أثار تعيين قائد جديد لـ "جيش مغاوير الثورة" المتحالف مع التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، موجة من الجدل، وصلت للحديث عن انشقاقات داخل صفوف الجيش.
وعيّن النقيب فريد القاسم، قائدًا لجيش المغاوير المتمركز داخل قاعدة "التنف" العسكرية الأميركية، خلفًا للعميد مهند الطلاع الذي عُزل من موقعه نهاية سبتمبر الماضي.
الظهور الأول لـ قائد جيش مغاوير الثورة الجديد العقيد المنشق محمد فريد القاسم ، القاسم جاء خلفاً لـ العميد مهند الطلاع الذي أقيل مؤخراً pic.twitter.com/PmCCGT7RJo
— Ahmad Hasan (@binaasorya) October 2, 2022
قرار تعيين القاسم، تبعته احتجاجات على شكل بيانات مكتوبة ومصوّرة نشرت على صفحة "مغاوير الثورة" على "تويتر".
ورفض بيان حمل توقيع القيادة العسكرية المشتركة لجيش مغاوير الثورة، ما وصفه " التدخل من قبل أي طرف مهما كان في تحديد وتعيين قياداتنا الثورية".
وقال البيان الذي حذف لاحقاً: "نرفض محاولة فرض النقيب فريد القاسم قائداً للجيش لأسباب عديدة"، ودعا "القيادة العامة للتحالف للتدخل بشكل مباشر لتجنب التداعيات الخطيرة"، كما بثّ المجلس بياناً مصوّراً يحمل نفس المضامين.
هل ما حدث انشقاق؟
تطورات تلاها الحديث عن انشقاق داخل صفوف الجيش، الأمر الذي نفاه القائد الجديد، فريد القاسم لـ "ارفع صوتك"، وقال "لا توجد أي حالة انشقاق في صفوف المغاوير، التعيين تم بالاتفاق مع جميع القادة".
وفيما يتعلق بالبيانات التي صدرت وترفض تعيينه، أوضح القاسم "كانت هناك بعض الطروحات المغايرة لتعيني قائداً لجيش المغاوير، لكن في النهاية تم الاتفاق بين جميع القادة على الأمر".
وبعد موجة الاحتجاجات، نشرت صفحة مغاوير الثورة على تويتر صوراً تجمع القاسم بقيادة الجيش، وقالت إنها خلال "مناقشة انتقال السلطة والعمليات المستقبلية".
الليلة، التقى قائد جيش مغاوير الثورة المعين حديثاً، فريد القاسم بقادة جيش مغاوير الثورة من اجل مناقشة انتقال السلطة والعمليات المستقبلية.
— جيش سورية الحرة (@SyrianFree_Army) October 3, 2022
اثناء هذا التغيير سنظل يقظين في عملياتنا ضد داعش والحفاظ على أمن منطقة ال55 كم.#التنف #مخيم_الركبان #سوريا pic.twitter.com/BTh7LF3roA
وفي حديثه لـ "ارفع صوتك"، أوضح القاسم قائمة الأولويات المستقبلية، وهي "توفير متطلبات الحياة لأهالي مخيم الركبان، والعمل على تحسين علاقتنا مع دول الجوار للاستفادة من الدعم الذي تقدمه للمنطقة، ووضع المنطقة بالكامل على الخريطة السياسية السورية".
الخبير العسكري السوري، أحمد حمادة، استبعد في حديثه لـ "ارفع صوتك" حدوث انشقاق في صفوف المغاوير، وقال إنّ "إقالة الطلاع ليست بالحدث الخطير، والأصل أنه لا توجد مشكلة في اختيار قائد جديد من نفس التنظيم".
لكن حمادة يرجع الاحتجاجات التي عبّر عنها في البيانات التي صدرت إلى "وجود بعض الحساسيات بين عناصر جيش المغاوير المكون في الأساس من اندماج عدد من الفصائل".
مغاوير الثورة.. محاربة داعش وحماية الركبان
تأسّس جيش مغاوير الثورة في نوفمبر 2015 من عناصر فصائل مسلحة في البادية الشمالية منها "قوات الشهيد أحمد عبدو" و "جيش أسود الشرقية" و" لواء شهداء القريتين"، وأطلق على التشكيل الجديد "جيش سوريا الجديد". وفي ديسمبر 2016، تحول ليصبح "جيش مغاوير الثورة".
وشغل فريد القاسم قيادة "لواء شهداء القريتين".
ويبلغ عدد عناصر الجيش قرابة 400 مقاتل، ينحدر غالبيتهم من محافظات دير الزور وتدمر وريف حلب، وفقًا، للخبير العسكري، أحمد حمادة.
حصل عناصر الجيش على تدريبات عسكرية داخل الأراضي الأردنية، وفقاً لما أعلنه القائد السابق مهند الطلاع.
ويتركز نشاط "مغاوير الثورة" في المنطقة المسماة 55 والتي تقع فيها قاعدة "التنف" العسكرية الأميركية، إضافة إلى مخيم الركبان الصحراوي على الحدود الأردنية-السورية.
يذكر أن قاعدة "التنف" هي القاعدة الأميركية الوحيدة في سوريا التي تقع خارج مناطق سيطرة الإدارة الذاتية، وتأسست في العام 2016 كمركز عمليات للحرب على تنظيم داعش. وتقع القاعدة في موقع استراتيجي على مثلت الحدود السورية العراقية الأردنية.
يشير حمادة إلى الدور "المهم" الذي لعبه جيش المغاوير في هزيمة تنظيم داعش في مناطق البادية السورية إلى جانب قوات التحالف، ويقول "خلال معارك التحالف الدولي ضد داعش في البادية كان للمغاوير دور واضح ساهم هزيمة التنظيم وتعقب فلوله (...) وحتّى الآن يواصل جيش المغاوير تعقب خلايا التنظيم ومحاصرتها".
إلى جانب ذلك، "يضطلع المغاوير بجهود حماية مخيم الركبان من الميليشيات الإيرانية وعناصر النظام التي تحاول السيطرة عليه"، يضيف حمادة.
ويقع مخيم الركبان في منطقة صحراوية نائية على الحدود الأردنية السورية، شرق محافظة حمص.
ووفقاً لأحدث بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان، يعيش في المخيم قرابة 7500 شخص يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة نتيجة لغياب المساعدات، إضافة للحصار الذي تفرضه المليشيات الإيرانية وعناصر النظام.