود قيادة عسكرية مشتركة وبالتالي خروج عناصر حزب العمال الكردستاني من المنطقة وهو مطلب رئيسي لأنقرة، كما أنه سينجم عنه تقسيم إدارة المنطقة والموارد الاقتصادية بالمناصفة بالإضافة لممارسة المجلس الوطني الكردي لنشاطاته السياسية والاجتماعية في المنطقة دون أي ضغط أو تهديد لقياداته.
"أتمنى شخصياً نجاح هذه المفاوضات لعلها تكون بداية لنهاية معاناة الكرد في سوريا"، يقول الصحفي احمد.
وتأتي نتائج المبادرة مؤخراً بعد مبادرة مثيلة كانت قد جرت في أغسطس 2019 بجهود فرنسية، حيث عقد حينها السفير الفرنسي الخاص بالملف السوري، فرانسوا سينيمور، لقاءات مع ممثلي أحزاب سياسية كردية في شمال شرقي سوريا بهدف تقريب وجهات النظر وحل الخلافات الحاصلة بين حركة المجتمع الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي، ولكن لم تفلح الاجتماعات عن التوصل لأي حل من شأنه توحيد القوى السياسية الكردية خاصة بعد بدء تركيا حينها التصعيد لشن هجوم شرقي نهر الفرات تحت اسم "عملية نبع السلام".