تعرضت مدينة كوباني لقصف تركي- أرشيفية
تعرضت مدينة كوباني لقصف تركي- أرشيفية

نقلا عن موقع الحرة

تبادلت القوات التركية والمقاتلون الأكراد، الثلاثاء، القصف العنيف في بلدة كوباني الحدودية في شمال سوريا، مما أدى إلى مقتل طفل سوري وجندي تركي، مع تصاعد الصراع بين الأطراف المتحاربة.

وشهدت المنطقة ظهر الثلاثاء هدوءا حذرا بعد قصف متبادل وعنيف بين القوات التركية وقسد، واشتباكات عنيفة بين الجانبين على طرفي الحدود، أسفرت عن مقتل طفل وإصابة 7 مدنيين بجراح في كوباني وريفها، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان..

وأفادت هيئة الصحة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بأن القصف أسفر عن مقتل طفل (14 عاما) وإصابة ثلاثة مدنيين بينهم طفل في الثانية من العمر.

وقتل جندي تركي وأصيب أربعة آخرون في هجوم نفذه حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب على الحدود مع سوريا، الثلاثاء، بحسب بيان ولاية "شانلي أورفة" الحدودية.

وأفادت مراسلة "الحرة" في إسطنبول نقلا عن البيان أنه "تم تنفيذ هجوم بقذائف الهاون من منطقة عين العرب على مركز شرطة حدود جيجيكالان في بيريسيك".

واعترف الجانب التركي بمقتل أحد جنوده وإصابة 4 آخرين منهم بجراح متفاوتة، جراء هجوم صاروخي نفذته قوات سوريا الديمقراطية، على مخفر حدودي داخل الأراضي التركية، بالجهة المقابلة لعين العرب (كوباني).

ونقل مراسل "الحرة" عن المجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لإقليم الفرات قوله إن "الهجمات التركية هي استمرار لنهجها العدواني لتخويف الأهالي وتهجيرهم وإفراغ المنطقة".

وحمل المجلس التنفيذي لإقليم الفرات روسيا ودول التحالف مسؤولية القصف الذي تعرضت له مدينة كوباني اليوم كونهم تعهدوا بحماية شمال وشرق سوريا من الهجمات التركية حسب البيان.

وأفاد مراسل الحرة في شمال سوريا، بأن الجيش التركي قصف قرى الكوزلية، وتل اللبن، وأم الخير، وتل طويل الآشورية، والسلماسة وقرية الطويلة غرب ناحية تل تمر.

وأصاب القصف المدفعي كوباني ومحيطها، وبدأ ليلا وتصاعد صباح الثلاثاء، بحسب ما نقلت رويترز عن سكان والإدارة المحلية شبه المستقلة التي تدير المدينة.

وترى أنقرة أن النظام شبه المستقل - الذي تقوده الفصائل الكردية ويسيطر على مساحات شاسعة من شمال سوريا وشرقها - يمثل تهديدا للأمن القومي على حدودها.

وتعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بتوغل جديد لإنشاء منطقة آمنة على امتداد 30 كيلومترا في شمال سوريا، لتشمل كوباني وغيرها من البلدات التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة.

وتشهد كوباني هدوءا نسبيا منذ أن طرد المقاتلون الأكراد مقاتلي تنظيم داعش عام 2015.

لكن عمليات القصف والهجمات بالطائرات المسيرة تصاعدت في العديد من البلدات الحدودية. وقتل ثلاثة قادة أكراد على الأقل الشهر الماضي وألقت قوات سوريا الديمقراطية باللوم على أنقرة.

مواضيع ذات صلة:

قطار خاص بنقل السياح في محيط العاصمة السورية دمشق- أرشيف 2015
قطار خاص بنقل السياح في محيط العاصمة السورية دمشق- أرشيف 2015

في يناير من العام الجاري، أصدرت وزارة السياحة في حكومة النظام السوري، بياناً قالت فيه، إن أكثر من 2.17 مليون سائح من جنسيات عربية وأجنبية، زاروا المناطق الخاضعة لسيطرة النظام خلال عام 2023.

وهذه الأرقام بلغة المال، حققت نحو 125 مليار ليرة سورية، بنسبة ارتفاع وصلت إلى 120% عن عام 2022، بحسب بيان الوزارة.

