سوريا

التلويح بعملية عسكرية في شمال سوريا.. ماذا تريد أنقرة؟

28 يوليو 2022

نقلا عن موقع الحرة

كررت تركيا، الأربعاء، على لسان الناطق باسم الرئاسة، إبراهيم قالن، التلويح بقرب شن عملية عسكرية في شمال سوريا، وفيما تزعم أنقرة إنها تسعى لدفع من تصفهم بـ"الإرهابيين" بعيدا عن حدودها، يشير مراقبون إلى أن أهداف العملية المزمعة ترتبط بملفات أخرى.

وتأتي هذه تصريحات قالن تأكيدا لما أعلنه وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الأسبوع الماضي، بأن أنقرة "لن تطلب مطلقا إذنا للعملية العسكرية ضد الإرهاب".

وذكر تشاوش أوغلو بأن تركيا "علقت" عملياتها في شرق سوريا في أكتوبر 2019 "بعد وعود أطلقتها الولايات المتحدة وسوريا".

ونص اتفاق وقع عام 2019 برعاية واشنطن وموسكو، على انسحاب القوات الكردية إلى مسافة 30 كلم من الحدود التركية.

وتنظر تركيا إلى "قسد" وعنصرها الرئيسي "وحدات حماية الشعب " (YPG)، على أنها امتداد لـ"حزب العمال الكردستاني" المدرج على قائمة الإرهاب الأميركية، وهو ما تنفيه "قسد" التي تعد من أبرز حلفاء الولايات المتحدة في الحرب على داعش بسوريا.

 

دبابات تركية قرب الحدود السورية.. أرشيفية دبابات تركية قرب الحدود السورية.. أرشيفية

 

"منطقة عازلة"

يقول المحلل السياسي التركي، مهند حافظ أوغلو إن أهداف العمليات العسكرية التركية"من غصن الزيتون، إلى درع الفرات، ونبع السلام، جميعها كان لها أهداف محددة بمنع وجود أي تواصل بين الإرهابيين في أقصى شمال سوريا بنظرائهم في أقصى شمال العراق".

وأوضح أوغلو في حديث لموقع "الحرة" أن تركيا تريد منطقة عازلة تبعد "خطر الإرهابيين عن حدودها بنحو 30 كلم داخل الأراضي السورية، حتى يتسنى لها التعامل مع التحديات الداخلية في تركيا، خاصة مع اقتراب انتخابات هامة مصيرية داخل البلاد".

ويرى المحلل السياسي الكردي، إبراهيم كابان، أن العملية التركية التي يجري التلويح بها، جزء من "مشروع تركي توسعي في شمال سوريا وحتى العراق"، يتجاوز التحركات العسكرية إلى "إحداث تغيير ديمغرافي وإجلاء الأكراد من مناطقهم بما يخدم مصالحها".

ويشرح كابان المقيم في ألمانيا، في اتصال هاتفي مع موقع "الحرة" أن أنقرة لديها "تفاهمات تتيح للنظام السوري والميليشيات الإيرانية وحتى موسكو بإحداث تغييرات ديمغرافية على حساب مناطق الأكراد"، إذ إنها لا "تريد بأي شكل من الأشكال وجودا كرديا على حدودها".

المحلل السياسي التركي، يوسف كاتب أوغلو، وصف هذه العملية العسكرية المتوقعة بأنها "متعددة الأهداف"، وتسعى لـ"منع إحداث تغييرات ديمغرافية في المنطقة، خاصة مع تواجد أعداد كبيرة من اللاجئين الذين يريدون العودة لمناطقهم التي أصبحت آمنة".

ويشير الباحث السياسي المختص في الشأن التركي، سعيد الحاج، في حديثه مع موقع "الحرة" إلى أنه لا يمكن النظر للعملية العسكرية بمعزل عن "الانتخابات الرئاسية المصيرية التي ستجرى في تركيا في 2023، حيث يوجد جدل كبير في الداخل التركي في ما يتعلق بملف اللاجئين السوريين".

