ياباني مضرب عن الطعام من أجل المعتقلين السوريين
بدأ الباحث الأكاديمي الياباني إيتشيكو يامادا، أمس الأربعاء، الإضراب عن الطعام أمام السفارة الروسية في برلين، تضامناً مع المعتقلين السوريين في سجون النظام برئاسة بشار الأسد.
واختار يامادا السفارة الروسية مكاناً لإعلان إضرابه بسبب دور روسيا وانخراطها المباشر بالأعمال العسكرية في سوريا، بالإضافة لنفوذها على النظام الحاكم.
ويطالب يامادا، في إضرابه المقرر أن يستمر لأربعة أيام، بالإفراج الفوري عن أكثر من 130 ألف معتقل ومعتقلة ومغيبين قسرياً، والمطالبة بالعدالة لضحايا الاعتقال من سجون النظام، والملاحقة القضائية لمرتكبي هذه الجريمة، وستُعرَض صور المعتقلين السوريين أثناء حملة الإضراب عن الطعام، وتقدَّم الورود وتُضاء الشموع تخليدًا لذكرى المعتقلين.
ونقلت صحيفة "عنب بلدي" المحلية عن الباحث الأكاديمي قوله إنه يهدف من خلال نشاطه، إلى لفت انتباه العالم لقضية المعتقلين السوريين، وذلك للمطالبة بالإفراج الفوري عنهم من مراكز الاعتقال داخل سوريا، وإظهار التضامن مع ضحايا هذه الجريمة.
ويرى يامادا، أن هذه الحملة يمكن أن تحقق نتائج ملموسة على أرض الواقع، حتى وإن كانت بطيئة، لأنها "المرة الأولى التي يضرَب فيها عن الطعام من قبل أشخاص غير سوريين لقضية سورية علناً، وهذا من شأنه لفت الإعلام الغربي لملف حقوق الإنسان في سوريا" حسب قوله.
وهذه الحملة يمكن أن تتبعها حملات أخرى من الإضراب عن الطعام لمدة زمنية معينة من أجل التضامن مع المعتقلين ومحاربة تجريدهم من إنسانيتهم، خاصة أن هذه الحملة تتزامن مع استمرار الاتحاد الأوروبي بمحاكمة جرائم الحرب في سوريا، وتحديدًا في ألمانيا التي تشهد منذ أبريل الماضي، أول محاكمة لمسؤولين سابقين في المخابرات السورية بسبب جريمة تعذيب المعتقلين في دمشق، حسب يامادا.
وقال "تعلمت من كل الناجين الذين قابلتهم دروساً في معنى أن تكون إنساناً، وأهمية العيش بكرامة، فأنا أرى فيكم الأمل لهذا العالم المنهار".
من هو إيتشيكو يامادا؟
أسس يامادا منظمة "اليابان تتضامن مع سوريا"، للتعبير عن التضامن مع الشعب السوري في ثورته، كما نال درجة الماجستير من جامعة طوكيو بتخصص دراسة الإبادة الجماعية.
وبعد ثلاث سنوات من العمل والبحث، حملت أطروحته عنوان "دراسة حول آلية الإبادة الجماعية في إطار المفهوم الأوسع.. قضية أعمال الإبادة ضد المدنيين في الثورة السورية".
وأوردت الدراسة المتخصصة التي قدمها يامادا إلى أن ما حدث في سوريا، وفي سجون نظام الأسد بشكل خاص، ليس مجرد انتهاكات جماعية لحقوق الإنسان، وليس عنفاً روتينياً يحدث عادةً في مناطق الحروب والنزاعات، ولكنه عمل ممنهج ومتعمد للإبادة، بنية مقصودة عن طريق سلسلة من التعليمات الواضحة من القيادات العليا.
ترافق إضراب يامادا عن الطعام مع حملة أطلقها ناشطون وحقوقيون سوريون تهدف للتضامن مع المعتقلين السوريين للتذكير بهم ولفت أنظار العالم إليهم والعمل على تفعيل أكبر لملفهم في المجتمع الدولي، وشارك في الحملة ممثلون سوريون وناشطون في حقوق الإنسان، من خلال إضاءة شمعة في الظلام وتوجيه كلمة للمعتقلين.
وكانت منظمات حقوقية دولية عدة وثقت الممارسات الأمنية والجرائم بحق المعتقلين، كمنظمة العفو الدولية التي وصفت ما يحدث في سجون النظام بـ"المسلخ البشري".
وبحسب بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مازال في مراكز الاعتقال التابعة لنظام الأسد نحو 130 ألف معتقل سوري، منذ مارس 2011 حتى نظيره 2020، بينهم 7913 امرأة و3561 طفلًا.