حكومة الدنمارك للاجئين: "إذا لم تسافر طواعية، يمكننا إرسالك إلى سوريا"
انتشرت بين اللاجئين السوريين في الدانمارك مؤخراً موجة من الخوف والقلق الشديد بعد "رسائل الترحيل" التي تصل لهواتفهم المحمولة عن طريق دائرة الهجرة الدنماركية.
وكانت الدنمارك أول دولة أوربية تعلن أن سوريا "بلد آمن"، وبدأت تحركاتها لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وتسببت الخطوة الحكومية بالهلع لدى اللاجئين في الدنمارك،
وفي صحيفة "الغارديان" البريطانية، أورد تقرير قصة اللاجئة السورية أسماء الناطور، إذ ألغيت إقامتها في الدنمارك.
وقالت الناطور "إن كان بشار الأسد يقتلنا بالصواريخ فإن الحكومة الدنماركية تشن علينا حرباً نفسية".
كما توفي لاجئ سوري يبلغ من العمر 61 عاما، بنوبة قلبية بعد شهرين من تلقيه إشعاراً من دائرة الهجرة يفيد بقرار ترحيله، وجاءت وفاته نتيجة مضاعفات لأمراض سابقة اكتملت برسالة الترحيل، بحسب عائلته.
وقالت الصحيفة إن الحكومة الدنماركية تواجه اتهامات بملاحقة اللاجئين، وجاء في إحدى الرسائل الموجهة لللاجئين الرسائل "إذا لم تسافر خارج الدنمارك طواعية، يمكننا إرسالك إلى سوريا".
رضوان برتاوي أيضاً، لاجئ سوري مقيم مع عائلته في الدنمارك يواجه اليوم خطر الترحيل بعد عدم قبول طلب تجديد إقامته.
ويواجه رضوان إلى جانب 1300 آخرين من اللاجئين السوريين في الدنمارك، خطر العودة إلى سوريا، بعد وقف السلطات الدنماركية، تصاريح 250 منهم، ضمن عملية واسعة النطاق لإعادة النظر في كلّ ملفات السوريين من العاصمة دمشق أو ريفها وضواحيها، باعتبار أن الوضع الراهن "لم يعد من شأنه تبرير (منح) تصريح إقامة أو تمديده".

بدوره، قال وزير الهجرة والاندماج الدنماركي ماتياس تيسفاي "يجب على دائرة الهجرة البدء في مراجعة تصاريح الإقامة الممنوحة في الدنمارك للاجئين السوريين القادمين من دمشق" بحسب ما ذكر موقع الهجرة والاندماج الدنماركي،أواخر يونيو 2020.
وتعمل وزارة الهجرة والاندماج على تسريع قضايا الهجرة للسوريين، بحيث يتمكن المجلس في أقرب وقت ممكن من تقييم ما إذا كان يمكن سحب تصاريح الإقامة من اللاجئين السوريين القادمين من دمشق باعتبارها منطقة آمنة.
وأشار الوزير تيسفاي إلى أن ما يقارب 100 ألف لاجئ عادوا إلى سوريا من المناطق المحيطة، معتبرًا أن على السوريين في أوروبا العودة إذا سمحت الظروف بذلك.
وعلى الرغم من اعتبار دمشق آمنة، لا يمكن للدنمارك إعادة اللاجئين قسرا لعدم وجود علاقات دبلوماسية مع نظام الأسد، في حين تعرض الحكومة آلاف اليوروهات على السوريين لدفعهم "للعودة الطوعية" إلى سوريا.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها إنه منذ أن اعتبرت دوائر الهجرة الدنماركية في عام 2019 دمشق والمناطق المحيطة بها "آمنة"، راجعت تصاريح إقامة 1250 سوريا غادروا بلادهم هربا من الحرب.
وألغت السلطات حتى الآن أكثر من 205 إقامات، ما جعل الدنمارك أول دولة في الاتحاد الأوروبي تحرم السوريين من وضع اللجوء في وقت تصنف فيه معظم مناطق سوريا على أنها غير آمنة من قبل الأمم المتحدة.
فيما تصنَّف الدنمارك من الدول الموقعة على الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، التي تمنع ترحيل طالبي اللجوء المرفوضين إذا تعرضوا لخطر التعذيب أو الاضطهاد في بلدانهم الأصلية، وكانت أول دولة تنضم إلى اتفاقية الأمم المتحدة للاجئين في عام 1951، ووفقاً للأمم المتحدة كانت واحدة من أقوى الداعمين للاجئين في أوروبا.
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في الدنمارك 21 ألفًا و980 لاجئًا، بحسب الموقع الرسمي للاتحاد الأوروبي.