أكد فريق "منسقو استجابة سوريا" ارتفاع أسعار مواد التدفئة لهذا العام في شمال غرب سوريا، بنسبة 120% مقارنة بالعام الماضي، علماً بأن 83% من العائلات لا يتجاوز مصدر الدخل لديها 50 دولارا أميركيا شهرياً، بالتالي فإن الحصول على مواد التدفئة صعب المنال.
وأشار في بيان له، إلى أن 94% من العائلات عاجزة عن تأمين مواد التدفئة للشتاء القادم، موضحاً أن 79% من النازحين خلال العام الماضي لم تصلهم إمدادات التدفئة وتحديدا ضمن المخيمات، ما أدى لوفيات نتيجة البرد، واشتعال الحرائق في المخيمات نتيجة استخدام مواد تدفئة غير صالحة.
وقال الفريق إنه فصل الشتاء الماضي، شهد عواصف مطرية وهطولات ثلجية، تسببت بأضرار في 160 مخيما، تأثر بها أكثر من 80 ألف مدني، كما أدت لتهدم 300 خيمة وتضرر 450 خيمة أخرى.
وتسعى 67% من العائلات في شمال غرب سوريا إلى تخفيض الاحتياجات الأساسية خاصةً الغذاء، في محاولة يائسة للحصول على التدفئة لهذا العام، وفق البيان.
"أسوأ عام"
تقول الناشطة المقيمة في مدينة إدلب، ندى المقداد، إن "الوضع الإنساني والمعيشي للمقيمين في مخيمات إدلب سيء جدا، وهناك عدد كبير من العائلات التي تبقى أحيانا ليومين أو ثلاثة دون وجبة غداء رئيسية".
وتوضح لـ"ارفع صوتك": "كان النازحون يعتمدون على المساعدات التي تصلهم بشكل يومي على شكل وجبات، لكنها توقفت منذ ثلاثة أشهر. ونسبة البطالة مرتفعة بشكل كبير، بالتالي من لا يستطيع تأمين لقمة عيشه، لن يستطيع تأمين مواد التدفئة له ولعائلته".
وتشير المقداد إلى أن الناس "يبحثون عن فرص عمل تتوافق مع الموارد المتاحة في منطقتهم، وإقامة مشاريع متوسطة ليستطيعوا تأمين لقمة عيشهم وتدبير حياتهم في فصل الشتاء"، داعية للسماح بدخول المساعدات وفتح المعابر والترويج للاستثمار بالمنطقة.
"كل سنة عم تكون أسوأ من سابقتها، كانت هناك حرب، والآن حرب وكوارث طبيعية وزلازل وجفاف وفيضانات، وقصف متجدد وبوحشية"، تتابع المقداد.
وتبين أن "المنظمات تعمل ما بوسعها، لكنه قليل أو غير مناسب للاحتياجات، كأن يستهدف منطقة ما بمشاريع حماية ودعم نفسي، بينما السكان أحوج للغذاء ومواد التدفئة".
النازح من ريف حمص، مرتضى العاني، يقول لـ"ارفع صوتك"، إنهم "كما كل عام يحلمون بالتدفئة في مخيماتهم، لكن هذا العام سيكون الأسوأ على الإطلاق، نتيجة قلة الدعم للمخيمات واكتظاظها بالنازحين الجدد".
ويضيف: "اعتمدت خلال العام الماضي على جمع الحطب من الأراضي الزراعية، وكثيرون فعلوا نفس الشيء، ولكن ذلك تسبب بندرته بسبب الطلب الكبير عليه من الجميع، فلجأنا لجمع النايلون والبلاستيك ومواد أخرى، ما تسبب لي ولعائلتي ولعائلات كثيرة بأمراض عديدة".
ويختم مرتضى حديثه بتوجيه النداء للمنظمات الإنسانية المحلية والدولية، من أجل تأمين مواد التدفئة لهذا العام، أو "على الأقل أن يقوموا بعمل مشاريع تقينا برد الشتاء، وهذا من أبسط حقوقنا لنعيش بكرامة، فالرفاهية نسيناها منذ عشر سنوات" بحسب تعبيره.
احتياجات النازحين
في استبيان آخر، لفريق "منسقو استجابة سوريا"، تبين وجود زيادة كبيرة في الاحتياجات الإنسانية للمدنيين في شمال غرب سوريا، بالتزامن مع اقتراب فصل الشتاء وارتفاع أعداد المحتاجين للمساعدات الإنسانية إلى أكثر من 4.1 مليون نسمة، 85% منهم يعيشون في المخيمات.
وأضاف أن هناك "ارتفاعاً مستمراً في أسعار المواد والسلع الأساسية، يضاف إليها تزايد معدلات البطالة بين المدنيين بنسب مرتفعة للغاية وصلت 85% بشكل وسطي".
وشمل الاستبيان أكثر من 95,824 نازحاً من مختلف الفئات العمرية، يتوزعون بين أكثر من 412 مخيماً في محافظة إدلب وريفها، إضافةً إلى مناطق ريف حلب الشمالي.
وتركزت الاحتياجات الأساسية للنازحين، بحسب الاستبيان، على "تأمين مواد التدفئة وضمان استمرارها خلال أشهر الشتاء، وتأمين دعم المياه داخل المخيمات وزيادة كميات المياه المقدمة، واستبدال الخيام التالفة نتيجة العوامل الجوية المختلفة، وتأمين معدات إطفاء الحرائق في المخيمات وخاصةً مع زيادة المخاوف من ارتفاع أعداد الحرائق ضمن المخيمات نتيجة التدفئة بمواد غير صالحة للاستخدام".
وطالب الفريق كافة المنظمات والهيئات الإنسانية، بالمساهمة الفعالة لصالح تأمين احتياجات الشتاء للنازحين ضمن المخيمات بشكل عام، والعمل على توفير الخدمات اللازمة للفئات الأشد ضعفاً، إضافة لإصلاح الأضرار السابقة وإصلاح شبكات الصرف الصحي والمطري وتأمين العوازل الضرورية لمنع دخول مياه الأمطار إلى داخل الخيام والعمل على رصف الطرقات ضمن المخيمات والتجمعات الحديثة والقديمة بشكل عام.