"أخيراً .. حصلت على أغلى جواز سفر في العالم"
"بعد انتظار طويل، حصلت على أغلى جواز سفر في العالم، بعد انتظاري لأربعة شهور من تقديم المعاملة"، يسخر مصطفى الحمصي من طريقة حصوله على جواز سفره السوري، وهو صالح للاستخدام عامين فقط.
ودفع مصطفى تكاليف وصفها بـ"الباهظة" للحصول عليه، يقول لـ"ارفع صوتك": "دفعت ما يقارب 1100 دولار للحصول على جواز السفر. لا أعتقد أن هناك جواز سفر لدولة أخرى يمكن أن تصل تكلفته إلى هذا الحد".
"وأنا مثل آلاف السوريين غيري، مضطر لتجديد جواز سفري، حيث أنني لا أستطيع تجديد إقامتي في تركيا في حال لم يكن لدي جواز سفر ساري المفعول، كما أنني أعزب، ولو كانت لدي عائلة سأقوم بدفع مبالغ أكبر من ذلك بكثير لتجديد الجوازات" يوضح مصطفى.
وتُشكّل التكلفة المرتفعة لجواز السفر السوري عائقاً أمام السوريين، إذ يصنف ضمن أغلى جوازات السفر حول العالم، رغم ضعفه وندرة الدول التي تسمح بدخول حامله دون تأشيرة.
وتبلغ تكلفته نحو 800 دولار للاستصدار المستعجل، و300 دولار ضمن نظام الدور العادي، إذ نشرت وزارة الخارجية والمغتربين قيمة الرسوم المفروضة عبر موقعها الإلكتروني.
ويعاني ملايين السوريين اللاجئين من مشكلة تجديد جوازات سفرهم، وخاصة الشباب الذين لا يحق لهم تجديد جواز السفر سوى عامين فقط، كما يشكون من السعر الباهظ للحصول على جواز السفر، والفترة الطويلة التي يتوجب عليهم انتظارها وقد تصل أحياناً لستة أشهر ولا تقل عن ثلاثة أشهر، وفي حال كان يرغب بالحصول على جواز سفر "مستعجل"، كما أطلقت عليه دائرة الهجرة في سوريا، فيتوجب عليه دفع مبلغ الضعف عن المبلغ الذي يتوجب عليه دفعه.
وللقنصلية السورية في إسطنبول خصوصية أكبر؛ لأن عدد السوريين في تركيا أكبر من أي بلد آخر حول العالم، ما يؤدي للازدحام الشديد، ويجبرهم ذلك على الدفع للسماسرة للحصول على موعد في القنصلية.
ودفع مصطفى ما يصل لـ400 دولار لحجز الموعد فقط، و300 دولار للحصول على الجواز، و400 دولار تكاليف سفر إلى إسطنبول والعودة منها مرتين للحصول على جواز سفره.
ونظراً للخصوصية التي يعاني منها السوريون في تركيا، طرحت إدارة الهجرة في إسطنبول قرارًا يقضي بمنح "الإقامة الإنسانية" للسوريين الذين يحملون "الإقامة السياحية"، وذلك بعد اجتماع عقدته إدارة الهجرة مع ممثلين عن منظمات المجتمع المدني السوري، إلا أن القرار لم يدخل حيز التنفيذ بعد.
وسيعفي هذا القرار -حال تطبيقه- السوريين الذين انتهت صلاحية جوازات سفرهم من تجديدها في القنصلية السورية في إسطنبول، ما قد يحرم النظام السوري من عائدات التجديد التي يتقاضاها بالعملة الأجنبية.
وكانت وزارة الداخلية في حكومة النظام السوري أعلنت عن حجم المبالغ التي تم استيفاؤها من استصدار وتجديد جوازات السوريين في الخارج، خلال العام الجاري 2020.
وقال وزير الداخلية محمد رحمون خلال جلسة مجلس الشعب الأسبوع الفائت، إن حكومة النظام حصّلت أكثر من 21.5 مليون دولار أميركي من جوازات سفر المغتربين السوريين، وبلغ عددها 67 ألف جواز على نظام الدور و1769 جواز على نظام المستعجل.
في حين بلغت الواردات من جوازات السفر التي تم استصدارها وتجديدها داخل سورية أكثر من 3.3 مليارات ليرة سورية، هذا العام، وبلغ عددها 143 ألف جواز ضمن نظام الدور، وأكثر من 75 ألفاً ضمن نظام المستعجل.
وبحسب تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان الصادر بداية عام 2019، يستخدم النظام السوري ورقة جوازات السفر "كوسيلة لتمويل آلة الحرب جراء الرسوم العالية التي يفرضها عند تجديد الجواز،".
ووصفت الشبكة جواز السفر السوري بأنه "رابع أسوأ جواز سفر في العالم وأغلى جواز في ذات الوقت".