والكثير من هؤلاء السياح، وفق مصادر إعلامية محلية وغربية، تستهويهم فكرة السفر إلى دول تعاني من الحروب والأزمات أو الدمار، بدافع الفضول وأحياناً محاولة كسر الصورة النمطية، التي تصم العديد من الدول بأنها "غير آمنة" و"خطرة جداً" أو يتم التحذير من السفر إليها تحت مختلف الظروف.

عام 2016، نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريراً يشرح عن هذا النوع من السياحة، الذي أسماه بـ"السياحة المتطرّفة"، مشيراً إلى وجود رغبة لدى العديد من السيّاح الغربيين باستكشاف مغامرات جديد، عبر زيارة المواقع التي دمّرتها الحرب وحوّلتها إلى أنقاض.

وتناول سوريا كأحد النماذج، باعتبارها وجهة للكثير من السياح الغربيّين، الذين يدخلونها "تهريباً" عبر لبنان بمساعدة سائقين وأدلّاء، بهدف الوصول إلى أماكن طالتها الحرب وغيّرت معالمها، دون اللجوء إلى دخول البلاد بشكل قانوني.

وهناك شركة سياحية تروّج لزبائنها أنها ستقدم لهم "تجارب مختلفة من السفر والاستكشاف في مناطق ليست تقليدية للسياحة"، وتطرح إعلانات للسياحة في اليمن والصومال وسوريا والعراق وأفغانستان، تحت عنوان "السفر المُغامر"، لاجتذاب شريحة خاصة من عشاق وهواة هذه التجارب المثيرة للجدل.

"سياحة الدمار" صارت تمثل للراغبين في زيارة سوريا "بديلاً" عن زيارة المناطق الأثرية التقليدية التي كانت أكثر جذباً قبل اندلاع الحرب الأهلية، خصوصاً أن العديد منها تعرض لأضرار ودمار دون أن يتم ترميمه وإعماره وتهيئته لاستقبال السياح لاحقاً، كما أن الوصول لبعضها بات شبه مستحيل.

ترويج للنظام أم إدانة له؟

برأي الصحافي الاستقصائي السوري مختار الإبراهيم، فإن "مشاهدة مناظر الدمار ومواقع الخراب السوري بغرض السياحة، تعكس استخفافاً كبيراً بآلام الضحايا ومآسي ملايين السوريين الذين تضرّروا جرّاء الحرب".

ويقول لـ"ارفع صوتك": "زيارة سوريا بغرض السياحة بشكل عام تُقدّم خدمة كبيرة للنظام السوري من حيث الترويج لسرديات انتصاره في الحرب، وعودة سوريا إلى ما كانت عليه".

"فالنظام السوري مستعد أن يبذل الكثير في سبيل الترويج للسياحة في مناطقه، فما بالك أن يأتي السياح ويرفدوا خزينته على حساب كارثة عاشها ملايين السوريين!"، يتابع الإبراهيم.   

ويحمّل قسماً كبيراً من المسؤولية لبعض المؤثرين على "يوتيوب" و"تيك توك"، الذين "روّجوا خلال السنوات الماضية للسياحة في سوريا وإظهار أنها آمنة عبر عدسات كاميراتهم، لحصد المشاهدات" وفق تعبيره.

من جانبه، يقو الصحافي السوري أحمد المحمد: "على الرغم من أن سياحة الموت تخدم النظام من جهة ترويج أن مناطقه باتت آمنة لعودة السيّاح، إلا أنها تُدينه أيضاً". 

ويوضح لـ"ارفع صوتك" أن "مشاهدة مناظر الدمار بغرض السياحة يُمثّل توثيقاً حيادياً للتدمير الذي أحدثته آلة النظام العسكرية في البلاد".

وطالما تعرضت مصادر المعارضة السورية في توثيق الدمار للتشكيك من قبل النظام نفسه، بحسب المحمد، مردفاً "تم اتهامهم بالفبركة الإعلامية، بينما منع النظام خلال السنوات الماضية وسائل الإعلام الأجنبية من التغطية الحرّة لمجريات".

في النهاية، يتابع المحمد "مهما بذل النظام من جهود ترويجية حول عودة مناطقه آمنة، فإن واقع الحرب السوري أكبر من الترويج بكثير، لا سيما أننا في كل فترة قصيرة، نسمع عن حالات اختطاف لسيّاح قدموا للترفيه فوق معاناة السوريين".