متابعة إلسي مِلكونيان:
أفادت منظمة العفو الدولية في تقرير الخميس، 10 تشرين الثاني/نوفمبر، بأن رجالاً بزيّ الشرطة الاتحادية العراقية قتلوا ستة رجال وعذبوا أشخاصاً يشتبه في صلتهم بتنظيم داعش بعد استعادة بلدات جنوب الموصل الشهر الماضي.
وزار باحثو المنظمة عدداً من القرى، تقع إلى الجنوب والجنوب الغربي من الموصل، في منطقتي الشورة والقيارة بمحافظة نينوى، وقاموا بجمع الأدلة التي أكدت أن الأشخاص أعدموا خارج نطاق القضاء. وأظهرت التحقيقات أن كل هذا حدث إبان المواجهات المسلحة التي اندلعت بين تنظيم داعش والقوات العراقية في ناحية الشورة.
وأظهر التحقيق أيضاً "أن القوات العراقية قد افترضت حكماً أن من بقي في هذه المناطق هم من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية لا سيما بعد تفريغ المنطقة من سكانها، في أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي"، حسب التقرير.
ودعت المنظمة الحكومة العراقية إلى إجراء تحقيق عاجل في التقارير الآتية من ناحية الشورة في محافظة نينوى.
وقالت العفو الدولية في تقريرها إن ثلاثة من "نحو 10 رجال من قريتي نعناعة ورصيف، وبينهم فتى يبلغ من العمر 16 سنة، قد تعرضوا، صبيحة يوم 21 تشرين الأول/أكتوبر، للتعذيب عقب تسليم أنفسهم لمجموعة صغيرة من الرجال الذين يرتدون زي الشرطة الاتحادية في منطقة تعرف باسم نص تل".
وأشارت إلى أن الرجال العشرة رفعوا "الراية البيضاء، ورفعوا قمصانهم كي يثبتوا عدم ارتدائهم أحزمة ناسفة، ولم يشكلوا تهديدا للشرطة العراقية".
ويتزامن هذا مع استمرار العملية العسكرية التي تقوم بها القوات العراقية لاستعادة السيطرة على الموصل من تنظيم داعش.
من جهتها، أصدرت قيادة قوات الشرطة الاتحادية بياناً نفت فيه ما جاء في تقرير منظمة العفو الدولية.
وأشار البيان إلى أن "قيادة الشرطة الاتحادية تؤكد التزامها التام بتعليمات القائد العام للقوات المسلحة وخطة العمليات المشتركة وتمسكها بالقيم والمبادئ الإنسانية في حماية المدنيين، خلال عمليات تحرير مناطق جنوب الموصل وتطهيرها من قبضة التنظيم الإرهابي".
وهذه ليست المرة الأولى التي توثق منظمة العفو الدولية فيها وقوع عمليات إعدام خارج نطاق القضاء على أيدي رجال يرتدون زي الشرطة الاتحادية في العراق. فقد سبق توثيق مقتل ما لا يقل عن 16 رجلاً وفتى من عشيرة الجميلة على مقربة من قرية السجر أثناء عمليات استعادة الفلوجة والمناطق المحاذية، في 27 مايو/أيار 2016.
وفي مقطع فيديو للفريق رائد جودت، قائد قوات الشرطة الاتحادية، رد فيه على تقرير منظمة العفو قائلاً "أتمنى أن يكون تحقيقاً جاداً ولكن هذا لن يوقفنا عن تحرير أراضينا وعن إنجاز العمليات العسكرية وقتل التنظيمات الإرهابية".
*الصورة: قوات عراقية قرب الموصل/وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659