عمرها 77.. طالبة سورية على أبواب التخرّج تطمح للماجستير
"ما دمت على قيد الحياة وعيناي ترى ويداي تمسكان الكتاب، فسأبقى على مقاعد الدراسة" قالت أم هشام السورية (77 عاماً)، عن دراستها في "جامعة تشرين" باللاذقية شمال غرب سوريا.
ونجلاء برغل (أم هشام) طالبة جامعية، على أبواب التخرج، وتطمح بمتابعة الدراسات العليا والحصول على درجة الماجستير.
أقامت برغل في حي القابون بمدينة دمشق، ونزحت إلى مدينة اللاذقية مع اشتداد الحصار على حيّها، لتتغلب على حزنها بالتعليم، والعودة إلى مقاعد الجامعة.
تقول في حديث لوكالة "سبوتنيك" الروسية، إن تقدمها في السن لم يثنها عن تحقيق حلمها بالتعلم والدخول إلى الجامعة، فهي الآن تدرس في قسم المكتبات، وتبقت لها سنة واحدة للتخرج.
وبدأت برغل تحقيق حلمها وشغفها بالتعلم عندما كانت في الرابعة والخمسين من عمرها، حينها تمكنت من الحصول على شهادة محو الأمية، وأصرت على إكمال تحصيلها العلمي لتنال شهادة التعليم الأساسي وهي في سن 69.
بعد ذلك قدمت امتحان الصف التاسع لعامين متتابعين دون تمكنها من النجاح، لكن ذلك كان دافعاً أكبر للمضي قدماً وتحقيق الحلم، على حد تعبيرها.
وبالفعل تمكنت برغل من النجاح في المرة الثالثة والحصول على الشهادة الإعدادية، وفي العام التالي قدمت امتحان المرحلة الثانوية ونجحت فيه، وحصلت على علامات تؤهلها لدخول الجامعة والتسجيل في قسم المكتبات الذي كانت ترغب به.
تقول إنها طالما تلقت الدعم من زوجها الذي كان يشعر بالفرح والسعادة كلما نجحت في دراستها وتجاوزت مرحلة جديدة، حتى أن سخرية البعض من متابعتها تعليمها مثلت محفزاً آخر لها.
تضيف برغل "رغم كل شيء لم أتراجع عن هدفي المنشود، وعلى الرغم من أوضاعي المادية السيئة، إلا أنني كنت أعمل في جني الزيتون والليمون وغيرها من الأعمال من أجل إكمال تحصيلي العلمي".
وتؤكد أنها سعيدة جداً، فهي عندما تسير إلى الجامعة، تشعر كأنها تذهب إلى المكان الذي لطالما عشقته وأحبته، ولا يعكر صفو سعادتها، سوى أنها تعاني من بعض قلة الاستيعاب وبطئها في الكتابة، لكنها تستدرك ذلك وتتغلب عليه بالصبر والتمرين.
واحتفى مغردون سوريون في تويتر بإنجازات برغل، واعتبروها "فخراً وحافزاً لهم ولغيرهم من الطلبة".
ووصفتها المغرّدة مها العبسي بأنها أكبر امرأة تدخل الجامعة كطالبة مستجدة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية.
"ما دمت على قيد الحياة وعيناي ترى ويداي تمسكان الكتاب فسأبقى أدرس"
— Maha Alabsi (@MahaAlabsi1) December 9, 2020
هكذا ختمت السيدة نجلاء برغل حديثها ..
من هي؟
هي أكبر إمرأة تدخل الجامعة كطالبة مستجدة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية .. دخلت الجامعة وهي تطوي عامها الثالث بعد السبعون pic.twitter.com/8pfwLBVIht
سيدة سورية من محو الأمّيّة للسنة الرابعة قسم مكتبات بكلية الآداب بجامعة تشرين باللاذقية .
— Waél Esshak Ուաըլ Ըսհակ🇱🇧🇸🇾🇦🇲 (@WaelEsshak1) February 16, 2020
نجلاء أحمد برغل ( أم هاني )، سيدة سورية من مواليد عام 1944م من دمشق حي القابون واﻵن من سكان مدينة اللاذقية.#الإرادة pic.twitter.com/yuxdpudcQt
ونشر ثائر أحمد إبراهيم، وهو دكتور في جامعة تشرين، صورة تجمعه بأم هشام، مثنياً على قوّتها وإرادتها.
وقال في منشوره عبر فيسبوك "مثال التصميم وقوة الإرادة، نجلاء أحمد برغل - مواليد 1944، طالبة السنة الأولى قسم المكتبات والمعلومات كلية الآداب بجامعة تشرين، لله درك يا أم هشام "
وتقول برغل "بشتغل أي شغل يدوي مشان أصرف على حالي وادرس، بعد الزعل والنزوح بلشت إدرس، كل يوم بقعد ساعتين أو تلاتة وبعمل كاسة زهورات وبتغدى وببلش دراسة، وبوصي الطلاب كلهم وبقلهم ينتبهوا على العلم، والعلم لا يعلى عليه شيء، العلم يا شباب ..العلم يا شباب".
"أحلامي لا تنتهي عندما أتخرج من قسم المكتبات. أنا مصممة على متابعة تحصيلي العلمي وتحقيق أحلامي وشغفي وحبي للعلم حتى آخر يوم في حياتي" تضيف برغل في إحدى المقابلات معها.