اليمنيات وكورونا.. معاناة مضاعفة
تروي الشابة اليمنية أماني أحمد أنها عاشت أياما صعبة في الحجر الصحي بمحافظة البيضاء وسط اليمن فور عودتها من السعودية قبل أسابيع كإجراء احترازي اتخذته السلطات اليمنية للوقاية من تفشي فيروس كورونا.
"تم حجرنا لمدة أسبوع في البيضاء دون أي رعاية أو اهتمام. كان وضعنا سيئا جدا، بالذات نحن النساء"، تقول أماني.
وتضيف أن كل دول العالم أنشأت محاجر صحية مجهزة بكافة الإمكانيات إلا اليمن "رمت الرجال والأطفال والنساء بالشارع في المنافذ البرية بحجة الحجر الصحي".
"حتى الحمامات غير متوفرة، هذا مؤسف للغاية. وداخل موقع الحجر لا توجد منظفات ولا معقمات والنظافة غير متوفرة"، توضح أماني.

وتخاطب الجهات المسؤولة قائلة "لمرة واحدة بحياتكم اعملوا حاجة مفيدة لهذا البلد. انتم لا تهتمون بأبسط الأشياء الضرورية في مقدمتها الأماكن المخصصة للحجر الصحي. لا شك أن فتح المنافذ على مصراعيها كارثة، لكن ينبغي تخصيص أماكن مناسبة للنساء".
وأشارت إلى أنها وهي في طريقها إلى صنعاء حدثت مشادة كلامية بينها وبين أحد الجنود في نقطة أمنية جنوبي صنعاء، فأجبرها الجندي على النزول من الباص رغم أنها حاصلة على بطاقة مختومة من مكتب الصحة تؤكد خضوعها للحجر الصحي، حسب قولها.
يجب مراعاة مصالحنا
تتحمل النساء والفتيات في اليمن كما هو حال النساء في مختلف دول العالم معاناة كبيرة بسبب وباء كورونا العالمي.
وتشكل النساء ما نسبته حوالي نصف إجمالي سكان اليمن البالغ عددهم أكثر من 28 مليون نسمة.
وتشكو يمنيات من تضررهن بسبب الاجراءات الاحترازية التي اتخذتها السلطات للوقاية من تفشي فيروس كورونا.
وأعلنت اليمن يوم الجمعة الماضية تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بكورونا في محافظة حضرموت شرقي البلاد.
وقبل ذلك، أقرت السلطات المنقسمة في صنعاء وعدن سلسلة من الإجراءات الاحترازية أهمها إغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية أمام المسافرين وتقليص عدد الموظفين في القطاع العام والخاص والمختلط، وتخفيف حركة التنقل بين المحافظات والمديريات والمدن.

وفوق ذلك، أقر الحوثيون في صنعاء إغلاق محلات الحلاقة وتجميل السيدات حتى إشعار آخر، وهو ما أثر سلباً على كثير من مالكات تلك المحلات.
تقول بدور عبد الكريم، وهي مالكة محل حلاقة وتجميل في صنعاء: "إغلاق محلات الكوافير أثر سلبا على حياتي. هذه المهنة هي مصدر رزقي الوحيد".
وتضيف لموقع "ارفع صوتك": "نحن مع الإجراءات التي تحول دون تفشي كورونا في اليمن لكن يجب مراعاة مصالحنا".
خوف وقلق
قامت دول الخليج المجاورة لليمن خاصة السعودية بإغلاق منافذها البرية والبحرية والجوية عقب تفشي فيروس كورونا.
وبرغم أهمية تلك الإجراءات، إلا أنها أثرت سلبا على حياة المرأة اليمنية اجتماعيا واقتصاديا.
تقول سيدة يمنية تقيم في السعودية، فضلت عدم ذكر اسمها، إن زوجها سافر إلى اليمن قبل إغلاق المنافذ لزيارة والديه، وحاليا لا يستطيع العودة إلى السعودية.
وتضيف: "هذا الإجراء شكل لنا حالة من القلق والخوف من عدم قدرة زوجي على العودة إلى السعودية، ناهيك عن أننا في الحجر المنزلي ولا نستطيع الخروج لشراء أبسط احتياجاتنا بسبب غياب زوجي".
وعقب قرار إغلاق الجامعات اليمنية واجهت سمية اليافعي، التي كانت تدرس في سلك الدراسات العليا في جامعة صنعاء، صعوبات في السفر من صنعاء إلى عدن حيث تعيش أسرتها بسبب النقاط الأمنية المنتشرة وإجراءات التفتيش والفحص للتأكد من خلو المسافرين من ارتفاع الحرارة أو الاشتباه بالإصابة بكورونا.
"استغرقت الرحلة من صنعاء إلى عدن ضعفي الوقت الطبيعي بسبب إجراءات التفتيش والفحص، في كل نقطة أمنية يفحصون درجة حرارة المسافرين"، قالت سمية.
من جهتها، تشعر فاطمة الصبري بالقلق والخوف على أسرتها وأهلها وكافة أصدقائها، خصوصاً وأنه لا توجد إجراءات احترازية -على حد قولها- كافية لمواجهة هذا الوباء في حال انتشاره في اليمن.
وعبرت فاطمة عن انزعاجها بسبب ابتعادها عن أطفالها حيث تتواجد حاليا في العاصمة المصرية القاهرة لعدم قدرتها على العودة إلى اليمن بسبب تعليق الرحلات الجوية، بينما أطفالها وبقية أفراد أسرتها في مدينة تعز جنوبي غرب اليمن.

وتعتقد أروى القدسي، إحدى سكان العاصمة صنعاء أن دور المرأة خلال هذه الأزمة تراجع اقتصادياً، بسبب تركيزها على كيفية المحافظة على أسرتها قبل كل شيء.
وترى أروى أن الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا أثرت على اللقاءات والاجتماعات التي انقطعت سواء داخل الأسرة الواحدة أو خارجها، لكنها تعتبرها ضرورية لمواجهة الوباء قبل وصوله وتفشيه.
من جانبها، أكدت المهندسة عبير عبد الرحمن، أن جلوسها في البيت جعلها تتفرغ للاهتمام بأطفالها وعائلتها، وتحولت من مهندسة إلى ممرضة في المنزل، تعمل على رش المعقمات، وتستقبل أفراد العائلة بالكلور والديتول، وتودعهم أيضا بالمعقمات والكمامات والنصائح التي تستقيها من وسائل الإعلام المختلفة.