سوريا

هجوم "منظم" بأدوات حادّة على أطفال لاجئين في اليونان

محمد ناموس
30 ديسمبر 2020

هاجم أشخاص مجهولون، مبنى لأطفال لاجئين غير مصحوبين بذويهم في مدينة أوريوكاسترو اليونانية، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى منهم.

وقالت وكالة الأنباء اليونانية (Amna)، إن مبنى تشرف عليه كنيسة يونانية يضم لاجئين قاصرين، غير مصحوبين بذويهم "تعرض لاعتداء عنصري يوم الأحد الفائت 27 ديسمبر".

وأشارت الوكالة إلى أن "نحو عشرة شبان هاجموا بالسكاكين والعصي والقضبان الحديدية اللاجئين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 14 عاماً". 

وهتف المهاجمون بشعارات تهديد وكسّروا أبواب المبنى ليجدوا الأطفال القاصرين، الذين ركضوا بخوف، وأحدهم أحد نُقل إلى المستشفى وهو يعاني من مشاكل تنفسية حادة إثر ضربات على صدره، كما تلقى ثلاثة قاصرين آخرين مصابين بجروح طفيفة الإسعافات الأولية. 

ونقلت الوكالة عن المحامي المسؤول عن القضية ثودوريس كاراجيانيس، أن المهاجمين اعتدوا على الأطفال اللاجئين القاصرين بالسكاكين والقبضات الحديدية والأدوات الحادة، لافتاً إلى أنهم كانوا ضمن مجموعة منظمة ولديهم خطة مسبقة للهجوم، إذ بدأ الهجوم في أجزاء من الثانية. 

وأكد أن شكوى رسمية سترفع إلى النيابة المختصة، لافتاً إلى أن جميع المجمّعات الخاصة باللاجئين والمماثلة تدار بطريقة نموذجية، وتتعاون بشكل مباشر مع السلطات اليونانية، ولديها علاقات جيدة مع المجتمعات المحلية. 

وكان وزير الداخلية الألماني، أعلن في سبتمبر الفائت أن عشر دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي ستستقبل نحو 400 لاجئ قاصر ممن تم إجلاؤهم من مخيم موريا في اليونان، بعد نشوب حريق فيه. 

ونُقل أكثر من ثلاثة آلاف طفل غير مصحوبين بذويهم إلى بريطانيا منذ عام 2015، بينهم 714 طفلًا عام 2019، ليتم لمّ شملهم مع عائلاتهم.

وتقدر منظمة "قرى الأطفال العالمية SOS" أن 42 ألف لاجئ يعيشون في مخيمات الجزر اليونانية، أكثر من ثلثهم أطفال، من سوريا وأفغانستان والصومال. 

وكانت مجموعة من طالبي اللجوء، تظاهرت أمام مكتب الاتحاد الأوروبي في العاصمة اليونانية أثينا، مطالبين بتحسين ظروفهم المعيشية، وأتى ذلك بدعوة من "حركة مناهضة العنصرية ومخاطر الفاشية". 

واحتج المتظاهرون، وأغلبهم من العراق وبينهم نساء وأطفال، على سياسات اللاجئين التي يعتمدها الاتحاد الأوروبي واليونان، وطالبو بتحسين ظروفهم المعيشية، ورددوا هتافات من قبيل "نريد مكانا نمكث فيه، من حقنا أن نعيش حياة أفضل".

محمد ناموس

مواضيع ذات صلة:

قطار خاص بنقل السياح في محيط العاصمة السورية دمشق- أرشيف 2015
قطار خاص بنقل السياح في محيط العاصمة السورية دمشق- أرشيف 2015

في يناير من العام الجاري، أصدرت وزارة السياحة في حكومة النظام السوري، بياناً قالت فيه، إن أكثر من 2.17 مليون سائح من جنسيات عربية وأجنبية، زاروا المناطق الخاضعة لسيطرة النظام خلال عام 2023.

وهذه الأرقام بلغة المال، حققت نحو 125 مليار ليرة سورية، بنسبة ارتفاع وصلت إلى 120% عن عام 2022، بحسب بيان الوزارة.

