72% من العائلات في سوريا تأكل بالدَّين
أورد تقرير لبرنامج الغذاء العالمي، صدر قبل أيام، أن أكثر من نصف سكان سوريا وعددهم 12 مليون شخص، يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
وجاء في التقرير الذي يلخص دراسة أجريت مارس الماضي، أن 52% من السكان يستهلكون الغذاء بشكل محدود، و72% من العائلات السورية تشتري طعامها بالدَين، معظمها نازحة في محافظات غير محافظاتها.
وذلك يعني أن ثلاثة أرباع السوريين الموجودين داخل سوريا يكسون أنفسهم في المناسبات ويأكلون عن طريق الاستلاف، وفق التقرير.
وأشار إلى أن 14% من العائلات أجبرت أطفالها على ترك التعليم، والانخراط في مهن وأنشطة تسهم في زيادة دخل الأسرة، إلا أن ذلك لا يكفي هذه الأسر لتأمين معيشتها طيلة الشهر.
وقد تسبب بعض الأعمال للأطفال وحرمانهم من التعليم، مشاكل مجتمعية وقانونية.
وحسب التقرير أيضا، يستمر تآكل القوة الشرائية للمواطنين، حيث دفعت مصادر الرزق غير المستقرة العديد من العائلات لتكبد المزيد من الديون، خلال فبراير الماضي.
الشراء والبيع بالدَّين
يقول حسان، وهو نازح في مدينة سرمدا على الحدود السورية التركية، لـ"ارفع صوتك"، إنه اضطر لدفع ولديه (14و17) عاماً، إلى سوق العمل وترك المدرسة، إذ لم يعد يستطيع تأمين متطلبات الحياة مع عائلته، كما كان الأمر في بداية سنوات النزوح.
ويضيف أنه لجأ للاستدانة من محال تجارية وبعض أصدقائه، مردفاً "الأسعار ارتفعت جدا جدا، خاصة في رمضان ومع حلول العيد، فحتى لو كنا نازحين، يجب أن نظهر في العيد بأبهى حلّة كما تعودنا".
"أصبح الموضوع عادياً جداً، حتى محلات البيع تجهز بضاعتها بالدَّين أيضاً"، يتابع حسّان.
ارتفاع بنسبة 800%
وفقاً لأحدث البياناتِ الصادرة عن برنامج الأغذية العالمي، ارتفع سعر الأغذية الأساسية في سوريا بنسبة بلغت 800%، بين عامي 2019 و2021.
وبحلول الأسبوع الثاني من مارس 2022، مع بدء الحرب في أوكرانيا، ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 18%، وتضطر الأسر الآن إلى الاختيار بين شراء الطعام أو الوقود أو الدواء.
وفي لقاء أجراه برنامج الغذاء العالمي مع السورية أم حُسين، قالت إنها لم تتمكن من العثور على مكونات بأسعار معقولة لطهي وجبة لبناتها الثلاث.
فقررت شراء بعض السمن لتطهو كل ما يمكن أن تجده في المنزل، ونظرًا لأن علبة السمن تكلف على الأغلب أكثر مما لديها، فإن المتجر يُوفر لها خيار شراءِ كميةٍ صغيرةٍ من السمن في كيس بلاستيكي.
من جهتها، قالت عائشة، وهي أم لخمسة أطفال تعمل في بيع الخضراوات، إن الزيادة الأخيرة في الأسعار تعني أن المزيد من الناس سيلغون طلباتهم، ونتيجة لذلك، تذبل خضرواتها، وينتهي بها الأمر إلى الخسارة بدلاً من كسب المال.
وأضافت لبرنامج الأغذية العالمي: "إذا بقينا على قيد الحياة اليوم، فإننا لا نعرف ما يحمله الغد لنا".
بدوره، قال روس سميث، نائب المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في سوريا: "كنا نأمل أن تتمحور مساعداتنا الغذائية حول تغيير حياة الناس للأحسن، ولكن عِوضًا عن ذلك، وأكثر من أي وقت مضى، فإن إسهاماتنا تدور الآن حول إنقاذ حياة هؤلاء الناس".
وكان البرنامج أرسل مساعدات غذائية ومالية تكفي لإعالة ما يقدر بنحو 5.7 مليون سوري في جميع أنحاء سوريا، خلال مارس الماضي، ووزع ما يصل إلى 3.4 مليون دولار على 175 ألف مستفيد من البرنامج.
مع ذلك، فإنه بحاجة لـ 515 مليون دولار من أجل إتمام عمليات البرنامج لغاية سبتمبر المقبل.