تحكمها نساء.. أفضل الدول استجابة لأزمة كورونا
نشرت مجلّة فوربس الأميركية للأعمال، مقالاً بعنوان "ما القاسم المشترك بين أفضل الدول استجابة لأزمة فيروس كورونا؟ القيادات النسوية".
توضح من خلاله الفرق الذي أحدثته النساء الحاكمات في تجاوبهن مع أزمة جائحة كورونا داخل بلدانهن، وهن: أنجيلا ميركل في ألمانيا، وكاترين جاكوبسدوتير في آيسلندا، و إيرنا سولبرغ في النرويج، وتساي إنغ ون في تايوان، وسانا مارين في فنلندا، وجاسيندا أرديرن في نيوزلندا، وميتي فريدريكسون في الدنمارك.
وحسب المجلة، كانت أسباب نجاح رئيسات حكومات البلدان المذكورة، أربعة أمور هي: الحقيقة والحب والتكنولوجيا والحسم.
ألمانيا
وقفت أنجيلا ميركل، مستشارة ألمانيا، في وقت مبكر وأخبرت مواطنيها بهدوء عن فيروس كورونا، الذي من شأنه إصابة قرابة 70% من سكان البلاد، وقالت "إنه أمر خطير، خذوا الأمر على محمل الجد". لقد فعلت ذلك والسكان كذلك.
عدد الإصابات= 133,830 الوفيات= 3,868 (منظمة الصحة العالمية)
بدأ الاختبار مباشرة، لتقفز ألمانيا بعيداً عن مرحلة الإنكار والغضب والخداع التي حصلت في دول أخرى، وبدت أرقامها (الإصابات والوفيات) أقل من جاراتها في أوروبا، وتوجد مؤشرات إلى أنها ستشهد قريباً تقليلاً من الإجراءات المشددة.
تايوان
من بين الاستجابات الأولى والأسرع كانت لتساي تساي إنغ ون في تايوان، في يناير، عندما ظهرت أول علامة على حلول مرض جديد. حيث قدمت 124 إجراءً لمنع انتشار المرض دون الحاجة إلى اللجوء للإغلاق، ومؤخراً أرسلت 10 ملايين كمّامة إلى الوالايات المتحدة وأوروبا.
عدد الإصابات= 393 الوفيات= ٦ (شبكة جاما)
تمكنت تساي من إدارة الأزمة، حيث أبقت على الوباء تحت السيطرة. واتخذت شعاراً "تايوان تستطيع المساعدة، تايوان تساعد".
ووفقاً لتحليل نشرته مجلة الجمعية الطبية الأميركية (جاما) كان يفترض أن تكون تايوان شهدت أكبر تفشّي لمرض كوفيد-19، حيث تقع على بعد 81 ميلاً فقط عن الساحل الصيني، ولديها 2.7 مليون زائر من البر الرئيسي العام الماضي 2019، وحوالي 1.25 مليون مواطن يقيمون في الصين أو يعملون فيها، ومع ذلك شهدت إصابة 55 فقط محلياً، فيما سُجلت باقي الإصابات لأشخاص وافدين. (واشنطن بوست)
نيوزلندا
اتخذت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن إجراء مبكراً في الإغلاق ووضعت البلاد في أقصى الدرجات الاحترازية، وحين كان هناك ست إصابات فقط داخل نيوزلندا، قامت بفرض الحجر الصحي على الوافدين، وحظرت على الأجانب بالكامل دخولها بعد فترة وجيزة.
تقول كاتبة المقال في "فوربس" أفيفا ويتنبرغ، إن "الوضوح والحسم أنقذا نيوزيلندا من العاصفة، وحتى منتصف أبريل، لم يتجاوز عدد الوفيات أربعة أشخاص".
عدد الإصابات= 1,086 الوفيات= ١١ (ويكيبيديا)
وفي منشور للباحثة د. نجمة علي، التي عاشت في نيوزلندا سابقاً، رأت تميّز تجربة أرديرن من خلال عدة أمور، هي:
* اتباع سياسة الشرح البسيط (دون كلمات كبيرة) وبشكل واضح ومباشر من خلال فيديوهات قصيرة تنشرها على صفحة خاصة، وتحافظ من خلالها على اتصال مباشر مع المواطنين بشكل يومي وفي ساعات محددة.
* الالتزام، مثلاً قام وزير الصحة النيوزلندي ديفيد كلارك بكسر الحجر وخرج في جولة على شاطىء البحر، ممّا اضطره لتقديم استقالته ونشر اعتذار علني أيضاً على وسائل التواصل الاجتماعي، من الطبيعي أن تقوم أرديرن بقبول استقالته، لكنها رفضتها، لأنها لا تريد الانشغال بأمر آخر غير مجابهة الكورونا حاليا، ومع هذا لم تتجاهل الحادثة.
* التماهي الحقيقي مع شعبها وخصوصا الفئة المتضررة اقتصادياً، واتخاذ خطوات عملية، حيث أعلنت حكومتها عن قطع 20% من راتبها ورواتب الوزراء، بالتوازي مع منح المساعدات.
