تدخل "الثورة السورية" عامها الحادي عشر، في 15 مارس الجاري، حيث انطلقت في مثل هذا اليوم من مدينة درعا جنوب سوريا.
وبدأت التظاهرات في درعا، إثر اعتقال وتعذيب مجموعة من الأطفال، على يد عناصر من الأجهزة الأمنية السورية.
واتُهم الأطفال بكتابة شعارات مناهضة لحكم الرئيس بشار الأسد، على جدار مدرستهم الخارجي.
في مثل هذه الأيام سنة ٢٠١١ كتب بضعة أطفال من درعا على حائط مدرستهم العبارة الشهيرة التي سمعوها على الفضائيات :
— Ola A Nasrallah (@ola_nasrallah) March 3, 2020
" الشعب يريد إسقاط النظام "
لم يعلموا حينها أنهم بهذا العمل الصبياني كانوا يغيرون وجه سوريا و تاريخها إلى الأبد ,,,,, pic.twitter.com/mm4tC22PWw
كتب أطفال درعا هذه العبارة قبل ٨اعوام تم اعتقالهم وتعذيبهم بوحشية
— Ania El Afandi آنيا (@Ania27El) June 23, 2018
جاء الأهالي إلى فرع المخابرات السياسية وتوسلوا إليهم للإفراج عن أبنائهم رئيس الفرع قال لهم أنسوا أبنائكم وإذا كنتم لا تستطيعون إنجاب الأطفال بأنفسكم فأرسلوا لنا زوجاتكم ونحن سنتكفل بالأمر
لتنطلق الثورة السورية pic.twitter.com/avsF6soJ3H
ثم توسعت رقعة التظاهرات لتشمل جميع المحافظات السورية، مطالبة بالإصلاحات وإسقاط النظام، خصوصاً بعد مواجهة النظام للتظاهرات السلمية بالقمع وحملات الاعتقال الواسعة بين النشطاء، وبعدها تطورّت لمواجهات مسلّحة بين قوات النظام ومجموعات سورية داعمة للثورة.
أحلام تتبدد
المواجهات المسلحة تحولت لحرب أهلية، دخلت فيها أطراف أجنبية وإرهابية، ما أدى لموجات نزوح ولجوء كبيرة، محاولة من المواطنين النجاة بأرواحهم من دوامة العنف المتزايدة في مختلف المحافظات.
وقُتل قرابة نصف مليون شخص، كما قتل وجرح نحو 12 ألف طفل في الصراع في العقد الماضي، وفقًا لوكالة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف). كما أدى الصراع إلى أكبر أزمة لجوء منذ الحرب العالمية الثانية.
يقول موسى العبد الله، إن هذه العشر سنوات "مرت مثل حلم" كالحلم، وهو لاجئ سوري في تركيا، وصلها قبل ست سنوات، بعد تهجيره من مدينته دوما في ريف دمشق.
يقول موسى لـ"ارفع صوتك" إن أحلامه بالتغيير "تتبدد مع مرور كل سنة" مضيفاً "استقر بي الحال في مدينة غازي عنتاب، بعد أن نزحت إلى عدة مدن داخل سوريا. وهنا أنا مع عائلتي، بعد أن بعنا جميع ممتلكاتنا في سوريا، لم يبق لنا شيء فيها..."
"فقدنا الأمل بالعودة؛ فليس هناك حل للقضية السورية بين السياسيين، وليس هناك أي شيء واضح. بينما في غازي عنتاب، نشعر بالاستقرار" يتابع موسى.
الأمل بالعودة
في لبنان التي لجأ إليها أكثر من مليون ونصف المليون سوري، يعيش مضر الأسعد في بلدة تعلبايا منذ ثماني سنوات، بعد فراره من مدينته حمص إثر القصف العشوائي الذي طالها.
