مع بداية العام الدراسي الجديد في سوريا، بدأت مديرية التربية بدمشق بتوزيع الكتب المدرسية على الطلبة، ولكن المفاجأة التي صدمت عديد الطلبة وذويهم، كانت بتوزيع كتب مدرسية مستعملة تتضمن حلولاً للأسئلة، ككتب الرياضيات واللغتين العربية والإنجليزية.
واشتكى عدد من أهالي الطلبة هذا الأمر، ما اضطرهم لشراء كتب جديدة من المستودعات المدرسية.
يؤكد أبو ممدوح، وهو أب طالب مدرسي في دمشق، أن العدد الأكبر من الطلبة حصل على كتب مستعملة، بينما قلة منهم حصلت على كتب جديدة.
ويضيف لـ"ارفع صوتك": "كيف سيتعلم طلابنا وخاصة طلاب المراحل الابتدائية إذا كانت مناهجهم محلولة ولم يقوموا بممارسة الكتابة بأيديهم وخاصة في هذه المرحلة من عمرهم".
من جهته، أوضح مدير مطبوعات دمشق قصي هوارة، في مقابلة مع صحيفة "تشرين" المحلية، أن "عدم إمكانية تأمين كتب جديدة لجميع الصفوف من الأول للتاسع هذا العام، يعود لأسباب مرتبطة بالمواد الأولية التي زادت أسعارها بشكل كبير جداً، حيث كان سعر طن الورق نحو 45 ألف ليرة، في حين أصبح سعره حوالي 2.5 مليون ليرة، ومنها ما يتعلق بالحصار الجائر المفروض على سوريا، إضافة للحظر الذي حصل بسبب جائحة كورونا".
وقال هواره "سيتم توزيع نحو 50% فقط من الكتب جديدة للصفوف من الأول للثالث، بينما الـ 50% الأخرى ستكون قديمة، ويفترض أن تكون موجودة بالمدارس ولم تتصرف بها الإدارة".
"كما سيتم توزيع 75% من الكتب جديدة من الصف الرابع حتى نهاية مرحلة التعليم الأساسي والبقية من الكتب ستكون مستعملة وهي موجودة في مستودعات المدارس" حسب هوارة.
في نفس السياق، تقول أم وليد، ولديها طفلان في الصف الخامس الابتدائي، إنها اضطرت لشراء الكتب من خارج المدرسة كي لا يتكاسل ابناها عن الدراسة عند الحصول على الكتب المستعملة.
وتضيف لـ"ارفع صوتك": "ابني من الأطفال المجتهدين جداً في المدرسة وكل عام يحصل على الدرجة الأولى بين الطلاب، إلا أن وجود كتب محلولة أمامه سيبعث في داخله الكسل من البحث عن الحل والعمل على التفكير، لذلك اضطررت لشراء كتب جديدة له ولأخيه وطبعاً ثمنها مرتفع جداً هذه الأيام".
"تطلب منا إدارة المدرسة أن نقوم بمحو الحلول الموجودة على الكتب، ولكن الكتب أصلاً مهترئة وإذا قمنا بالمحو يمكن أن تتلف أكثر، وهل يعقل أن أضيع وقتي في محو كل الكتب الدراسية لطفليّ، هل هذا الكلام منطقي؟! لا أريد أن تتدمر قدرة أطفالي على الإبداع والتفكير" تتابع أم وليد من دمشق.
بدوره، قال مدير تربية دمشق سليمان اليونس، إن المشاكل في العملية التعليمية سببها العقوبات المفروضة على سوريا.
وأشار في في تصريح صحافي نقلته وكالة "سانا" السورية، إلى أن "الحصار الاقتصادي الجائر والإجراءات القسرية أحادية الجانب على سوريا كان لها تأثيرها على القطاع التربوي، حيث واجهت طباعة الكتب المدرسية العديد من المعوقات".
وأوضح اليونس أن مدارس دمشق وزعت في البداية نصف كمية الكتب المدرسية للعام الحالي بنسخ جديدة، والنصف الآخر كان من الكتب المستعملة المدوّرة من السنوات الماضية، وذلك لتكون الكتب بحوزة جميع الطلاب، لافتاً إلى إمكانية استبدال عدد من الكتب المستعملة أو المهترئة.
وارتفعت أسعار الكتب المدرسية هذا العام ترافقاً مع ارتفاع أسعار جميع المواد وتدهور سعر العملة المحلية في سوريا بشكل عام.
وقال مدير المؤسسة العامة للطباعة في وزارة التربية زهير سليمان منتصف يوليو الماضي، إن "أسعار الكتب المدرسية ارتفعت إلى الضعف عن العام الماضي".
وبيّن سليمان أن سعر نسخة الكتب المدرسية كان العام الماضي 7000 ليرة سورية، أما في العام الحالي فوصل سعر النسخة إلى 12 ألف ليرة.
ومن دمشق إلى إدلب، حيث الوضع التعليمي "أسوأ مما كان عليه سابقاً".
وقالت مديرية تربية إدلب إن مجموع أعداد الطلبة المحتاجين للكتب في المحافظة يبلغ نحو 450 ألف طالب من الصف الأول حتى الثالث الثانوي العلمي والأدبي، ولا تملك المديرية تقديم أي نسخ جديدة لهم.