 

مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية

"الحوار" لحل المشاكل

 

وكانت الولايات المتحدة الأميركية عارضت أي هجوم تنوي تركيا شنه على مناطق شمال وشرق سوريا، معتبرة أن من شأن أي عمل عسكري تركي "أن يهدد استقرار وأمن المنطقة".

وحذرت واشنطن أنقرة  من أن "هكذا تصعيد يعرض للخطر أرواح العسكريين الأميركيين المنتشرين في المنطقة"، بحسب تصريحات أدلى بها المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس في أواخر مايو الماضي.

من جهة أخرى عارضت إيران في عدة تصريحات لها العملية العسكرية التركية، بينما ناورت روسيا وأعرب عن "قلقها" على لسان كبار مسؤولي الخارجية والدفاع.

شرفان درويش، قيادي في قوات سوريا الديمقراطية كشف في تصريح لموقع "الحرة" أن "قسد ستقوم بكل ما يلزم لعدم نشوب حرب مع أي طرف من الأطراف، خاصة بعد هذه السنوات الطويلة من الحرب في سوريا".

وأضاف أنهم "يشجعون على التوصل لأي حلول سياسية وحل المشاكل بالحوار، ولكنهم في حال وقوع الحرب واحتلال أراضيهم" فإن "قسد ستقاوم بما لديها من خبرات وتجهيزات عسكرية" للدفاع عن مواقعها.

وفي منتصف يوليو حث القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، موسكو وطهران على منع أنقرة من تنفيذ تهديداتها بشن هجوم جديد في شمال سوريا.

الباحث والمستشار السياسي المتخصص بالشأن التركي، باسل الحاج جاسم يرى أنه ليس أمام قسد "سوى العودة إلى واقع ما قبل عام 2011 بعودة سيطرة النظام في دمشق على كل المناطق"، مشيرا إلى أن "قسد استفادت من الحرب على داعش ووضعت عدة مناطق تحت سيطرتها".

ويؤكد جاسم في حديث لموقع "الحرة" أنه لن يكون "أمام موسكو وطهران سوى خيار غض الطرف عن عملية تركيا العسكرية في حال لم تسلم قسد هذه المناطق لحكومة دمشق"، خاصة وأن جميع هذه الأطراف تتفق على مبدأ "وحدة أراضي سوريا".

ولم يصدر أي موقف رسمي من دمشق، التي تتهم الأكراد المتحالفين مع واشنطن بالسعي نحو الانفصال، الأمر الذي ينفونه.

وستسعى "تركيا لاستخدام ملفات سياسية أخرى من أجل الضغط على القوى الدولية" لغض النظر عن عمليها العسكرية وفق المحلل الكردي كابان، إذ إنها "ستسخدم ورقة الضغط في مسألة قبول فنلندا والسويد في عضوية حلف شمال الأطلسي الناتو"، رغم أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية وحتى روسيا وإيران أعربوا عن قلقهم من هذه العملية العسكرية.

وأضاف كابان أنه "حتى الآن تركيا لا يوجد لديها ضوء أخضر يتيح لها بدء عمليتها العسكرية"، مشيرا إلى وجود أصوات في الداخل التركي ترفض ذلك أيضا

 

القادة اجتمعوا في طهران لبحث الوضع السوري القادة اجتمعوا في طهران لبحث الوضع السوري

 

"قمة طهران"

وقال المحلل السياسي التركي، مهند حافظ أوغلو إن التصريحات التي صدرت من قمة طهران تؤكد أن روسيا وإيران أبدت امتعاضها من "القيام بالعملية العسكرية"، ولكن تركيا طالبتهم بتقديم دعمهم الكامل من أجل "القضاء على الإرهاب بالأفعال وليس بالتصريحات فقط"، وهو هدف يتفق عليه الجميع.

