الأمم المتحدة: الحرائق دمرت 90 كيلومتر مربع من الأراضي السورية
أصدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، تقريرًا يرصد الخسائر في سوريا جرّاء الحرائق التي اندلعت مطلع أكتوبر الحالي في جبال مدن اللاذقية وطرطوس وحمص.
وامتدت الحرائق لتصل للمناطق الحدودية السورية التركية، وبالفعل وصلت إلى الداخل التركي في إقليم هاتاي التركي المحاذي للحدود السورية.
وبدأت الحرائق بالاندلاع أسبوعين، ووصفتها حكومة النظام السوري بأنها "الأكبر في تاريخ سوريا".
ووصل عدد الحرائق المسجلة في هذه الجبال إلى 156 حريقاً في مدينة اللاذقية لوحدها، واثنا عشر حريقاً في مدينة حمص، وعشر حرائق في مدينة جبلة الساحلية، و49 حريق في مدينة طرطوس.
وتسببت الحرائق بوفاة أربعة مواطنين، ونحو مئة حالة اختناق، وخسائر كبيرة في البيوت البلاستيكية وأراضي مزروعة بالأشجار المثمرة والفواكه، وخسائر كبيرة في الماشية.
وأظهرت الخريطة التي نشرتها الأمم المتحدة أماكن الحرائق في هذه المدن.
وبحسب التقرير، فإن 140 ألف شخص أي ما يعادل 28 ألف أسرة تضرروا بشكل مباشر من الحرائق من خلال تدمير أراضيهم الزراعية وممتلكاتهم الخاصة بهم، وفقدان البنية التحتية في مدنهم، كما تم تسجيل نزوح أكثر من 25 ألف شخص بسبب الحرائق، إضافة إلى إخلاء بعض القرى بشكل كامل،
كما تم تسجيل وفاة أربع أشخاص بحسب الجهات الرسمية في المنطقة، بالإضافة لـ79 شخص تم نقلهم إلى المستشفيات، كما تم الإبلاغ عن تدمير أكثر من 9000 هكتار (90 كم مربع) من الأراضي الزراعية والغابات.
وتم الإبلاغ عن أضرار جسيمة لشبكات الكهرباء والمياه في اللاذقية، مع انقطاع التيار الكهربائي عن بعض المناطق لمنع المزيد من الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية.
ولا تزال غالبية النازحين تعيش مع أسر مضيفة، علماً بأنه تم افتتاح ثلاث مدارس في قرى دير زينون والفاخورة وعين العروس في اللاذقية كملاجئ طارئة لـ 400 شخص، كما ورد أن 1500 شخص قد عادوا إلى منازلهم، بحسب الأمم المتحدة.
قطاع التبغ
يعتبر التبغ المحصول الزراعي الثالث في سوريا، ويعمل في زراعته أكثر من 60 ألف مزارع، وكان هذا القطاع من أكثر المتضررين أيضاً من الحرائق، حيث يعتمد عدد كبير من أهالي هذه المناطق على زراعته وصناعته وبيعه.
وفي تصريح للمدير العام للمؤسسة العامة للتبغ التابعة للنظام السوري، محسن عبيدو، قال إن "التقديرات الأولية للخسائر تقدر بـ1500 طن من التبغ، وهذه التقديرات غير نهائية حتى يتم حصر جميع الأضرار".
ولفت عبيدو إلى أن النيران التي شبت في محيط مستودعات المؤسسة العامة للتبغ بمنطقة القرداحة بريف اللاذقية امتدت إلى داخل أحد المستودعات، وأتت على مستودع للتبغ الخام مؤلف من أربعة طوابق مساحته 1600 متر مربع.
إحصائيات رسمية
وزير الزراعة في حكومة النظام السوري محمد حسان قطنا قال إن العدد النهائي للحرائق بلغ 171 حريقًا، في محافظات حمص وطرطوس واللاذقية، وحدثت أربع وفيات بسببها.
وأضاف الوزير قطنا أن فرقًا ومجموعات بدأت عملها لحصر أضرار الحرائق، وأن الأضرار توزعت بين أشجار حراجية ومثمرة وبيوت بلاستيكية بنسب متفاوتة حسب المحافظة وموقع الحريق، والضرر الأكبر حدث يوم الجمعة فخلال 5 ساعات احترق 600 هكتار في موقع حراجي واحد نتيجة سرعة الرياح، وامتدت النيران وأحرقت أشجار زيتون تشكل جهد 30 - 40 سنة للفلاحين احترقت مع إنتاجها وفيها ضرر كبير للفلاحين الذين كانوا ينتظرون هذا الإنتاج.
#وزير_الزراعة المهندس محمد حسان قطنا خلال لقائه على قناة السورية في برنامج حلقة وصل: العدد النهائي للحرائق التي نشبت...
Posted by الإعلام الزراعي في سورية on Sunday, October 11, 2020
وأعلنت مديرية الزراعة في محافظة اللاذقية منتصف الشهر الحالي الحصيلة النهائية للأضرار الناجمة عن الحرائق التي اندلعت في المحافظة.
وقال مدير الزراعة في اللاذقية، منذر خير بك، لصحيفة "تشرين" الرسمية، إن اللجان أنهت عملها بحصر أضرار الحرائق الأخيرة، والحصيلة النهائية في محافظة اللاذقية وحدها وصلت إلى تضرر 13 ألف مزارع في 144 قرية، وتدمير 4500 طناً من محاصيل الزيتون، و84 طناً من التفاح، وأكثر من مليون شجرة احترقت بشكل كامل، ونفوق 65 بقرة، وتضرر 240 رأس ماشية، وأكثر من 7000 هكتار من الأراضي المتضررة فقط في محافظة اللاذقية.
وأشار إلى تضرر 6799 خلية نحل و545 ألف متر من خراطيم المياه الزراعية و855 متراً من شبكات الري و3 مولدات كهربائية و1 طن من الأعلاف.
تعويض المتضررين
بحسب وكالة الأنباء السورية التابعة لحكومة النظام (سانا)، خصصت الوزارة مبالغ كبيرة لإنجاز مشاريع خدمية في قطاع الإدارة المحلية في القرى والبلدات المتضررة وفق احتياجات وأولويات كل قرية وبلدة، بتوجيه من رئيس النظام السوري، بشار الأسد.
وقال وزير الإدارة المحلية والبيئة، حسين مخلوف، في تصريحه للوكالة، إن الأسد خصص مبلغ عشرة ملايين ليرة لكل قرية متضررة، على أن يختار أهل القرية المشروع الخدمي الذي يحتاجون إليه ويعتبرونه أولوية بالنسبة لهم، وذلك بعد جولته على القرى المتضررة.
وأضاف الوزير، أن الوزارة خصصت بناء على ذلك مبلغ مليار و530 مليون ليرة لمحافظة اللاذقية تغطي 153 قرية متضررة من الحرائق في المحافظة، ومبلغ 840 مليون ليرة لمحافظة طرطوس تغطي 84 قرية متضررة فيها.