* الخطاب السياسي الجامع الذي تستعمله أرديرن ويعطي المواطنين شعوراً بالمسؤولية،
تجاه أنفسهم وبلادهم.
آيسلندا
قدمت الحكومة برئاسة كاترين جاكوبسدوتير، فحصاً مجانياً (فيروس كورونا) لجميع المواطنين، في الوقت الذي حددت دول عديدة الحالات التي تستوجب إجراء الفحص.
ومقارنة بكوريا الجنوبية مثلاً، قامت آيسلندا بفحص خمسة أضعاف عدد الذين تم فحصهم في الأولى، كما أنشأت نظام تتبع للإصابات، ما حال دون حظر التجوّل وإغلاق المدارس.
عدد الإصابات= 1,745 الوفيات= 9 التعافي= 1,224
وفي مقال آخر لمجلة "فوربس" بعنوان "الدروس المستفادة من تجربة آيسلندا"، يقول كاتبه "تم تسجيل الإصابات الأربعة الأولى في أيسلندا في 1 مارس. وبلغ عدد الإصابات النشطة ذروته بعد شهر تقريباً، وانخفض بشكل مطرد خلال الأسبوعين الماضيين، حيث ازداد عدد حالات التعافي ازداد، كما أعلنت جاكوبسدوتير ووزراء آخرون عن تخفيف القيود الاجتماعية القائمة في 4 مايو المقبل".
باختصار ، يقول "تجاوزت آيسلندا الآن ذروة معدل الإصابة بها، وكان اقتصادها أقل تضرراً بشدة بسبب قيودها الأخف على الحركة من -على سبيل المثال- عمليات الإغلاق الأثقل بكثير في إيطاليا أو بريطانيا والعواقب الاقتصادية من الاضطرار إلى إغلاق الشركات الصغيرة والكبيرة".
و الجهود المكثفة والمبكرة لإعداد البنية التحتية الطبية، حيث كانت الأخبار العاجلة في فبراير، وضعت آيسلندا في في طليعة البلدان التي يعتقد الآن أنها كانت أكثر استعداداً لاقتحام المعركة، حسب المقال.
فنلندا
أصبحت سانا مارين أصغر رئيسة دولة في العالم عندما تم انتخابها في ديسمبر 2019، في فنلندا.
ولعبت التقنية دوراً هاماً في مجابهة فيروس كورونا، حيث استعانت الحكومة بالمؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي، بأعمار مختلفة، لنشر المعلومات القائمة على الحقائق حول إدارة الأزمة، فليس الجميع متابعاً للصحافة.
عدد الإصابات= 3,489 الوفيات= 82 التعافي= 1,700
النرويج
استدعت الحكومة سلطات الطوارئ لإغلاق مجموعة واسعة من المؤسسات العامة والخاصة، بما في ذلك المدارس ورياض الأطفال، في محاولة لمكافحة انتشار فيروس كورونا.
وكانت لدى رئيسة وزراء النرويج، إيرنا سولبرغ، فكرة مبتكرة لاستخدام التلفزيون للتحدث مباشرة مع أطفال بلادها، حيث عقدت مؤتمراً صحافياً خاصاً بهم..
أجابت سولبرغ فيه عن كل تساؤلات الأطفال من جميع أنحاء البلاد، واستغرقت وقتاً لتوضيح فكرة "من الطبيعي الشعور بالخوف".
وقالت سولبرغ "حتى لو كانت مدرستك ملوثة، فسوف تسير على ما يرام مع الجميع تقريباً ونفس الشيء مع أمك وأبيك إذا كانا مصابين" (رويترز).
عدد الإصابات= 6,937 الوفيات= 161
الدنمارك
قبل أيام فتحت أبواب المدارس ودور الحضانة للأطفال من سن الحادية عشرة وأقل في الدنمارك، بعد شهر واحد من الإغلاق، في خطوات أولية -على ما يبدو- لاستعادة الحياة الطبيعية قبل إجراءات مواجهة جائحة كورونا.
واتخذت الحكومة الدنماركية برئاسة ميتي فريدريكسون، مبكراً الإجراءات الوقائية من انتقال عدوى فيروس كورونا.
وفي خطابها قبل أيام، قالت فريدريكسون "من المهم ألا نبقي الدنمارك مغلقة لفترة أطول مما نحتاج إليه". لكن خطوات إعادة الحياة لمجراها سكون بطيئة وحذرة.
عدد الإصابات= 7,073 الوفيات= 336 التعافي= 3,389
وكانت "سي ان ان" نشرت أواخر مارس الماضي حول التجربة الدنماركية، بالقول "ينظر إلى الدنمارك على أنها مثال في التعامل مع الصدمة الاقتصادية التي سببها انشار فيروس كورونا، بعد تأمين نحو 90% من رواتب الموظفين".
وأعلنت الحكومة الدنماركية، الجمعة، بالسماح لأعمال تجارية صغيرة، مثل صالونات الحلاقة والتجميل ومدارس القيادة، بإعادة فتح أبوابها 20 أبريل، بعدما أمرت بإغلاق عام للبلاد الشهر الماضي.