التحقيقات مستمرة.. اغتصاب امرأة في كركوك يثير غضب الشارع
متين أمين:
ينتظر الشارع العراقي بشكل عام والكركوكي بشكل خاص نتائج التحقيقات التي تجريها اللجان التابعة لوزارة الداخلية بحادثة الاغتصاب التي تعرضت لها امرأة من ذوي الاحتياجات الخاصة في كركوك وسط تباين في المعلومات عن أعداد المتهمين الذين شاركوا في الاعتداء على الضحية.
وأثار انتشار مقطع فيديو في سائل التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي لاغتصاب امرأة من سكان ناحية التون كوبري شمال محافظة كركوك، حفيظة الاوساط الشعبية العراقية وتمخض عنه تشكيل عدد من اللجان التحقيقية التابعة لوزارة الداخلية العراقية وقيادة عمليات كركوك وقيادة شرطة المحافظة لكشف ملابسات الحادثة.
وأشار قائد عمليات كركوك الفريق الركن سعد حربية في مؤتمر صحفي عقده في كركوك السبت الى أن "الشرطة الاتحادية ألقت القبض على الجناة، والتحقيق مستمر معهم"، لافتا الى أن زوج الضحية سجل شكوى ضد الفاعل فقط.
وتابع حربية أن الجاني ذكر خلال التحقيقات أسماء أشخاص آخرين أيضا، مبينا أنه "عند توفر الشهود سيصدر قاضي التحقيق الخاص بالقضية أوامر لإلقاء القبض عليهم".
وتشير معلومات قيادة عمليات كركوك الى أن التحقيقات الاولية كشفت أن حادثة الاغتصاب وقعت قبل نحو أسبوعين لكن مقطع الفيديو انتشر على صفحات التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية، ومن ثم أصبحت قضية رأي عام. وهذا ما دفع بوزارة الداخلية العراقية وقيادة العمليات والشرطة في كركوك إلى تشكيل عدة لجان تحقيقية.
والضحية امرأة متزوجة تبلغ من العمر نحو٤٤ عاما من ذوي الاحتياجات الخاصة تعاني من عدة أمراض نفسية، أما الزوج عمره ٧٠ عاما هو الآخر يعاني من مرض عضال ومقعد بسبب وجود إعاقة في ساقيه، لديهما طفل واحد يبلغ من العمر نحو ٥ أعوام وموجود لدى أحد الجيران لأن الوالدين لا يستطيعان تأمين الرعاية له بسبب المرض وسوء الاوضاع المعيشية.
وكشف العميد افراسياب كامل ويس، المتحدث باسم قيادة شرطة كركوك، لموقع (ارفع صوتك) عن هوية المتهمين والمادة القانونية التي تم توقيفهما به، وأوضح "قرر قاضي التحقيق توقيفهما وفق المادة ٣٩٣ من القانون العقوبات العراقي، أحد المتهمين منتسب في شرطة كركوك وكان من عناصر الشرطة الهاربين من الخدمة خلال السنوات الماضية وأعيد مؤخرا، أما الثاني فهو عاطل عن العمل"، مؤكدا استمرار اللجان المختصة بالتحقيق في الحادثة لمعرفة كافة التفاصيل.
وتنص المادة ٣٩٣ من قانون العقوبات العراقي رقم ١١١ لسنة ١٩٦٩على أن يعاقب بالحبس المؤبد أو المؤقت كل من واقع أنثى بغير رضاها أو لاط بذكر أو أنثى بغير رضاه أو رضاها.
وأعلن مجلس القضاء الأعلى في بيان الأحد أن محكمة تحقيق التون كوبري التابعة لرئاسة محكمة استئناف كركوك الاتحادية صدقت أقوال المتهمين بجريمة اغتصاب امرأة من ذوي الاحتياجات الخاصة قرب دارها في ناحية التون كوبري.
وأضاف البيان أن المتهم تذرع في إفادته أنه كان في حالة سكر تام أثناء قيامه بالجريمة.
وأوضحت المعلومات الخاصة بعائلة الضحية التي حصل عليها موقع (ارفع صوتك) من السكان والجهات الأمنية في التون كوبري أن الضحية وزوجها اضطرا الى الانتقال من ناحية ليلان التابعة لكركوك قبل أكثر من عام الى ناحية التون كوبري بسبب سوء الأوضاع المعيشية وعدم تمكن العائلة من دفع إيجار البيت، ووفر لهم عدد من الخيريين في التون كوبري المسكن ويعيشان على المساعدات التي يقدمها لهم أهالي التون كوبري.
بدوره أكد سجاد جمعة مدير فرع المفوضية العليا لحقوق الانسان في محافظة كركوك لموقع (ارفع صوتك) "المفوضية تتابع القضية منذ البداية وحاليا التحقيقات مستمرة مع المتهمين، وثقنا كافة المعلومات والتفاصيل عن الحادثة، ورفعنا التقرير للمفوضية في بغداد، وطالبنا الجهات المعنية بتوفير الحماية للضحية وعائلتها".
ورغم تفاقم حالتها النفسية، إلا أن الضحية وبحسب الناشطة سرود محمد فالح، مديرة مكتب جمعية الأمل العراقية فرع كركوك، مازالت متواجدة في مكان الجريمة ولم تتلق أي اهتمام صحي أو اجتماعي وليست هناك أي محاولة لمعالجتها.
وحذرت فالح من ارتفاع حالات العنف ضد المرأة في كركوك بسبب عدم إيلاء الجهات المختصة الاهتمام بقضايا العنف ضد المرأة والظروف الصعبة التي مرت بها كركوك خلال السنوات الماضية من الحرب ضد داعش والوضع الاقتصادي الصعب والمشكلات السياسية التي انعكست على الواقع الاجتماعي وزادت من معدل العنف.
وأردفت فالح لموقع (ارفع صوتك) بالقول: "قضية هذه المرأة ليست الوحيدة في كركوك بل هناك العديد من الضحايا المشابهة للضحية، من النساء اللاتي تتعرضن للاغتصاب والعنف يوميا، هناك العشرات من النساء اللاتي يلتزمن الصمت عما تعرضن له من اعتداءات خوفا على أطفالهن وعلى أسرهن والخوف من كلام الناس والخوف من التعرض للقتل والمعوقات التي تواجهها عند ذهابها لتسجيل شكوى في الشرطة".
ورغم عدم وجود إحصائيات رسمية عن حالات العنف والاغتصاب التي تتعرض لها النساء في كركوك، إلا أن فالح شددت "الإحصائيات غير الرسمية تشير إلى أن عدد النساء المعنفات في كركوك تبلغ ٤٠٪، لكنني متأكدة من أن نسبة النساء المعنفات في كركوك تصل إلى ضعف هذه النسبة، الكثير من النساء لا تتحدثن عما يتعرضن له من عنف"، مشيرة الى أن الشرطة في كركوك لا تمتلك كوادر نسوية لاستقبال حالات العنف الأسري، ولا تمتلك مكان مؤهل لقسم حماية الأسرة والطفل لاستقطاب الناجيات من العنف.