في فيديو تم تداوله عبر صفحات سورية بمواقع التواصل الاجتماعي، قدم الفنان السوري علاء الزعبي اعتذاره لأهل بلده، مؤكداً أن العمل يجري على حذف فيلم "خيمة 56" من جميع منصات نشره في مواقع التواصل.
ويأتي ذلك بعد ضجة كبيرة، أحدثتها مقاطع متداولة من الفيلم، خلال اليومين الماضيين، على الرغم من مضيّ نحو أربعة أعوام على إنتاجه.
ورأى المعارضون للفيلم، الذين طالبوا بحذفه، أنه يحكي قصة خارج السياق السوري ويسيء لصورة اللاجئين والنازحين السوريين، متجاهلاً معاناتهم الحقيقية، إذ يركز على العلاقات الجنسية داخل المخيمات، حسب ما تم تداوله.
وضمن قالب كوميدي، تدور أحداث الفيلم في مخيم دون ذكر اسمه أو مكانه أو زمان القصة، لكن شخوصه يتحدثون باللهجة الحورانية، وهي لهجة أهالي مدينة درعا ومناطق في الأردن.
وأدانت قبيلة آل الزعبي التي ينحدر منها أحد الممثلين الرئيسيين في الفيلم (علاء الزعبي)، في بيان، كل من شارك بإنتاج هذا العمل، ووصفته "بالرديء والمتعدي على الحرائر".
كما أعلنت تبرؤها من الممثل علاء الزعبي المشارك في الفيلم بدور أبو سعيد، لما "اقترفه من اعتداء سافر وآثم على حرائرنا"، وفق صيغة البيان.
وقال الزعبي في فيديو: "أود التوجه برسالة من القلب للقلب، إلى أبناء عشيرتي في حوران، أنا واحد منكم، ما يزعجكم يزعجني"، نافياً أنه "تقصّد" الإساءة لسكان المخيمات من النازحين واللاجئين.
وأضاف أن مشاركته في الفيلم نتيجة "سوء تقدير منه" مردفاً "جلّ من لا يخطئ. وأنا أقدم اعتذاري لكل شخص شعر بالإساءة من موضوع الفيلم أو طريقة الطرح أو حتى من بعض الكلمات غير المناسبة".
نماذج من مواقع التواصل الاجتماعي حول الآراء التي هاجمت الفيلم:
قصة الفليم
في فيلم "خيمة 56"، يبحث جميع من في المخيم عن الخصوصية لممارسة الجنس مع زوجاتهم إن كانوا رجالاً ومع الأزواج إن كنّ نساء، فحلم الجميع وأكثر ما يشغلهم، هو إيجاد مكان بعيد عن الخيمة التي ينام فيها الأبناء بجانب والديهم، والحصول على بعض الخصوصية في مكان غير الإسطبل الذي يقصدونه لممارسة الجنس.
في خضم ذلك، تطرح صبا، التي تقوم بدورها الممثلة نوار يوسف فكرة تثير حماس الجميع رجالا ونساء، خاصة أم رجب التي تلعب دورها الممثلة صفاء سلطان، وهو إقامة خيمة رقمها 56، تكون خاصة بالجنس، يتناوب عليها الأزواج بشكل دوري، كل يوم لزوجين.
وفكرة الفيلم، كما عرفَ عنه صنّاعه، عبر موقع يوتيوب، تدور حول "احترام المرأة لكيانها كإنسانة، ومن حقها الحصول على الخصوصية في علاقتها الحميمة مع زوجها بعيداً عن أعين المحيطين بها، خاصة الأطفال، في بيئة يبدو ذاك الطلب شبه مستحيل، لأن أحداث الفيلم تدور في مخيمات اللجوء، والبيت هو خيمة لا توفر أي خصوصية، ومع ذلك تعمل بطلة الفيلم صبا على إيجاد مكان يوفر الخصوصية لها ولجميع الأزواج".
ويندرج "خيمة 56" تحت فئة الأفلام القصيرة، وتم إعداده للمشاركة في مهرجان الإسكندرية، وهو من إخراج سيف الشيخ نجيب، وتأليف سندس برهوم.
"جريمة بحق الإنسانية"
تعليقاً على الجدل الدائر، يقول المخرج السوري بادي خليف، لـ"ارفع صوتك"، إن الفيلم "عبارة عن رسالة استخباراتية من النظام السوري مضمونها، انظروا إلى ما حدث معهم لأنهم ثاروا ضدي".
ووصف "خيمة 56" بأنه "جريمة بحق الإنسانية، إذا ما قورن بمسلسل التغريبة الفلسطينية، الذي يحكي واقع لجوء وهجرة الفلسطينيين".
"فالتطرق لمشاكل الناس يجب ألا يكون بهذه الطريقة.. هذا الشيء المسمى فيلم، ليس سوى رقص على الجثث، وأي عمل فني يخرج من الدراما السورية، هو عمل استخباراتي ولا يتم إنتاجه من دون موافقة أمنية، وهذه هي سياسة النظام السوري، التطرق لمعاناة الشعب السوري وإظهارها كنوع من التشفي بآلام الناس، وبنفس الوقت تحذير واضح، العصا لمن عصى"، يتابع خليف.
الممثل السوري عبد الحكيم قطيفان، كتب في منشور له على فيسبوك: "التفاصيل والحيثيات واللهجة بمعظمها تُظهر لنا أنها تتناول بيئة أهل حوران في مخيمات لجوئهم القسري، وجاء استخدام أغنية تراثية معروفة جدا في خلفية الحدث لتؤكد خصوصية البيئة المستهدفة في هذا العمل!"
وأضاف "على مدى 20 دقيقة، كل الحوار والأحاديث والاهتمام والهواجس تتركز وبالمطلق على وضع جدول لدور الثنائيات العائلية في هذه الخيمة (الفردوس) التي تحققت واقعيا بفعل إصرار الزوجات الأقرب للوقاحة!".
ورأى قطيفان، أن "الشجاعة في الطرح هي أن تتناول مواضيع تؤلم السفاح قاتل أطفال سوريا، وتفضح التواطؤ الدولي والإقليمي معه لا أن تحققوا له أجندته، حتى وإن لم تكن بإشراف مباشر منه".