يقول لـ"ارفع صوتك": "حالي أرحم من حال الآلاف من اللاجئين الذين يعيشون هنا في المخيمات، حيث استأجرت منزلاً وأعمل بشكل يومي، إلا أن لاجئي المخيمات يعانون الأمرّين في الصيف والشتاء".
ويأمل مضر "بانتقال سياسي في سوريا يمكنّه وعائلته من العودة في أقرب وقت".
يضيف "عشر سنوات مرّة، فقدنا الكثير وليس هناك أي سوري ربح اليوم مما حدث. لم نرَ أهالينا منذ سنوات. لم ولن نتخلى عن مطلبنا بالحرية، ولكننا سئمنا من هذا الوضع".
وفي حديثه لوكالة أسوشييتد برس، يقول محمد زكريا وهو لاجئ من حمص أيضاً "كان لدينا افتراض بأننا سنتمكن من الدخول والخروج"، لكنه يعيش في خيمة بلاستيكية في سهل البقاع شرق لبنان منذ بداية الحرب في بلاده.
وفرّ زكريا (53 عاماً) مع عائلته من القصف في عام 2012، معتقداً أن فترة غيابه عن وطنه ستكون قصيرة ومؤقتة، حين كانت حمص واقعة تحت الحصار وتخضع لحملة عسكرية سورية شرسة، إذ ترك منزله حتى دون أن يحضر معه بطاقة هويته.
واليوم، يكافح للنجاة من الانهيار المالي والاجتماعي في لبنان.
في نفس السياق، يقول خالد اللاجئ في تركيا "كانت بداية الحراك الشعبي جميلة جداً، تشاركنا أياما حلوة ومرّة، وكنا يداً واحدة، إلا أن ما حصل بعد ذلك أجبرنا على الفرار وعيش حياة اللجوء"، مستذكراً التظاهرات المناهضة للنظام البعثي بزعامة بشار الأسد.
ويضيف لـ"ارفع صوتك" إنه لجأ بمفرده إلى تركيا وأقام في مدينة إسطنبول بعد سيطرة قوات النظام على مدينته في ريف حماه وسط سوريا.
يتابع خالد "حلمت مع رفاقي بالحصول على حقوقنا الأساسية، فالشعب السوري يستحق أن يعيش وينال حريته، ولكننا لم نخرج من أجل ما وصلنا إليه اليوم.. نتمنى أن تتحقق أحلامنا".
"لن نندم على الكرامة"
وفي مواقع التواصل الاجتماعي، بادر عدد من الناشطين السوريين داخل سوريا وخارجها لإحياء ذكرى الثورة السورية عبر شعار تداولوه "تجرأنا على الحلم ولن نندم على الكرامة".
وكان أول من كتب هذه العبارة المخرجة السورية وعد الخطيب، صاحبة فيلم "من أجل سما" الذي فاز بجائزة الأكاديمية البريطانية لفنون الأفلام والتلفزيون كأفضل فيلم وثائقي، وتم ترشيحه لجائزة الأوسكار عن الفئة نفسها.
#NewProfilePic
— عبد الحكيم ناعس (@HakimNaes) March 7, 2021
تجرأنا على الحلم.. ولن نندم على الكرامة
سنُكمل الحكاية.. ونُحيك أطرافها..
على العهد ما بقينا.. على الثورة ما حيينا pic.twitter.com/RWlFvhm59M
كان بودي أن اكتب على صفحتي
— أكاد الجبل (@ElegancMad) March 4, 2021
[ تجرأنا على الحلم ولم نندم على الكرامة ]
هذا حال السوريين الذين يعيشون بحرية
و بحال جيدة نوعا ما
لكن ماذا عن المنكوبين الذين بالكاد
يستطيعون تدبر أمور حياتهم اليومية
هل ندموا ؟
*صدقوني يوما ما كان أمامي خياران فقط
الموت أو العودة
وقتها اخترت الموت.
تجرأنا على الحلم...
— محمد سطيف (@muhammedstaif3) March 11, 2021
ولن نندم على الكرامة.... pic.twitter.com/oRt8QCoMz8