ما التحديات التي يواجهها السوريون في العودة للمدارس؟
بدأ العام الدراسي في سوريا وسط انتشار فيروس كورونا المستجد وزيادة أعداد المصابين به بشكل ملحوظ منذ بداية الأسبوع، سواء في المناطق التابعة للنظام السوري أو في مناطق المعارضة السورية.
لكن الوضع السوري مختلف عن باقي دول العالم، فتعدد مناطق السيطرة في سورية جعلت العام الدراسي يبدأ بتواريخ مختلفة حسب الجهة المسيطرة عليها، ففي حين بدأ التعليم في المدارس التابعة للنظام السوري في 13 سبتمبر الفائت، بدأ في مناطق المعارضة السورية في 26 من الشهر نفسه، أما مناطق الإدارة الذاتية التابعة لقوات قسد، سيبدأ فيها 4 نوفمبر المقبل بعد تأجيله عدة مرات بسبب توسع انتشار فيروس كورونا.
أهالي الطلبة
يواجه أهالي الطلبة مشاكل كثيرة في عملية التعليم عن بعد، منها ضعف الإنترنت في مناطق عديدة وعدم توفره أصلاً في مناطق أخرى، وارتفاع ثمن الأجهزة التكنولوجية التي تسمح بالقيام بالتعليم عن بعد، بالإضافة لغياب معظم منشآت البنية التحتية التي توفر التعليم في العديد من المناطق سواء كان بشكل فيزيائي أو عن بعد.
ويأمل عبد الله الحموي من إدلب أن يذهب أولاده للمدرسة ويعودوا سالمين، وفضّل إرسال أبنائه للمدارس لعدم إمكانيتهم حضور الدروس المتوفرة في التعليم عن بعد.
يقول عبد الله لـ"ارفع صوتك": "هناك عشوائية في تنظيم الدروس في التعليم عن بعد ولم أرَ أي فائدة يجنيها أطفالي من ذلك، لغياب التنسيق في الهيئة التدريسية وعدم توفر الإمكانيات اللازمة لذلك".
يضيف "نتمنى من الهيئة التدريسية أن تأخذ بعين الاعتبار كافة الاحتياطات والإجراءات الصحية اللازمة للتباعد بين الأطفال، فالطفل مهما كان لا يمكنه أن يلتزم بشكل دائم بالإجراءات المفروضة".
إجراءات وقائية
وعن الإجراءات المتبعة لتأمين الدوام المباشر لطلاب المدارس، أوضح مدير المكتب الإعلامي لمديرية التربية والتعليم في محافظة إدلب، مصطفى الحاج علي أن هناك عدة إجراءات اتخذتها مديرية التربية، منها حصر الدوام بخيارين: إما أن يقسم الطلاب في الصف الدراسي الواحد إلى زمرتين، بتوزيع صباحي ومسائي، أو اللجوء إلى نظام زمرتين كل زمرة تحضر ثلاثة أيام.
وسيوزع طالب واحد في المقعد، مع الحفاظ على التباعد الاجتماعي في الاستراحات والمشاركة في الدروس ودخولهم إلى الصف، والاجتماع الصباحي.
كما عملت فرق الدفاع المدني في إدلب على تعقيم وتنظيف المدارس، بالإضافة لتعقيم المقاعد والصفوف المدرسية وكل الأسطح التي قد يلمسها الطلاب، وستعمل على تقديم كمامات ومعقمات لجميع الطلاب عن طريق التنسيق مع المنظمات الإنسانية العاملة هناك.
ماذا عن المخيمات؟
تغيب العملية التعليمية عن عشرات المخيمات في ريف إدلب الشمالي، ما دفع العديد من المعلمين القاطنين في المخيمات لتدريس الطلاب في خيامهم، وسط غياب التنسيق مع أي جهة تعليمية ترعاهم.
يقول المدرّس عبد الله الحمصي وهو أحد المدرسين المتطوعين في مخيمات الشمال، إنه بدأ مع خمسة آخرين بتدريس الطلاب بشكل تطوعي خوفاً عليهم من التسرب المدرسي، وسط غياب الإشراف من أي جهة رسمية على عدد من المخيمات، وفقدان القرطاسية فيها.
وفي نفس السياق، قالت منظمة "World Vision" الدولية العاملة في مناطق الشمال السوري، إن زيادة الإصابات بكورونا في شمال غربي سوريا وصلت إلى مستويات مثيرة للقلق، حيث يتم الإبلاغ عن 100 حالة جديدة كل يوم مع وجود 2.7 مليون شخص نازح في المنطقة.
من جهتها، مديرية الصحة المدرسية في مناطق سيطرة النظام السوري سجلت وجود عشر إصابات بفيروس كورونا بين صفوف الطلاب والمدرّسين، منذ بداية العام الدراسي الحالي.
ونشرت وزارة التربية بيانًا قالت فيه إن فريق الترصد أكد إصابة طفلة بالصف الخامس الابتدائي بالفيروس، بعد إجراء الفحوص اللازمة، إثر ظهور أعراض عليها من قبل فريق الترصد الوبائي.
وسجل الشمال السوري، أمس الاثنين، 69 إصابة جديدة، ما رفع أعداد الإصابات إلى 1294 إصابة مؤكدة، بينما وصل عدد الوفيات إلى 14 وفاة، حسب إحصائيات وحدة تنسيق الدعم العاملة في الشمال السوري.
ووفق أرقام منظمة "يونيسف" الصادرة في تقريرها المعنون "سوريا .. سنة جديدة من الأزمات"، فإن نصف المدارس في إدلب مدمرة، أو تُستخدم لإيواء النازحين داخليًا.
وأشارت تقديرات المنظمة في التقرير إلى أن 398 ألف طالب نزحوا منذ بداية العام الحالي، وأن أكثر من 300 ألف طالب تأثروا بسبب فيروس كورونا المستجد.
وبلغ عدد الإصابات بفيروس كورونا في المناطق التابعة للنظام السوري 4411 إصابة، و1168 حالة شفاء، و207 حالة وفاة، حسب بيانات وزارة الصحة في حكومة النظام السوري.