سوريا

مذكرة إلى لجنة التحقيق الدولية حول استيلاء النظام السوري على أملاك اللاجئين

11 يناير 2021

نشرت هيئة القانونيين السوريين مذكّرة قدمتها إلى لجنة التحقيق الدولية حول سوريا، وأشارت في عنوانها إلى استيلاء نظام الأسد وميليشياته على عقارات السوريين وأموالهم المنقولة بطرق احتيالية مستمرة منها المزادات العلنية، الصادرة بقرارات القيادة القطرية، وتُنفذ بقرارات أمنية حزبية.

هيئة القانونيين تصدر مذكرة قانونية حول استيلاء نظام بشار ومليشياته على عقارات السوريين واموالهم المنقولة بطرق احتيالية مستمرة منها المزادات العلنية بقرارات القيادة القطرية تنفذ بقرارات أمنية حزبية

تم النشر بواسطة ‏هيئة القانونيين السوريين‏ في السبت، ٩ يناير ٢٠٢١

وقالت الهيئة في مذكرتها الصادرة يوم أمس الأحد 10 كانون الثاني/ يناير، "إن الاستيلاء على الأملاك يندرج ضمن خطة ممنهجة للنظام، بدأت بقوانين مكافحة الإرهاب، ثم القانون رقم 10 لعام 2018 الذي طال أملاك السوريين المسجلة في السجلات العقارية، وصولًا إلى حرمانهم من حقوق الانتفاع والإيجار والمزارعة وجني المحاصيل".

وبدأ النظام حملة للاستيلاء على الأراضي ومصادرة الممتلكات، عن طريق مزادات يعلن عنها بشكل رسمي، وبعد المزاد يقوم النظام بإيجار الأراضي لمن يَرسو عليه المزاد.

كما أعلنت اللجنة الأمنية والعسكرية في مدينة حماة، عن مزادات علنية لاستثمار أراضٍ تعود ملكيتها لمدنيين مهجرين بسبب عمليات النظام العسكرية على ريفي حماة الشمالي والغربي.

وأشارت اللجنة بشكل صريح إلى أن ملكية هذه الأراضي تعود لأشخاص مقيمين خارج أراضي "الدولة الوطنية السورية" وموجودين في مناطق تسيطر عليها الجماعات المسلحة، بحسب البيان.

وفي السياق نفسه، أعلنت الرابطة الفلاحية في إدلب التابعة للنظام السوري عن مزادات علنية لضمان استثمار أراض زراعية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، وهذه الأراضي تعود ملكيتها لمدنيين مهجرين يقطنون في مدن أخرى تابعة للمعارضة.

ربيع الدوماني ابن مدينة دوما في الغوطة الشرقية لدمشق، لجأ إلى إدلب منذ أربع سنوات ولم يعد يستطع العودة إلى أرضه في غوطة دمشق، استملك النظام أرضه بموجب القرار رقم 1 الذي سمح للنظام باستثمار وتنظيم الأراضي التي هاجر أصحابها خارج مدنهم.

يقول ربيع خلال حديثه مع موقع (ارفع صوتك)، "كل يوم يخرج لنا النظام بقوانين جديدة ليتمكن من خلالها السيطرة على أراضينا والاستفادة منها، وأي شخص مطلوب عند النظام لمعارضته له لا يستطيع بيع أو شراء أي عقار بسبب ذلك، وهكذا يستثمر النظام هذا الموضوع لصالحه، بحيث يحصل على موارد جديدة لدعم وضعه المادي".

وأشارت مذكرة هيئة القانونيين السوريين إلى أن النظام "يعرض هذه الأملاك مكافأة لعناصر الشبيحة والميليشيات التي تسانده، عن جرائمهم التي ارتكبوها بحق الشعب السوري، كما تأتي ضمن سياسة العقاب الجماعي".

وأضافت المذكرة أن هذه القرارات تعتبر سبيل من سبل رفد خزينة النظام بالأموال لتفادي الحصار والعقوبات الدولية المفروضة عليه.

عضو الهيئة المحامي عبد الناصر حوشان، أوضح أن المذكرة عبارة عن تقرير قدمته هيئة القانونيين إلى لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، مشيرًا إلى أن أهميته تكمن باعتباره رصد وتوثيق لجريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وفق ما نصت عليه القوانين الدولية.

وقال حوشان إن المذكرة تهدف إلى "وضع المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن أمام مسؤولياتهم بحماية السوريين في ارواحهم وممتلكاتهم".

#اعلان_مزاد

تم النشر بواسطة ‏اتحاد الفلاحين في محافظة حماة‏ في الأحد، ١٨ أكتوبر ٢٠٢٠

ووصفت هيئة القانونيين تصرف النظام بالاعتداء الصارخ على حق المالكين بالتصرف في هذه الملكيات المقرر في المادة 768من القانون المدني، التي تنص أنه "لمالك الشيء وحده في حدود القانون حق استعماله واستغلاله والتصرف فيه".

