تمديد المساعدات 6 أشهر لشمال غرب سوريا و"العفو" تحذر من "كارثة"
قالت أنياس كالامار، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، إن الفيتو الروسي ضد تمديد مشروع قرار لمجلس الأمن المخصص لإمداد سوريا بالمساعدات الإنسانية 12 شهراً، "يأتي بعد سلسلة مساومات مع روسيا والصين، بدءًا من إغلاق نقطتي عبور خلال العامين الماضيين وصولًا إلى تفكيك آلية الأمم المتحدة لإيصال المساعدات".
وأضافت أن "من شأن الفيتو الروسي أن يغلق فعليًا شريان الحياة الأخير لما لا يقل عن أربعة ملايين شخص في شمال غرب سوريا يعتمدون على مساعدات الأمم المتحدة المنقذة للحياة. ولن يؤدي ذلك إلى تفاقم الأزمة الإنسانية فحسب، بل أيضًا إلى كارثة إنسانية".
"لأن الرجال والنساء والأطفال الذين يعيشون في شمال غرب سوريا لن يحصلوا بعد الآن على الغذاء الكافي أو إمكانية الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل السكن والمياه والرعاية الصحية"، تابعت كالامار.
ووصفت الفيتو الروسي، بأنه "لعبة سياسية غير مسؤولة سيدفع المدنيون السوريون الأبرياء ثمنها"، مردفةً "ينبغي أن تنضم روسيا إلى 13 عضوًا في مجلس الأمن ممن أيدوا تجديد تفويض الآلية لمدة 12 شهرًا وأن تمتنع عن مواصلة استخدام حق النقض".
وفي تقرير جديد بعنوان "سوريا: ظروف معيشية لا تُحتمل- الافتقار إلى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية في مخيمات النازحين في شمال غرب سوريا"، تُفصّل منظمة العفو الدولية شدّة تأثر النازحين داخليًا الذين يعيشون في ظروف مريعة في المخيمات واعتمادهم الكلي على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة، نتيجة لحرمان الحكومة السورية أو عرقلتها إمكانية وصولهم إلى حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية.
وتبنى مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، قرارًا ينص على تمديد آلية المساعدة عبر الحدود إلى سوريا مدة ستة أشهر، حتى 10 يناير 2023، وهي مدة فرضتها روسيا في حين كانت المدة المقترحة سنة.
وتم تبني القرار بأغلبية 12 صوتًا من أصل 15. والأصوات الموافقة هي لروسيا والصين والأعضاء العشرة غير الدائمين في مجلس الأمن.
وامتنعت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا عن التصويت لعدم موافقتها على المدة التي تعتبرها غير كافية للتخطيط لإيصال المساعدات بشكل صحيح.
وقال سفير دولة عضو في مجلس الأمن لفرانس برس، طالباً عدم ذكر اسمه، إنّ ما جرى في المجلس هو أنّ "روسيا نجحت في ليّ ذراع الجميع: إما أن تظلّ الآلية معطّلة، أو تُمدّد لستة أشهر" و"لم يكن بإمكاننا أن ندع الناس يموتون" جوعاً، خلال الاتفاق المبدئي الذي تم التوصل إليه الاثنين بين أعضاء المجلس.
ولاعتماده، يجب أن يجمع النص ما لا يقل عن تسعة أصوات من أصل 15 دون معارضة أحد الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن وهم: الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا والصين.
والمعبر لم يعد متاحًا للأمم المتحدة منذ مساء الأحد.
وتم إنشاء آلية عبور الحدود في عام 2014 وهي تتيح إيصال المساعدات الإنسانية من دون مواقفة من دمشق إلى أكثر من 2,4 مليون شخص في محافظة إدلب (شمال غرب) التي ما زالت تحت سيطرة تنظيمات إسلامية متطرفة وفصائل معارضة.
ومنذ ذلك الحين، تقدم الأمم المتحدة وشركاؤها المنفذون إلى جانب منظمات إنسانية أخرى المساعدات والخدمات مثل الغذاء والماء وشروط النظافة والصرف الصحي والصحة والتعليم والحماية للسكان، بمن فيهم النازحون داخليًا، عبر الحدود من تركيا إلى شمال غرب سوريا.
وأعربت كل من أيرلندا والنرويج عن ارتياحهم إثر تبني القرار.
وكانت ليندا توماس-غرينفيلد، السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، حذرت، الجمعة الماضي، قائلة "لطالما قلت إن هذه مسألة حياة أو موت. سيموت أناس بسبب هذا التصويت".
وأضافت غرينفيلد، التي زارت باب الهوى في يونيو الماضي، إن عمال الإغاثة أخبروها بأن التجديد لستة أشهر سيكون "كارثة" لخطوط الإمداد الخاصة بهم.
واستطردت قائلة "أخبروني أن ذلك سيعني توقف المساعدات المنقذة للحياة في نهاية الشتاء عندما تكون الحاجة لها في ذروتها، وهو سيناريو مروع لمنطقة لا يزال بها ملايين النازحين".