سوريا

الصراع في سوريا.. أرقام مأساوية

24 يونيو 2020

تسع سنوات من الحرب في سوريا، أسفرت عن أرقام مأساوية تدل على أزمة إنسانية كبرى.

سقوط أكثر من 380 ألف قتيل وتشريد أكثر من نصف السكان من منازلهم وتعرض مناطق بأكملها للدمار، تلك هي حصيلة الحرب المدمرة المستمرة منذ آذار/ مارس 2011.

وفيما يلي بعض الأرقام التي تدل على حجم مأساة سنوات الحرب:

قتلى

تخطى عدد القتلى منذ اندلاع الحرب 380 ألف قتيل، وفق حصيلة أعلنها المرصد السوري لحقوق الإنسان في مطلع كانون الثاني/ يناير 2020.

وبين القتلى بحسب المرصد أكثر من (115 ألف مدني) ضمنهم (22 ألف طفل) و(13612 امرأة).

معوقون

تعتبر منظمة الصحة العالمية أن الأزمة السورية هي من الحالات الطارئة الأكثر خطورة وتعقيداً في العالم، لا سيما وأن النزاع سدد ضربة أضعفت المرافق الصحية إلى حد كبير.

وتصل نسب الإعاقة في بعض المناطق إلى 30% من السكان، ما يشكل ضعف المتوسط العالمي (بحسب أرقام آذار/ مارس 2019).

ويعاني ما لا يقل عن 45% من الذين أصيبوا جراء الحرب من إعاقة دائمة تتطلب عناية متخصصة لفترة طويلة بعد انتهاء الأعمال الحربية.

لاجئون ونازحون

تسبب النزاع في سوريا بأكبر موجة نزوح منذ الحرب العالمية الثانية.

واضطر أكثر من نصف سكان سوريا إلى النزوح داخل سوريا أو اللجوء إلى خارج البلاد.
ويرتفع عدد اللاجئين بحسب أرقام الأمم المتحدة إلى (5,5 مليون نسمة)، فيما تخطى عدد النازحين داخل البلاد ستة ملايين نسمة، وفق أرقام شباط/فبراير 2020.

وتستقبل تركيا على أراضيها أكبر عدد من اللاجئين السوريين يبلغ (3,6 مليون نسمة).

وتقدر سلطات لبنان عدد السوريين على أراضيها بنحو (1,5 مليون)، أقل من مليون منهم مسجلون لدى مفوضية اللاجئين.

ويعيش معظم اللاجئين في ظروف الفقر ويعولون على المساعدات الدولية.

ويقيم في الاردن، بحسب السلطات (1,3 مليون سوري)، في حين تقول مفوضية اللاجئين أن عدد المسجلين لديها منهم (657 الفا).

ولجأ نحو (300 ألف سوري) إلى العراق، معظمهم من الأكراد، وأكثر من (130 ألفا) إلى مصر.

وتدفق مئات آلاف السوريين إلى أوروبا، وخصوصا ألمانيا حيث يشكلون القسم الأكبر من طالبي اللجوء.

السجن والتعذيب

منذ بداية النزاع، اتُهم النظام السوري بانتهاك حقوق الانسان، وفي العديد من حالات
بالتعذيب والاغتصاب والإعدامات الجماعية وحتى شن هجمات كيميائية.

وبحسب المرصد السوري، قضى ما لا يقل عن 100 ألف شخص تحت التعذيب أو بسبب ظروف اعتقال بالغة السوء في السجون السورية.

ووفق المصدر ذاته، مرّ نصف مليون شخص بالسجن منذ بداية الحرب عام 2011.

من هو قيصر؟

وفي 2013، فرّ مصور سابق في الشرطة العسكرية السورية يعرف باسم مستعار هو "سيزار" أو "قيصر" من سوريا حاملاً 55 ألف صورة مروعة لآلاف الجثث التي تحمل آثار تعذيب، هي جثث معتقلين في سجون النظام بين 2011 و2013.

وأدلى قيصر وهو متخفٍ بشهادته أمام الكونغرس الأميركي في عام 2014، ما أدى إلى إقرار القانون الجديد الذي سمي باسمه ودخل حيز التنفيذ الأربعاء 17 حزيران/ يونيو 2020، وينص على فرض عقوبات جديدة على النظام السوري وحلفائه.

وقتل عدة آلاف من الأشخاص في سجون التنظيمات المعارضة والإسلامية المتطرفة في سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

انهيار اقتصادي وفقر

أدت تسع سنوات من الحرب إلى تدمير الاقتصاد السوري، وفي ظل البطالة وانقطاع التيار الكهربائي والغاز المنزلي، بات 83% من السكان يعيشون اليوم تحت عتبة الفقر، مقابل 28% قبل الحرب، بحسب الأمم المتحدة.

وتجد 80% من العائلات صعوبة في تأمين حاجاتها الغذائية الأساسية، وفق برنامج الأغذية العالمي.

وقدرت السلطات السورية خسائر قطاع النفط والغاز منذ 2011 بعشرات مليارات الدولارات، إذ فقدت القوات السورية السيطرة على معظم حقول النفط. وتواجه البلاد حاليا نقصا في المحروقات.

كما تأثرت سوريا بالأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان المجاور والذي كان منذ فترة طويلة مصدرا للعملة الصعبة لمناطق النظام.

وقدرت الأمم المتحدة كلفة الدمار الناجم عن الحرب بنحو 400 مليار دولار في بلد باتت مدن وقرى بأكملها مجرد أنقاض وركام.