والكثير من هؤلاء السياح، وفق مصادر إعلامية محلية وغربية، تستهويهم فكرة السفر إلى دول تعاني من الحروب والأزمات أو الدمار، بدافع الفضول وأحياناً محاولة كسر الصورة النمطية، التي تصم العديد من الدول بأنها "غير آمنة" و"خطرة جداً" أو يتم التحذير من السفر إليها تحت مختلف الظروف.

عام 2016، نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريراً يشرح عن هذا النوع من السياحة، الذي أسماه بـ"السياحة المتطرّفة"، مشيراً إلى وجود رغبة لدى العديد من السيّاح الغربيين باستكشاف مغامرات جديد، عبر زيارة المواقع التي دمّرتها الحرب وحوّلتها إلى أنقاض.

وتناول سوريا كأحد النماذج، باعتبارها وجهة للكثير من السياح الغربيّين، الذين يدخلونها "تهريباً" عبر لبنان بمساعدة سائقين وأدلّاء، بهدف الوصول إلى أماكن طالتها الحرب وغيّرت معالمها، دون اللجوء إلى دخول البلاد بشكل قانوني.

وهناك شركة سياحية تروّج لزبائنها أنها ستقدم لهم "تجارب مختلفة من السفر والاستكشاف في مناطق ليست تقليدية للسياحة"، وتطرح إعلانات للسياحة في اليمن والصومال وسوريا والعراق وأفغانستان، تحت عنوان "السفر المُغامر"، لاجتذاب شريحة خاصة من عشاق وهواة هذه التجارب المثيرة للجدل.

"سياحة الدمار" صارت تمثل للراغبين في زيارة سوريا "بديلاً" عن زيارة المناطق الأثرية التقليدية التي كانت أكثر جذباً قبل اندلاع الحرب الأهلية، خصوصاً أن العديد منها تعرض لأضرار ودمار دون أن يتم ترميمه وإعماره وتهيئته لاستقبال السياح لاحقاً، كما أن الوصول لبعضها بات شبه مستحيل.

ترويج للنظام أم إدانة له؟

برأي الصحافي الاستقصائي السوري مختار الإبراهيم، فإن "مشاهدة مناظر الدمار ومواقع الخراب السوري بغرض السياحة، تعكس استخفافاً كبيراً بآلام الضحايا ومآسي ملايين السوريين الذين تضرّروا جرّاء الحرب".

ويقول لـ"ارفع صوتك": "زيارة سوريا بغرض السياحة بشكل عام تُقدّم خدمة كبيرة للنظام السوري من حيث الترويج لسرديات انتصاره في الحرب، وعودة سوريا إلى ما كانت عليه".

"فالنظام السوري مستعد أن يبذل الكثير في سبيل الترويج للسياحة في مناطقه، فما بالك أن يأتي السياح ويرفدوا خزينته على حساب كارثة عاشها ملايين السوريين!"، يتابع الإبراهيم.   

ويحمّل قسماً كبيراً من المسؤولية لبعض المؤثرين على "يوتيوب" و"تيك توك"، الذين "روّجوا خلال السنوات الماضية للسياحة في سوريا وإظهار أنها آمنة عبر عدسات كاميراتهم، لحصد المشاهدات" وفق تعبيره.

من جانبه، يقو الصحافي السوري أحمد المحمد: "على الرغم من أن سياحة الموت تخدم النظام من جهة ترويج أن مناطقه باتت آمنة لعودة السيّاح، إلا أنها تُدينه أيضاً". 

ويوضح لـ"ارفع صوتك" أن "مشاهدة مناظر الدمار بغرض السياحة يُمثّل توثيقاً حيادياً للتدمير الذي أحدثته آلة النظام العسكرية في البلاد".

وطالما تعرضت مصادر المعارضة السورية في توثيق الدمار للتشكيك من قبل النظام نفسه، بحسب المحمد، مردفاً "تم اتهامهم بالفبركة الإعلامية، بينما منع النظام خلال السنوات الماضية وسائل الإعلام الأجنبية من التغطية الحرّة لمجريات".

في النهاية، يتابع المحمد "مهما بذل النظام من جهود ترويجية حول عودة مناطقه آمنة، فإن واقع الحرب السوري أكبر من الترويج بكثير، لا سيما أننا في كل فترة قصيرة، نسمع عن حالات اختطاف لسيّاح قدموا للترفيه فوق معاناة السوريين".