في سوريا .. حرائق تلتهم محاصيل الفلاحين والفاعل مجهول!
عادت الحرائق من جديد هذا العام لتلتهم محاصيل زراعية في سوريا، فيما كان ينتظر أصحابها موسم الحصاد كي يجمعوا رزقهم ولكن الحرائق حالت دون ذلك.
وفي الوقت الذي تتبادل فيه عدة أطراف الاتهامات بشأن حرق المحاصيل، نفت وكالة الأناضول أن يكون للقوات التركية شمال سوريا دخل بحرق المحاصيل بينما اتجهت وكالات مقربة من النظام السوري إلى توجيه أصابع الاتهام إلى القوات الأمريكية المتواجدة بمنطقة الجزيرة السورية.
وتستمر الحرائق بالتهام المحاصيل الزراعية، ففي يوم أمس الخميس، احترق ما يقارب 500 دونم من الأراضي الزراعية في قرية الواسطة التابعة لناحية سلوك شمال محافظة الرقة.
كما اندلع حريق آخر في ريف بلدة المسرب الغربي الواقعة بمنطقة دير الزور حيث أظهرت مقاطع مصورة لأهالي المنطقة وهم يحاولون إطفاء الحرائق، وسبق هذه الحرائق حريق آخر لمحصول زراعي في قرية الدروبية شمال الرقة.
فيما التهم حريق آخر محاصيلاً زراعية في منطقة السفيرة التابعة لحلب بالإضافة لحرائق طالت مساحة قدرها 100 ألف دونم من الأعشاب الرعوية في منطقة حماة.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، نشوب حرائق عديدة بالمحاصيل الزراعية في شمال الحسكة، حيث امتدت الحرائق لتشمل أراضي أم الكيف الزراعية وأراضي قرى باب الخير والأسدية وأم عشبة في الريف الشمالي من بلدة تل تمر، ما أدى إلى إلحاق ضرر كبير في ممتلكات المواطنين دون أن يتمكنوا من السيطرة على الحرائق.
وتم توثيق حصول حرائق في المنطقة الواقعة بين قريتي العالية ومناجير غربي مدينة رأس العين، بالإضافة لحصول حرائق بالمحاصيل الزراعية في قرية الدردارا في ريف تل تمر.
ونقل المرصد عن مصادر أهلية أن الفصائل الموالية لتركيا تواصل حرق المحاصيل الزراعية بريف تل تمر، حيث شاهدهم الأهالي وهم يحرقون المحاصيل في قرى القاسمية وأم الخير ومناطق أخرى بريف تل تمر.
وكالة الأناضول التركية نفت في تقرير لها ضلوع تركيا بمسؤولية حرق محاصيل زراعية شمال سوريا.
وقالت إن من ينشر هذه الاتهامات هي حسابات ذات توجه عدائي لتركيا، ادّعت قيام قوات تركية بحرق مساحات زراعية بالشمال السوري في مناطق ليس فيها وجود عسكري لتركيا أو حلفائها.
ووسط تبادل الاتهامات بين الأطراف، يرى الإعلامي السوري أحمد الفراتي، أن الخاسر الوحيد هو "الفلاح البسيط الذي لا حول له ولا قوة، الذي كان ينتظر طوال السنة موعد حصد محصوله وجمع رزقه".
ويقول الفراتي إن "جميع الأطراف مسؤولين عن حرق المحاصيل الزراعية وبات هذا الفعل أداة حرب يستخدمونها من أجل تنفيذ مآربهم في سوريا ورمي الاتهامات هنا وهناك"، مضيفا في حديث لوقع (ارفع صوتك) "هذه ليست المرة الأولى التي يحصل فيها ذلك، فمع اقتراب مواسم الحصاد السنة الماضية تعرضت عدة محاصيل زراعية للحرائق أيضاً شمال سوريا".
وفي عام 2019 الماضي، تعرضت مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية في شمال سوريا للحرائق ومنها أراضٍ زراعية تقع في قرى وبلدات العباس والسيال والمجاودة في ريف دير الزور بالإضافة إلى محاصيل زراعية أخرى شمال غربي سوريا وجنوبها.
بينما أكد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة حينها، أن مقاتلين أحرقوا آلاف الفدادين من القمح والمحاصيل الزراعية في شمال غربي سوريا ضمن حملة حولت إمدادات الغذاء إلى "سلاح حرب" وأجبرت المدنيين على الفرار بينما محاصيل مثل الشعير والقمح والخضر والفواكه والزيتون تعرضت للتلف بسبب الحرائق.