من الأنبار العراقية.. كتاب جديد موقع باسم 23 امرأة
"بعض الكاتبات عبرن عن رأيهن بالقول، إن الكتابة كانت حلماً و(كحل) حققه لهن" تقول الشابة العراقية هاجر زياد نواف، وهي إحدى المشرفات الثلاثة على إصدار كتاب "كحل" الذي ضمّ نصوصاً نثرية لـ22 امرأة.
وترواحت أعمار النساء الكاتبات بين 17 و٤٠ عاماً، جميعهن من محافظة الأنبار غرب العراق.
تقول نوّاف لـ"ارفع صوتك": "النساء كنّ متخوفات من إظهار مواهبهن، لذا فإن هذا الكتاب يمثل دعماً وحافزاً لهن، كخطوة أولى للانطلاق".
وتشير إلى أن النشر في كتاب، يمثل تجربة أولى لغالبية المشاركات في "كحل"، ومنهن من تكتب عادة في مواقع التواصل أو تنشر في مجلات وصحف محليّة.
وتضيف نوّاف "عبر هذا الكتاب، نساعد النساء على الاستمرار وأن يكنّ قدوة لبنات جيلهن وبيئتهن، فالكتابة موهبة تستطيع المرأة إظهارها والفخر بها، رغم أن البيئة في الأنبار محافظة".
حول الكتاب
حسب الموقع الإلكتروني للكتاب، فإن "كحل" نتاج عمل فريق "نساء الأنبار للسلام"، التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق، وتم تصميمه وتنفيذه خلال فترة الحجر الصحي بسبب فيروس كورونا.
"ويعتبر ذلك إنجازاً كبيراً في مجال الأعمال والمشاريع الحديثة من خلال الاستفادة من وسائل التواصل والتكنولوجيا" يتابع الموقع.
ويتضمن الكتاب المتوفر إلكترونياً "نصوصاً وقصصاً قصيرة وخواطر ولوحات من فن الماندلا (....) والقصص معظمها حقيقية وواقعية من فترة الحجر الصحي ومواجهة فيروس كورونا، وأخرى تعبّر عن قوة المرأة وقدرتها في تحدي الكثير من الصعاب وثباتها لتحقيق أهدافها لتبقى كما عهدها الزمن مثابرة وخلاقة" حسبما تقول نوّاف، التي عملت إلى جانب رقية محمد العبيدي، وسميّة عفيف عايد في التخطيط والتنفيذ.
والكتاب ليس إلكترونياً فقط، حيث صدرت 100 نسخة مطبوعة منه، وسيتم إطلاقه في الثلاثين من نوفمبر الجاري، ضمن حفل توقيع في مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار.
تقول نوّاف "تم طباعة 100 نسخة أولية، وبعد أن حقق نجاحاً طلبت المنظمة الراعية تنفيذ 200 نسخة إضافية، وبهذا صدر 300 نسخة منه".
واللافت أن المشاركات في إعداد هذا العمل الأدبي لم يجتمعن إلا إلكترونياً، حيث منعت ظروف الحجر الصحي ذلك، وهو ميزة الكثير من إنتاجات ما بعد أزمة كوفيد-19.
تقول نوّاف "واجهنا الكثير من العقبات لكن الحمد لله تخطيناها بإصرارنا ومثابرتنا، حيث كنا نسهر لوقت متأخر في عدة ليال للعمل على تنفيذ الكتاب في الموعد المحدد، وخلال مدة زمنية قصيرة جداً لا تتجاوز الشهرين أو أقل، أتممناه".
الأثر الشخصي
وعن دورها وتأثير تجربة المشاركة في هذا الكتاب عليها شخصياً، تقول نوّاف لـ"ارفع صوتك": "أضافت لي الكثير، فهي أول مشروع أقوم بتنفيذه، ما أكسبني خبرة في تنفيذ وإدارة المشاريع ورسم الخطط، كما طور من مهاراتي الشخصية".
"وهذا ينطبق على جميع زميلاتي في العمل. كنا متعاونات جداً في تنفيذ جميع الخطوات" تضيف نوّاف.
وعن الكاتبات المشاركات، توضح نوّاف "أبدين إعجابهن وتفانيهن بتجربتهن الجديرة بالاهتمام" مشيرة إلى أن بعضهن تحمسن لإصدار كتب منفردة بعد مشاركتهن بـ"كحل".
والجدير ذكره، أن الكتاب ضمّ العديد من الرسومات للشابة آية جسام، التي اختارت فن الماندلا المرتبط بالديانة البوذية في مناطق التبت والصين والهند وغيرها، لتوائمه مع النصوص.
هل هو نمطيّ؟
تحمل النصوص (أغلبها خواطر) منذ بداية الكتاب، نفساً وعظياً وتوجيهياً مباشراً للمرأة، بأن تفعل كذا وكذا، كما لا يوجد تميّز لافت في لغة الكاتبات.
إلا أن ما يعطيها طابعها الخاص، هو التجربة، أي أن أكثرهن عبرن عن تجارب شخصية، تتعلق بالحجر الصحي داخل البيت، أو أثناء العمل في المجال الطبي، بالإضافة إلى الحب، في زمن الكورونا والحرب وما بعدهما -إن كان بَعد قد أتى- وربما ليس من المألوف لهن أن يكون الحب حديثاً علنياً، لكنه هذه النصوص جعلت صوته مسموعاً.
هذا إلى جانب موضوعات أخرى، تتعلق بالحياة داخل العراق، والشوق إلى حياة طبيعية مستقرة، تُسمع فيها الموسيقى وتُراقَب بها الطبيعة، في استراحة من الحرب.
وتبدو أيضاً التسمية نمطيّة ومختزلة لامرأة واحدة، وصورة الغلاف كذلك، فما الأكثر تنميطاً لدور المرأة في المجتمع، من المرآة وأدوات التجميل؟
وإجابةً على هذا السؤال، تقول نوّاف إن "الكحل فيه دلالة على جمال المرأة وقوتها بنفس الوقت، فالمرأة في أشد حالاتها لا تستغني عن كحلها، وتبرز جاذبيتها وقوتها وإصرارها".
"كما أن العمل كان نسائياً بحتاً من حيث الفكرة والتنفيذ والتخطيط لذلك اقتضى أن يكون الكتاب نسائياً خالصاً" تختم نوّاف حديثها.