وقال إن الفترة المقبلة ستشهد "تنسيقا تركيا روسيا أكبر في هذا الملف، وقد تستطيع موسكو تجنب العملية العسكرية من خلال التوصل لتفاهمات لإبعاد خطر الإرهابيين عن الحدود التركية".

ويشير الباحث السياسي، باسل الحاج جاسم إلى أن تركيا تنظر لهذه العملية العسكرية على أنها ترتبط بـ"أمنها القومي، إضافة لارتباطها بملف إعادة اللاجئين السوريين إلى مناطقهم".

وزاد أن "مزيدا من السيطرة التركية في الجغرافيا السورية، يعطي أنقرة أوراق ضغط سياسة أكبر عندما تحين لحظة طاولة الحل السياسي النهائي" للأزمة السورية.

ويرى الباحث، سعيد الحاج أن هذه العملية العسكرية دفعت بقوات سوريا الديمقراطية إلى "إعادة التموضع، وإجراء تحركات لتعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة الداعمة لها من جهة، وتعزيز علاقاتها مع النظام في دمشق من جهة أخرى"، مؤكدا أنه لا أحد من القوى الفاعلة في الداخل السوري "من روسيا وإيران" يدعمان العملية العسكرية.

ونفذت تركيا منذ 2016 ثلاث عمليات عسكرية في سوريا على حدودها الجنوبية استهدفت فصائل وتنظيمات كردية كما أطلقت هجوما مطلع العام 2020 ضد قوات النظام السوري.

مواضيع ذات صلة:

فقد تنظيم داعش مصدر تمويله الرئيسي، النفط، بعد خسارته لأراضيه في سوريا والعراق.
فقد تنظيم داعش مصدر تمويله الرئيسي، النفط، بعد خسارته لأراضيه في سوريا والعراق.

يبدو تنظيم داعش، عندما يتعلق الأمر بالتمويل والبحث عن مصادر دخل تنعش موارده المتدهورة، أشبه بكيان متمرس في عالم المافيا والجريمة المنظمة. الكثيرون، بمن فيهم أمراء كبار، انشقوا عنه حينما صدمتهم هذه الحقيقة. 

قيادة التنظيم نفسها تدرك جيدا أن تسليط الضوء على هذا الجانب من نشاطات التنظيم يقوض الصورة التي رسمها لنفسه أمام أتباعه وأنصاره. لذلك لم يتبنَّ يوما أي عملية قتل أو تخريب قام بها باسم جباية ما يسميها "الكلفة السلطانية" رغم أن جزءا من جهوده، لا سيما في شرق سوريا، مكرس لهذا النشاط الشنيع.

 

الكلفة السلطانية

 

منذ خسارة التنظيم للمساحات الشاسعة التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق، وما نجم عن ذلك من فقدانه لما تدره عليه المعابر وحقول النفط من موارد مالية كبيرة، فَعّل التنظيم عددا من "الخطط الاقتصادية" البديلة كان من بينها جباية ما يسميها "الكلفة السلطانية".

تعد " الكلفة السلطانية" نشاطا مدرا للدخل إلى جانب نشاطات أخرى ضمن "اقتصاد الحرب" تضخ في خزينة التنظيم أموالا طائلة، مثل التهريب، والاختطاف، وتجارة الآثار، والسطو على البنوك ومحلات الصرافة، واستحواذه على احتياطات العملة الصعبة والذهب في المدن التي اجتاحها، ونهب ممتلكات الطوائف الأخرى وغيرها.

تزامنت ثورة مواقع التواصل الاجتماعي مع الصعود السريع لتنظيم داعش عام 2013.
"داعش".. خلافة رقمية يطوقها مارد الذكاء الاصطناعي
الشركات التكنولوجية الكبيرة شرعت منذ 2017 في الاعتماد كليا على خوارزميات الذكاء الاصطناعي لرصد وحذف المواد التي تروج للتطرف العنيف على منصاتها، بينما اقتصر دورها في السابق على تكميل جهود فرق بشرية يقع على عاتقها عبء هذه العملية برمتها.

