لاجئة سورية بطلة أغنية بريطانية.. من هي ديما الأكتع؟
تحديات عديدة خاضتها اللاجئة السورية في بريطانيا، ديما الأكتع (27 عاما)، قبل أن تصبح حديث مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية، وتحظى بشهرة واسعة، إثر مشاركتها في فيديو للمطربة البريطانية آن ماري.
وبُترت ساقها عام 2012، بقصف استهدف منزلها في بلدة سلقين بريف إدلب، حين كان عمرها 18 عاماً.
بعد الإصابة واضطرار الأطباء لبتر ساقها من أعلى الركبة، لجأت ديما وعائلتها إلى لبنان نهاية عام 2012، قبل أن تحصل على حق اللجوء في بريطانيا عام 2017، ضمن برنامج إعادة التوطين، وتستقر وعائلتها في مقاطعة بيدفوردشاير.
حب الحياة
تقول ديما لـ"ارفع صوتك": "كنت فتاة ممتلئة بحب الحياة، في مرحلة البكالوريا (الثانوية العامة) أخطط للجامعة، وأرسم أحلامي وطموحاتي، ولكن في 13 أيلول (سبتمبر) 2012 انقلبت حياتي بلحظة واحدة، عند سقوط قذيفة على بيتي أفقدتني رجلي اليسرى ودمرت نصف المنزل".
وتضيف: "عشت ست سنوات من المعاناة والتحديات النفسية والجسدية والعقلية، خصوصاً أنني توقفت عن الدراسة. كان من الصعب تقبّل وضعي الجديد، وشعرت أنني خسرت كل شيء حرفيا".
"كان عليّ تعلم المشي والوقوف، وأن أتقبل نظرة الشفقة التي من الناس دون قصد منهم، ولكن جرحي كان جديدا وكنت أتألم لهذا، كما واجهت بعد وصولي إلى بريطانيا صعوبات التعلم والاندماج وتكوين الصداقات"، تتابع ديما.
التحقت ديما بالجامعة في بريطانيا لتدرس هندسة الديكور. تقول "بعد معاناة، اقتنعت أننا حين نفقد شيئا غاليا جدا، يعوضنا الله بأشياء كثيرة ونعم أكبر وأجمل مما فقدنا، وهذا ما حصل يوم إصابتي، إذ كان أهلي معي في المنزل حين سقطت القذيفة وكانت أمي في الغرفة ذاتها، ولم يصبهم أي مكروه ولا حتى إصابة طفيفة، وهذا أكبر تعويض ونعمة".
وتبيّن ديما: "الأمر ليس سهلا طبعا، لكني طالما احتفظت بالأمل والقناعة بأن هناك شيئا ما سيتغير، وهكذا علمتني الحياة كيف أتأقلم وشجعتني خوض أي تجربة، وجعلتني أؤمن بأهدافي التي اخترتها.
مشاركات رياضية
لم توقف الإصابة ديما عن الحلم بعد تركيب طرف اصطناعي لقدمها، فشاركت في مايو 2020 مع منظمة "Choose love" ضمن مبادرة عالمية للمشي، بهدف جمع تبرعات لمساعدة اللاجئين في مخيمات اليونان.
وفي أغسطس الماضي، شاركت في ماراثون مانشستر، بهدف جمع تبرعات لجمعية "سوريات عبر الحدود"، التي تقدم مشاريع إنتاجية تستهدف للاجئين السوريين في الأردن، وتساعد المصابين، خاصة الأطفال الذين فقدوا أطرافهم في الحرب.
وكانت هذه المرة الأولى التي تركض فيها ديما بعد توقف عشر سنوات، وأول تجربة لها بالطرف الاصطناعي الرياضي.
المغنية البريطانية آن ماري تأثرت بقصة ديما، وقررت تصوير أغنيتها الشهيرة "Beautiful" معها، لتظهر ديما في الفيديو الكليب الرسمي للأغنية، الذي حصد نحو مليوني مشاهدة.
ويروي الفيديو قصة ديما منذ لحظة سقوط القذيفة على بيتها، ثم إصابتها، ومراحل التأهيل والتدريب التي خضعت لها بعد حصولها على ساق اصطناعية رياضية، وتطور مراحل الشفاء وصولا للمشاركة في ماراثون مانشستر.
وأرفق برابط للتبرع لديما، من أجل مساعدتها في المشاركة بالألعاب البارالمبية.
وفي تغريدة لها، عبرت آن ماري عن سعادتها لمشاركة ديما في الفيديو، ومشاركتها رحلة العلاج والتأهيل، وقالت إنها تعرفت على قصتها من خلال المنظمة الخيرية "Choose love"، مثنية على شجاعتها وكونها مصدر إلهام وقوة.
تصف ديما هذه المشاركة لـ"ارفع صوتك" بالقول "إنه لشرف وفخر وبصمة ستبقى معي لآخر عمري".
وتضيف "كنت سعيدة جدا في هذه التجربة، وأشكر المغنية آن ماري من كل قلبي على منحي هذه الفرصة، إنها شخصية تحب المساعدة وتعطي من قلبها، ومن الصعب وصفها بكلمات، صدقاً أنا جداً ممتنه لهذه التجربة".
وتتابع ديما: "هذه التجربة أعطتني دافعا قويا للاستمرار، وكانت نقلة نوعية وإضافة لحياتي، كما أن ردود الناس وتفاعلهم ودعمهم، أمر عظيم وباعث معنوي قوي جداً".
وتبرق رسالة لذوي الإعاقة، أو "ذوي الهمم" كما تفضل تسميتهم: "أحبوا أنفسكم كما أنتم، ولا تجعلوا أي شيء يقف في طريقكم، وقاتلوا لأجل حلمكم، سنتعب وننهار في البداية، لكن لا تستسلموا، واجعلوا من الحدث غير العادي عاديا في حياتكم".
وتؤكد "لا تجعلوا الأعذار تقف حاجزا، ولا تجعلوا الإصابة توقفكم، ولا تخجلوا من أنفسكم، فهذه حياتنا وعلينا أن نعيشها بحب وأمل".