وتدهور الوضع الاقتصادي خلال الأشهر الماضية إذ انخفضت الليرة السورية إلى أدنى مستوياتها التاريخية أمام الدولار وارتفع التضخم.

ويقول برنامج الأغذية العالمي إن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بنسبة 133% منذ أيار/مايو 2019، وأن 9,3 ملايين سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
 

مواضيع ذات صلة:

قطار خاص بنقل السياح في محيط العاصمة السورية دمشق- أرشيف 2015
قطار خاص بنقل السياح في محيط العاصمة السورية دمشق- أرشيف 2015

في يناير من العام الجاري، أصدرت وزارة السياحة في حكومة النظام السوري، بياناً قالت فيه، إن أكثر من 2.17 مليون سائح من جنسيات عربية وأجنبية، زاروا المناطق الخاضعة لسيطرة النظام خلال عام 2023.

وهذه الأرقام بلغة المال، حققت نحو 125 مليار ليرة سورية، بنسبة ارتفاع وصلت إلى 120% عن عام 2022، بحسب بيان الوزارة.

والكثير من هؤلاء السياح، وفق مصادر إعلامية محلية وغربية، تستهويهم فكرة السفر إلى دول تعاني من الحروب والأزمات أو الدمار، بدافع الفضول وأحياناً محاولة كسر الصورة النمطية، التي تصم العديد من الدول بأنها "غير آمنة" و"خطرة جداً" أو يتم التحذير من السفر إليها تحت مختلف الظروف.

عام 2016، نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريراً يشرح عن هذا النوع من السياحة، الذي أسماه بـ"السياحة المتطرّفة"، مشيراً إلى وجود رغبة لدى العديد من السيّاح الغربيين باستكشاف مغامرات جديد، عبر زيارة المواقع التي دمّرتها الحرب وحوّلتها إلى أنقاض.

وتناول سوريا كأحد النماذج، باعتبارها وجهة للكثير من السياح الغربيّين، الذين يدخلونها "تهريباً" عبر لبنان بمساعدة سائقين وأدلّاء، بهدف الوصول إلى أماكن طالتها الحرب وغيّرت معالمها، دون اللجوء إلى دخول البلاد بشكل قانوني.

وهناك شركة سياحية تروّج لزبائنها أنها ستقدم لهم "تجارب مختلفة من السفر والاستكشاف في مناطق ليست تقليدية للسياحة"، وتطرح إعلانات للسياحة في اليمن والصومال وسوريا والعراق وأفغانستان، تحت عنوان "السفر المُغامر"، لاجتذاب شريحة خاصة من عشاق وهواة هذه التجارب المثيرة للجدل.

"سياحة الدمار" صارت تمثل للراغبين في زيارة سوريا "بديلاً" عن زيارة المناطق الأثرية التقليدية التي كانت أكثر جذباً قبل اندلاع الحرب الأهلية، خصوصاً أن العديد منها تعرض لأضرار ودمار دون أن يتم ترميمه وإعماره وتهيئته لاستقبال السياح لاحقاً، كما أن الوصول لبعضها بات شبه مستحيل.

ترويج للنظام أم إدانة له؟

برأي الصحافي الاستقصائي السوري مختار الإبراهيم، فإن "مشاهدة مناظر الدمار ومواقع الخراب السوري بغرض السياحة، تعكس استخفافاً كبيراً بآلام الضحايا ومآسي ملايين السوريين الذين تضرّروا جرّاء الحرب".

ويقول لـ"ارفع صوتك": "زيارة سوريا بغرض السياحة بشكل عام تُقدّم خدمة كبيرة للنظام السوري من حيث الترويج لسرديات انتصاره في الحرب، وعودة سوريا إلى ما كانت عليه".

"فالنظام السوري مستعد أن يبذل الكثير في سبيل الترويج للسياحة في مناطقه، فما بالك أن يأتي السياح ويرفدوا خزينته على حساب كارثة عاشها ملايين السوريين!"، يتابع الإبراهيم.   

ويحمّل قسماً كبيراً من المسؤولية لبعض المؤثرين على "يوتيوب" و"تيك توك"، الذين "روّجوا خلال السنوات الماضية للسياحة في سوريا وإظهار أنها آمنة عبر عدسات كاميراتهم، لحصد المشاهدات" وفق تعبيره.

من جانبه، يقو الصحافي السوري أحمد المحمد: "على الرغم من أن سياحة الموت تخدم النظام من جهة ترويج أن مناطقه باتت آمنة لعودة السيّاح، إلا أنها تُدينه أيضاً". 

ويوضح لـ"ارفع صوتك" أن "مشاهدة مناظر الدمار بغرض السياحة يُمثّل توثيقاً حيادياً للتدمير الذي أحدثته آلة النظام العسكرية في البلاد".

وطالما تعرضت مصادر المعارضة السورية في توثيق الدمار للتشكيك من قبل النظام نفسه، بحسب المحمد، مردفاً "تم اتهامهم بالفبركة الإعلامية، بينما منع النظام خلال السنوات الماضية وسائل الإعلام الأجنبية من التغطية الحرّة لمجريات".

في النهاية، يتابع المحمد "مهما بذل النظام من جهود ترويجية حول عودة مناطقه آمنة، فإن واقع الحرب السوري أكبر من الترويج بكثير، لا سيما أننا في كل فترة قصيرة، نسمع عن حالات اختطاف لسيّاح قدموا للترفيه فوق معاناة السوريين".