طوابير بالمئات وانتظار بالساعات.. أزمة "مازوت" جديدة في سوريا
شهد العام 2020 عدداً كبيراً من الأزمات التي عصفت بالمدنيين السوريين وخاصة في مناطق النظام السوري، وبدأ العام الحالي مع حلول فصل الشتاء بأزمات جديدة.

وشهدت مناطق النظام السوري أزمة محروقات جديدة خلال الأيام الماضية، حيث نشرت وسائل إعلام محلية سورية فيديوهات تظهر ازدحام محطات الوقود في عدد من المدن السورية، أبرزها دمشق.
وعادت طوابير الانتظار لعدد من المدن كحلب ودرعا ودمشق، إذ أظهرت الفيديوهات طوابير مئات السيارات تنتظر أمام محطات الوقود للحصول على حصتهم من البنزين والمازوت.
وزادت أزمة البنزين بعد تخفيض وزارة النفط والثروة المعدنية في حكومة النظام السوري مخصصات البنزين للسيارات الخاصة مع كل تعبئة.
وقالت وزارة النفط والثروة المعدنية في حكومة النظام، يوم الأحد الفائت، إنها خفضت بشكل مؤقت كميات البنزين الموزعة على المحافظات بنسبة 17% وكميات المازوت بنسبة 24%.
ونشرت الوزارة عبر فيسبوك، أن "تخفيض الكميات جاء نتيجة تأخر وصول توريدات المشتقات النفطية المتعاقد عليها إلى القطر بسبب العقوبات المفروضة علينا".
وأضافت أن التخفيض مستمر لحين وصول التوريدات الجديدة، التي يتوقع أن تصل قريباً، وبما يتيح معالجة هذا الأمر بشكل كامل.
وأنشأ نشطاء في موقع فيسبوك مجموعات وصفحات لتبادل أخبار محطات الوقود التي توفر المحروقات، وحجم الازدحام عليها، مثل مجموعة "وين عبيت" وتابعها الآلاف بعد إنشائها مباشرة، وأصبحوا ينشرون عليها أماكن محطات الوقود التي توفر البنزين والمازوت.
ويعاني سائقو السيارات العناء الأكبر في الحصول على المشتقات النفطية، فسعر اللتر الواحد من البنزين وصل إلى 450 ليرة في المحطات النظامية، أما في السوق السوداء فقد تضاعف سع اللتر ليصل إلى 2500 ليرة للتر الواحد.
محمد الآغا من ريف دمشق وقف على الطابور ليوم كامل، يصف لـ"ارفع صوتك" معاناته في الحصول على 20 لتراً من البنزين، بالقول "ننتظر هنا أحيانا لأكثر من عشر ساعات لنحصل على 20 لتراً فقط، وطبعا ما فينا نروح عالدور الطويل اللي فيه أكثر من 200 شخص بدون موعد قبل بعشر أيام، يعني كل عشر أيام تنكة مازوت واحدة أو بنزين، وأحياناً ما بيلحقنا الدور نضطر للانتظار لتاني يوم حتى نوصل لدورنا".
وكانت المناطق الخاضعة لسيطرة النظام شهدت عدة أزمات محروقات خلال عام 2020، وسط تبريرات متعددة للحكومة، منها "العقوبات الأميركية والأوروبية، وصيانة في مصفاة بانياس، إضافة إلى الفساد وبيع المحروقات في السوق السوداء".
واستهدف تنظيم داعش في وقت سابق صهاريج نفط لشركة القاطرجي التي تمد مناطق سيطرة النظام بالنفط الخام، وقال التنظيم، إن مقاتليه "دمّروا عشرة صهاريج لنقل النفط، وقتلوا وأصابوا عشرة عناصر من ميليشيا موالية للجيش السوري، الاثنين الماضي، في كمين نصبوه لهم في بادية حماة".
وتسبب ذلك بتوقف توريد المحروقات القادمة من مناطق سيطرة الإدارة الذاتية شرقي سوريا إلى محافظة حلب ومحافظات أخرى.
وتعاني سوريا من انخفاض كبير جداً خلال السنوات الثلاث الماضية من منتوجها النفطي، حيث ذكرت بيانات موقع British petroleum أن إنتاج النفط في سوريا بلغ 406 آلاف برميل في عام 2008، وانخفض إلى 24 ألف برميل في عام 2018.