سوريا

صور بشار الأسد في محطة مترو ستوكهولم.. لماذا؟

23 نوفمبر 2020

نشرت منظمة "مدافعون عن الحقوق المدنية" في السويد صور رئيس النظام السوري بشار الأسد عبر نشرها إعلانات تهنّئه فيها بانتخابه رئيساً لسوريا عام 2042.

ونشرت المنظمة إعلاناتها على سبيل السخرية في محطات باصات ولوحات طرق العاصمة السويدية ستوكهولم، وكتبت تحت الصورة عبارة تهنئة لرأس النظام بمناسبة انتخابه لرئاسة سوريا من جديد، "مبارك لك الفوز بانتخابات رئاسة سوريا من جديد عام 2042".

ووضعت المنظمة صورة تقريبية لشكل "بشار الأسد" عام 2042 عندما سينتخب نفسه رئيساً للبلاد.

وأظهرت الصورة تساقط شعره وامتلاء التجاعيد في وجهه، كدلالة على بقائه في الحكم لسنوات طويلة، وفي إشارة إلى كبر سنّه.

كما نشرت المنظمة نفسها إعلانات مماثلة تسخر فيها من حليف النظام السوري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وسخرت العديد من المؤسسات الإعلامية في أوروبا من تعاطي النظام مع احتمال بقائه في السلطة لأعوام قادمة، وقدمت قناة فرنسية برنامجاً كوميدياً ساخراً من طريقة تعاطي العالم مع جرائم بشار الأسد.

يذكر أن بشار الأسد بدأ خلال الأيام الماضية بالتحضير للانتخابات الرئاسية المقبلة في سوريا، عام 2021، من خلال إجراء عدة تغييرات في الإعلام الرسمي التابع له.

وبحسب الإعلامي السوري أيمن عبد النور، أجرى الأسد اجتماعات مع المسؤولين الإعلاميين المعيّنين حديثاً في سياق التحضير لإطلاق حملته الانتخابية، لافتاً إلى أن ذلك يأتي في سياق ترويج بشار الأسد لنفسه في الحملة الانتخابية، لانتخابات عام 2021.

 

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا قد أوضحت موقفها بشأن الانتخابات الرئاسية المقبلة في سوريا والتي يسعى نظام الأسد لإجرائها قبل منتصف العام القادم.

وقال نائب المندوب الأمريكي ريتشارد ميلز  إن الإدارة الأمريكية ليست بوارد الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية في سوريا في حال أجريت كما يخطط لها نظام الأسد.

وطالب المسؤول الأمريكي الأمم المتحدة باتخاذ إجراءات جديدة من شأنها تسريع أعمالها لضمان مصداقية انتخابات الرئاسة القادمة في سوريا في إطار مسار اللجنة الدستورية السورية.

مواضيع ذات صلة:

قطار خاص بنقل السياح في محيط العاصمة السورية دمشق- أرشيف 2015
قطار خاص بنقل السياح في محيط العاصمة السورية دمشق- أرشيف 2015

في يناير من العام الجاري، أصدرت وزارة السياحة في حكومة النظام السوري، بياناً قالت فيه، إن أكثر من 2.17 مليون سائح من جنسيات عربية وأجنبية، زاروا المناطق الخاضعة لسيطرة النظام خلال عام 2023.

وهذه الأرقام بلغة المال، حققت نحو 125 مليار ليرة سورية، بنسبة ارتفاع وصلت إلى 120% عن عام 2022، بحسب بيان الوزارة.

والكثير من هؤلاء السياح، وفق مصادر إعلامية محلية وغربية، تستهويهم فكرة السفر إلى دول تعاني من الحروب والأزمات أو الدمار، بدافع الفضول وأحياناً محاولة كسر الصورة النمطية، التي تصم العديد من الدول بأنها "غير آمنة" و"خطرة جداً" أو يتم التحذير من السفر إليها تحت مختلف الظروف.