لعدة سنوات ظل التنظيم يجمع " الكلفة السلطانية" لاسيما في مناطق الشرق السوري، حيث تنتشر حقول النفط، والمساحات الزراعية، وممرات التهريب، والمتاجر ومحلات الصرافة. لكنه لم يكن يتحدث عن ذلك لا في إعلامه الرسمي ولا الرديف، بل وتحاشى الاشارة إليها حتى في مراسلاته الداخلية، لأنه يدرك أن جدلا محموما سينتج عن ذلك، وسيحتاج إلى فتاوى دينية وجهود دعائية كبيرة لإقناع أتباعه بـ"وجاهة" أفعاله، وقد خرج أعضاء سابقون في التنظيم ونشروا على قنواتهم الرقمية "أن إرغام المسلمين غصبا وبحد السيف على إعطاء جزء من حلالِهم لثلة من المفسدين في الأرض هو عمل عدواني لا يقوم به إلا أهل البغي وقطاع الطرق".

 

ضريبة على رعايا الخليفة!

 

ينبغي التفريق هنا بين ما ينهبه التنظيم ممن يعتبرهم "كفارا ومرتدين" والذي يسميه ب"الفيء" و"الغنيمة" وبين ما يجبيه باسم "الكلفة السلطانية". فالكلفة السلطانية هي ضريبة يؤديها "المسلمون ورعايا الخليفة" بالقوة والإكراه، أي أن المستهدفين بها هم في عرف التنظيم من المسلمين الذين "لا تحل أموالهم ودماؤهم" ولا تدخل "الكلفة السلطانية" أيضا ضمن الزكاة الواجبة التي تتم جبايتها قسرا من المسلمين من طرف أمنيي التنظيم.

وبعد انكشاف أمر عمليات السطو والنهب هذه لم يجد التنظيم بدا من الحديث عنها في مراسلاته الداخلية، وانتداب أحد شرعييه لصياغة فتوى لتسويغها من الناحية الدينية.

صاغ أبو المعتصم القرشي، وهو أحد كوادر "المكتب الشرعي" لـ"ولاية الشام" فتوى مطولة في 12 صفحة، وحشد فيها مجموعة من النصوص الدينية والقواعد الأصولية التي اعتبرها "أدلة شرعية" على جواز نهب أموال المسلمين بالقوة والإكراه!.

عَرّف القرشي الكلفة السلطانية بأنها " الأموال التي يطلبها الإمام من الناس لأجل مصلحة شرعية". ولعجزه عن إيجاد نصوص قطعية من الكتاب والسنة لتبرير هذه "البدعة الداعشية"، فقد لجأ إلى القواعد الأصولية من قبيل" يُتحمل الضرر الخاص لدفع الضرر العام" و" درء المفاسد مقدم على جلب المصالح"، و" تفويت أدنى المصلحتين لتحصيل أعلاهما"، و"ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب".

يعني هذا ببساطة أن مصلحة استمرار عمليات التنظيم والحفاظ على قوته ومقدراته مقدمة على مصالح الناس الأخرى، وأن تواصل عمليات التنظيم باعتبارها "جهادا مقدسا"  إذا لم يتم إلا بالسطو على أموال الناس فيجب السطو عليها.

أكد القرشي في نص فتواه جواز استخدام العنف والقوة لجباية الأموال، قائلا: "لا شك أن المال عصب الجهاد، والإعداد لا يكون إلا به، فتحصيله وتوفيره واجب على الإمام ولو بالقوة والإكراه"، ومن امتنع عن أداء "الكلف السلطانية جاز للإمام أو من ينوب عنه أن يعزره بشكل يكون رادعا له ولغيره حتى يؤدي ما عليه من الحقوق المالية في هذا الشأن".

