تحذيرات من هجوم وشيك في إدلب بعد صفقة روسية تركية
حذر معهد دراسات الحرب من هجوم وشيك لقوات النظام السوري على محافظة إدلب، نتيجة صفقة تركية- روسية محتملة.
وأشار المعهد، وهو مركز غير حزبي وغير ربحي مركزه في الولايات المتحدة، في تقريره الصادر الأسبوع الماضي، إلى الاجتماع الأخير الذي جمع تركيا وروسيا في أنقرة في 16 سبتمبر الجاري، واحتمالات شن قوات النظام السوري هجومًا على إدلب.
وقال التقرير إن هناك احتمالًا بموافقة تركية على التنازل عن مناطق تسيطر عليها المعارضة لصالح النظام السوري جنوبي إدلب، مشيراً إلى إمكانية تخلي تركيا عن بعض نقاط مراقبتها هناك.
واعتبر المعهد أن سحب تركيا أسلحتها الثقيلة من إحدى نقاط المراقبة المخصصة لها، سيمثل إعادة نظر في اتفاق خفض التصعيد الذي وقعه الطرفان، في الخامس من مارس الماضي، حيث خضعت إدلب وريفها لاتفاق روسي تركي نصّ على وقف إطلاق النار هناك، وإنشاء ممر آمن على طريق M4، عن طريق تسيير دوريات عسكرية تابعة للطرفين على ذلك الطريق، إلا أن النظام السوري وروسيا لم يلتزما بوقف إطلاق النار واستمر القصف العشوائي على مدن إدلب وريفها طوال الفترة التي تلت الاتفاق.
ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية أن موسكو قدمت عرضًا لأنقرة لتقليص عدد نقاط المراقبة التركية في إدلب، ولم يصل الطرفان إلى اتفاق بهذا الشأن.
ورجح تقرير المعهد أن تكون المناطق التي يحاول النظام استعادتها، هي المناطق الواقعة في جنوب طريق حلب اللاذقية الدولي.
موقف المعارضة
من جهته، يقول القيادي في الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا مصطفى سيجري، لـ"ارفع صوتك" إن أي انسحاب للقوات التركية سيتسبب بمأساة للمدنيين السوريين، مشيراً إلى أنه لا وجود حالياً لخيار الانسحاب التركي من النقاط المتواجد فيها.
ويضيف "الوضع الميداني لم يتغير، والحديث عن تفاهمات روسية تركية جديدة لم نسمع به إلا عبر الإعلام، تركيا ما زالت تؤكد على وقوفها الدائم إلى جانب شعبنا في محنته هذه".
ويتابع سيجري "أي انسحاب للقوات التركية أو النقاط التركية سوف يتسبب بمأساة كبيرة جداً بحق أهلنا المدنيين، وسيعرض حياة الملايين للخطر، فالوجود التركي ضمان للجم العربدة الروسية والإيرانية، وميليشيات الأسد غير قادرة على شن عملية عسكرية دون دعم كامل من الروس والإيرانيين".
في المقابل أشار تقرير معهد دراسات الحرب، إلى أن قوات المعارضة ربما تقاتل ضد تقدم قوات النظام السوري، حتى لو امتنعت أنقرة عن تقديم الدعم اللازم لها.
وقال إن تركيا قد تواجه "رد فعل عنيفاً من قبل العناصر المنتمية إلى هيئة تحرير الشام أو الجيش الوطني المدعوم تركيا بسبب تفريطها بالأراضي التي تسيطر عليها الفصائل".
"كما أن انسحاب القوات التركية من أجزاء من إدلب، في سياق الاتفاق مع روسيا، يعني استئناف العمليات العسكرية للنظام السوري خلال الأسابيع المقبلة" حسب التقرير نفسه.
إنسانياً
فريق "منسقو استجابة سورية" عمل على توثيق الأوضاع الإنسانية في الشمال السوري ووّق وجود 1293 مخيم، يقطنها مليون و43 ألفًا و689 شخصًا، ويوجد فيها 19 ألفًا و102 من ذوي الإعاقة، وعشرة آلاف و146 امرأة بدون معيل.
وكانت نسبة العجز الكبرى في الاستجابة الإنسانية ضمن المخيمات في قطاع الصحة والتغذية بنسبة 83%، ثم قطاع التعليم 79%، قطاع الحماية 72%، قطاع المياه والإصحاح 69%، قطاع المواد غير الغذائية 59%، قطاع الأمن الغذائي وسبل العيش 52%.
وحسب تقرير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، الصادر في 13 يوليو الماضي، فإن فيروس كورونا اجتمع مع آثار النزوح المتكرر، والمخاطر الأمنية المستمرة، وانعدام الاستقرار الذي يمثله انخفاض قيمة العملة المحلية، لتزيد من معاناة سكان المنطقة البالغ عددهم 4.1 مليون شخص، 2.8 مليون منهم يعتمدون على المساعدات الإغاثية في معيشتهم.