عام 2016، نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريراً يشرح عن هذا النوع من السياحة، الذي أسماه بـ"السياحة المتطرّفة"، مشيراً إلى وجود رغبة لدى العديد من السيّاح الغربيين باستكشاف مغامرات جديد، عبر زيارة المواقع التي دمّرتها الحرب وحوّلتها إلى أنقاض.

وتناول سوريا كأحد النماذج، باعتبارها وجهة للكثير من السياح الغربيّين، الذين يدخلونها "تهريباً" عبر لبنان بمساعدة سائقين وأدلّاء، بهدف الوصول إلى أماكن طالتها الحرب وغيّرت معالمها، دون اللجوء إلى دخول البلاد بشكل قانوني.

وهناك شركة سياحية تروّج لزبائنها أنها ستقدم لهم "تجارب مختلفة من السفر والاستكشاف في مناطق ليست تقليدية للسياحة"، وتطرح إعلانات للسياحة في اليمن والصومال وسوريا والعراق وأفغانستان، تحت عنوان "السفر المُغامر"، لاجتذاب شريحة خاصة من عشاق وهواة هذه التجارب المثيرة للجدل.

"سياحة الدمار" صارت تمثل للراغبين في زيارة سوريا "بديلاً" عن زيارة المناطق الأثرية التقليدية التي كانت أكثر جذباً قبل اندلاع الحرب الأهلية، خصوصاً أن العديد منها تعرض لأضرار ودمار دون أن يتم ترميمه وإعماره وتهيئته لاستقبال السياح لاحقاً، كما أن الوصول لبعضها بات شبه مستحيل.

ترويج للنظام أم إدانة له؟

برأي الصحافي الاستقصائي السوري مختار الإبراهيم، فإن "مشاهدة مناظر الدمار ومواقع الخراب السوري بغرض السياحة، تعكس استخفافاً كبيراً بآلام الضحايا ومآسي ملايين السوريين الذين تضرّروا جرّاء الحرب".

ويقول لـ"ارفع صوتك": "زيارة سوريا بغرض السياحة بشكل عام تُقدّم خدمة كبيرة للنظام السوري من حيث الترويج لسرديات انتصاره في الحرب، وعودة سوريا إلى ما كانت عليه".

"فالنظام السوري مستعد أن يبذل الكثير في سبيل الترويج للسياحة في مناطقه، فما بالك أن يأتي السياح ويرفدوا خزينته على حساب كارثة عاشها ملايين السوريين!"، يتابع الإبراهيم.   

ويحمّل قسماً كبيراً من المسؤولية لبعض المؤثرين على "يوتيوب" و"تيك توك"، الذين "روّجوا خلال السنوات الماضية للسياحة في سوريا وإظهار أنها آمنة عبر عدسات كاميراتهم، لحصد المشاهدات" وفق تعبيره.

من جانبه، يقو الصحافي السوري أحمد المحمد: "على الرغم من أن سياحة الموت تخدم النظام من جهة ترويج أن مناطقه باتت آمنة لعودة السيّاح، إلا أنها تُدينه أيضاً". 

ويوضح لـ"ارفع صوتك" أن "مشاهدة مناظر الدمار بغرض السياحة يُمثّل توثيقاً حيادياً للتدمير الذي أحدثته آلة النظام العسكرية في البلاد".

وطالما تعرضت مصادر المعارضة السورية في توثيق الدمار للتشكيك من قبل النظام نفسه، بحسب المحمد، مردفاً "تم اتهامهم بالفبركة الإعلامية، بينما منع النظام خلال السنوات الماضية وسائل الإعلام الأجنبية من التغطية الحرّة لمجريات".

في النهاية، يتابع المحمد "مهما بذل النظام من جهود ترويجية حول عودة مناطقه آمنة، فإن واقع الحرب السوري أكبر من الترويج بكثير، لا سيما أننا في كل فترة قصيرة، نسمع عن حالات اختطاف لسيّاح قدموا للترفيه فوق معاناة السوريين".