أما الفئات الاجتماعية المستهدفة بهذه الضريبة، فقد قدم أبو المعتصم سردا طويلا بأصحاب المهن والمحلات التجارية والأطباء والصرافين والفلاحين والمدارس والكليات وتجار الدجاج والبيض وتجار المواشي والمستشفيات. ولم يترك أي نشاط مدر للدخل إلا وأشار إليه ضمن الذين فرض عليهم دفع "الكلف السلطانية"، ولم يستثن سوى أصحاب البسْطات على الأرصفة.

أخطر ما في الفتوى هو أن الممتنع عن أداء ما يطلبه التنظيم من أموال سيكون مصيره القتل والحكم عليه بالردة، و" طريقة استخدام القوة تتفاوت حسب المعاندة والممانعة بين التهديد، والإتلاف لبعض المال، أو التعزير، أو التغريم المالي وحتى الجسدي، ثم القتل إذا استعان الممتنع بشوكة الكفار والمرتدين على المجاهدين فعندها يُطبق عليه حكم الردة" حسب تعبير أبي المعتصم القرشي.

 

معاناة الناس في شرق سوريا

 

في شرق سوريا، يتم استخلاص هذه الضريبة بعد توجيه رسائل تهديد بأرقام دولية عبر تطبيق واتساب إلى المعنيين، وتخييرهم بين دفع "السلطانية" أو مواجهة خلايا الاغتيال، بعد تخريب ممتلكاتهم وتقويض مشاريعهم التجارية والاستثمارية.

وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد ارتفعت هذا العام نسبة تلك الضرائب إلى حد كبير جداً مقارنة بالسنوات الفائتة، حتى بلغت نحو 616 ألف دولار من تجار النفط والمستثمرين.

وحصل المرصد على إفادة من أحد العاملين في شركة مستثمرة في قطاع النفط في المنطقة الشرقية (دير الزور) تقول بأن الشركة رفضت دفع كامل المبلغ المطلوب منها تحت مسمى "الكلفة السلطانية"، والتي قدرها التنظيم بنصف مليون دولار أميركي، ودفعت بدلها 300 ألف دولار، لكن التنظيم هدد سائقي صهاريج المحروقات التي تعمل لصالح الشركة بالاستهداف إذا لم يتم دفع المبلغ كاملا في غضون أسابيع، ولم يعد لدى الشركة خيار آخر سوى تدبير ما تبقى من المبلغ.

مستثمر آخر في قطاع النفط توصل برسالة عبر تطبيق الواتساب من رقم دولي مفادها بأن عليه دفع "الكلفة السلطانية" البالغ قدرها 75 ألف دولار، وعدم إخبار أي جهة تابعة لقسد أو التحالف الدولي بذلك ووجهت له تهديدات في حال التبليغ أو عدم دفع المبلغ خلال أسبوع، وأن خلايا التنظيم ستقوم بزرع عبوة في سيارته أو حرق بئر النفط الذي يعود له.

ولفت المرصد إلى أن خلايا داعش في بادية ريف دير الزور الشرقي تفرض ضرائب تتراوح بين 1000 و3500 دولار، في مناطق ذيبان وحوايج ذيبان وجديد بكارة، على المستثمرين الذين يعملون على توريد المحروقات إلى "سادكوبى" التابعة للإدارة الذاتية في دير الزور.

يعمد التنظيم أيضا إلى حرق المحاصيل الزراعية التي تعود للفلاحين الذين رفضوا الرضوخ لابتزازه ودفع الأموال التي يطلبها منهم، ورمي القنابل اليدوية على منازل الأثرياء، وعيادات الأطباء، وقد هرب عدد من الأطباء من المنطقة الشرقية بعدما أثقل التنظيم كاهلهم بالضرائب و"المكوس"، ولا سيما وقد وضعهم في رأس قائمة أهدافه لأنهم -حسب اعتقاده- يجنون الأموال أكثر من غيرهم.