مواضيع ذات صلة:

قطار خاص بنقل السياح في محيط العاصمة السورية دمشق- أرشيف 2015
قطار خاص بنقل السياح في محيط العاصمة السورية دمشق- أرشيف 2015

في يناير من العام الجاري، أصدرت وزارة السياحة في حكومة النظام السوري، بياناً قالت فيه، إن أكثر من 2.17 مليون سائح من جنسيات عربية وأجنبية، زاروا المناطق الخاضعة لسيطرة النظام خلال عام 2023.

وهذه الأرقام بلغة المال، حققت نحو 125 مليار ليرة سورية، بنسبة ارتفاع وصلت إلى 120% عن عام 2022، بحسب بيان الوزارة.

والكثير من هؤلاء السياح، وفق مصادر إعلامية محلية وغربية، تستهويهم فكرة السفر إلى دول تعاني من الحروب والأزمات أو الدمار، بدافع الفضول وأحياناً محاولة كسر الصورة النمطية، التي تصم العديد من الدول بأنها "غير آمنة" و"خطرة جداً" أو يتم التحذير من السفر إليها تحت مختلف الظروف.

عام 2016، نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريراً يشرح عن هذا النوع من السياحة، الذي أسماه بـ"السياحة المتطرّفة"، مشيراً إلى وجود رغبة لدى العديد من السيّاح الغربيين باستكشاف مغامرات جديد، عبر زيارة المواقع التي دمّرتها الحرب وحوّلتها إلى أنقاض.

وتناول سوريا كأحد النماذج، باعتبارها وجهة للكثير من السياح الغربيّين، الذين يدخلونها "تهريباً" عبر لبنان بمساعدة سائقين وأدلّاء، بهدف الوصول إلى أماكن طالتها الحرب وغيّرت معالمها، دون اللجوء إلى دخول البلاد بشكل قانوني.

وهناك شركة سياحية تروّج لزبائنها أنها ستقدم لهم "تجارب مختلفة من السفر والاستكشاف في مناطق ليست تقليدية للسياحة"، وتطرح إعلانات للسياحة في اليمن والصومال وسوريا والعراق وأفغانستان، تحت عنوان "السفر المُغامر"، لاجتذاب شريحة خاصة من عشاق وهواة هذه التجارب المثيرة للجدل.

"سياحة الدمار" صارت تمثل للراغبين في زيارة سوريا "بديلاً" عن زيارة المناطق الأثرية التقليدية التي كانت أكثر جذباً قبل اندلاع الحرب الأهلية، خصوصاً أن العديد منها تعرض لأضرار ودمار دون أن يتم ترميمه وإعماره وتهيئته لاستقبال السياح لاحقاً، كما أن الوصول لبعضها بات شبه مستحيل.

ترويج للنظام أم إدانة له؟

برأي الصحافي الاستقصائي السوري مختار الإبراهيم، فإن "مشاهدة مناظر الدمار ومواقع الخراب السوري بغرض السياحة، تعكس استخفافاً كبيراً بآلام الضحايا ومآسي ملايين السوريين الذين تضرّروا جرّاء الحرب".

ويقول لـ"ارفع صوتك": "زيارة سوريا بغرض السياحة بشكل عام تُقدّم خدمة كبيرة للنظام السوري من حيث الترويج لسرديات انتصاره في الحرب، وعودة سوريا إلى ما كانت عليه".

"فالنظام السوري مستعد أن يبذل الكثير في سبيل الترويج للسياحة في مناطقه، فما بالك أن يأتي السياح ويرفدوا خزينته على حساب كارثة عاشها ملايين السوريين!"، يتابع الإبراهيم.   

ويحمّل قسماً كبيراً من المسؤولية لبعض المؤثرين على "يوتيوب" و"تيك توك"، الذين "روّجوا خلال السنوات الماضية للسياحة في سوريا وإظهار أنها آمنة عبر عدسات كاميراتهم، لحصد المشاهدات" وفق تعبيره.

من جانبه، يقو الصحافي السوري أحمد المحمد: "على الرغم من أن سياحة الموت تخدم النظام من جهة ترويج أن مناطقه باتت آمنة لعودة السيّاح، إلا أنها تُدينه أيضاً". 

ويوضح لـ"ارفع صوتك" أن "مشاهدة مناظر الدمار بغرض السياحة يُمثّل توثيقاً حيادياً للتدمير الذي أحدثته آلة النظام العسكرية في البلاد".

وطالما تعرضت مصادر المعارضة السورية في توثيق الدمار للتشكيك من قبل النظام نفسه، بحسب المحمد، مردفاً "تم اتهامهم بالفبركة الإعلامية، بينما منع النظام خلال السنوات الماضية وسائل الإعلام الأجنبية من التغطية الحرّة لمجريات".

في النهاية، يتابع المحمد "مهما بذل النظام من جهود ترويجية حول عودة مناطقه آمنة، فإن واقع الحرب السوري أكبر من الترويج بكثير، لا سيما أننا في كل فترة قصيرة، نسمع عن حالات اختطاف لسيّاح قدموا للترفيه فوق معاناة السوريين".