الحكومة السورية للمواطنين: أعدّوا الخبز في بيوتكم ولا تنتظرونا
دعا وزير الزراعة في حكومة النظام السوري محمد حسان قطنا، السوريين، إلى تأمين حاجاتهم من الخبز بالاعتماد على أنفسهم، وعدم "انتظار الدولة بل مساعدتها".
ونقلت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام عن قطنا قوله "خلينا نرجع نخبز في بيوتنا ولا ننتظر الدولة بل نساعدها".
وأضاف قطنا في اجتماع وزارة الزراعة للوقوف على واقع القطاع الزراعي، أن "احتياج سوريا من القمح اليوم مليونَا طنٍ سنوياً لتأمين الحاجة من الخبز، حسب عدد السكان الحالي المقيم في سوريا، ونحتاج سنوياً إلى 360 ألف طن بذار، ونحو 800 ألف طن للاستخدامات الأخرى مثل البرغل والمعكرونة والسميد، والفريكة".
وقال "لكي تستطيع الدولة النهوض بمقدراتها وأموالها فلا بد من العمل على تأمين أكبر كمية من القمح، وما تحتاجه سوريا من القمح لتأمين حاجة المواطنين من الخبز، يتعدى مليوني طن سنوياً، بحسب العدد الحالي للسكان".
وكان قطنا ألمح قبل أيام إلى احتمالية وقوع كارثة غذائيّة في ظل النقص الذي تعاني منه المناطق السوريّة في مادة القمح، داعياً المواطنين إلى إيجاد حل بأنفسهم وعدم انتظار الدولة لتأمين مادة الخبز.
وقال الوزير عبر صفحته الشخصية في فيسبوك: "نحن الآن تحت الضغط الاقتصادي اللامحدود، وغذاؤنا يعني وجودنا"
كما وضع قطنا السوريين أمام خيارين، "ألا نزرع ونخسر كل شيء أو نزرع ونأخذ جزءاً من الإنتاج حتى نستطيع أن نؤمن السماد الفوسفاتي".
ولفت إلى أن المخزون الإستراتيجي من القمح بدأ بالتراجع بسبب الحرب، ولجأت الحكومة إلى الاستيراد، ما أدى إلى إرهاق الخزينة السورية، بحسب تعبيره.
وفي وقت سابق، طلب الوزير السوريين عبر منشور على فيسبوك، زراعة كل متر مربع من حديقة المنزل خاصة بالقمح الذي تعاني البلاد أزمة في توافره.
كما صرّح رئيس الوزراء في حكومة النظام حسين عرنوس في أكتوبر الماضي، أن الحكومة اشترت 690 ألف طن من القمح خلال 2020، وهذه الكمية تكفي لمدة شهر ونصف فقط من الإنتاج.
وتصل مساحة الأراضي المزروعة سنويًا في سوريا إلى 4.7 ملايين هكتار، ولكنها انخفضت حاليًا إلى 4.3 ملايين هكتار بسب عمليات التخريب، بحسب تعبير وزير الزراعة.
وتبلغ المساحة المروية المخصصة لزراعة القمح 1.5 مليون هكتار، يزرع منها حاليًا فقط مليون هكتار، منها 741 ألف هكتار مروي، ونحو 808 آلاف هكتار بعلي.
وبحسب الآلية الجديدة لتوزيع مادة الخبز، تحصل العائلة المؤلفة من شخص أو شخصين على ربطة خبز واحدة، والعائلة المؤلفة من ثلاثة أو أربعة أشخاص تحصل على ربطتين، والعائلة المؤلفة من خمسة أو ستة أشخاص تحصل على ثلاث ربطات، ومن سبعة أشخاص وأكثر أربع ربطات، وتحتوي الربطة الواحدة على سبعة أرغفة.
وتعاني مناطق سيطرة السلطات السورية، من أزمات اقتصادية خانقة، أبرزها النقص الحاد في مواد الخبز والمشتقات النفطية، فضلاً عن ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، في ظل تراجع الليرة السورية مقابل الدولار، وانخفاض القوة الشرائية لدى السوريين.
وتدهورت قيمة الليرة السورية خلال 10 سنوات، من 50 ليرة لكل دولار في 2011، إلى أكثر من 2000 ليرة تقريباً لكل دولار حالياً، بينما تضخمت بعض السلع نحو 100 مرة.
ويبلغ متوسط راتب العامل في سوريا نحو ٦٠ ألف ليرة سورية، أي حوالي 25 دولار أمريكي فقط.