متابعة حسن عبّاس:
أمام مخاطر قيام إرهابيين باعتداءات بالاعتماد على وسيلة اقتحام حشد من المدنيين بسيارات وشاحنات، أو تصويب عسكريين أو شرطيين سلاحهم ضد شخصيات مكلفين بحمايتها، ما هي الوسائل الفعالة التي يمكن أن تعتمدها أجهزة الأمن لتفاديها؟
انقلاب شرطيين
وأظهر اعتداء الشرطي التركي مولود ميرت التينتاس، 22 عاماً، على السفير الروسي اندريه كارلوف هذا الخطر. فقد كان وجوده في قاعة المعارض طبيعياً بل حتى مطمئناً بنظر عناصر قوات الأمن التركية الآخرين وحراس السفير.
وقال قائد سابق لجهاز استخبارات "المسألة بسيطة في مواجهة حالة كهذه. لا يمكننا القيام بشيء. لا يمكن إطلاقاً تدارك الأمر. نقطة على السطر".
وأوضح أن الحراس الشخصيين عادةً يراقبون أي جندي مسلّح يتواجد بجانب الشخصية التي يحمونها، "لكن شرطياً وسط الحراس الشخصيين لا يثير الشبهات".
وشرح أن عناصر حماية الشخصيات. "يتم اختيارهم بعناية فائقة ويجب أن يكونوا مستقرين نفسياً للغاية. لا يثيرون ريبة أحد".
فالشرطي التينتاس، على سبيل المثال، ألحق منذ أكثر من عامين بقوات شرطة مكافحة الشغب في أنقرة. وكان عضواً في الفريق الأمني المكلف حماية الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان ثماني مرات منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز/يوليو.
وقال الطبيب النفسي الأميركي مارك ساجمان، وهو عنصر سابق في السي آي إيه، "الواقع أنه اعتبر نفسه جندياً يدافع عن مجتمعه الخيالي، الأمة الإسلامية".
وتابع "اختار لنفسه ولاء آخرا. بسبب ما حصل في حلب، كان يشعر بنفسه مسلماً أكثر مما هو تركي".
ولفت إلى أنه "إذا لم يحدّث أحد عن ذلك، ولم يعط أي مؤشر على تغيير ولائه، لا يمكن الاشتباه بالأمر، وبالتالي، من شبه المستحيل منعه".
الدهس بالشاحنة
إن عدد المواقع والتظاهرات والتجمعات العامة الواجب حمايتها مرتفع إلى حد أن خطر وقوع هجمات دهساً بالسيارة أو الشاحنة سيستمر لسنوات عديدة بحسب الخبراء.
وقال مسؤول كبير في مكافحة الإرهاب إن "الوسيلة الوحيدة لحماية أنفسنا هي عندما يكون الحدث مقرراً مسبقاً. هنا، يمكننا اتخاذ تدابير مضادة، قطع السير في بعض الشوارع، وضع حواجز اسمنتية".
وأوضح "لنأخذ مثل أسواق عيد الميلاد في فرنسا. فبعد اعتداء نيس (جنوب شرق البلاد)، أُخذت هذه الفرضية بالطبع بعين الاعتبار".
وتابع "لكن تصوّروا الهجوم نفسه في يوم عادي من أيام الأسبوع في شهر شباط/فبراير، ليس فيه أي مناسبة محددة، على جادة الشانزيليزيه أو شارع آخر رئيسي. هنا، لا يسعكم القيام بأي شيء. يمكن أن يحصل ذلك في مكان آخر، في أي مكان في أي وقت. هنا تكمن الإشكالية الفعلية في هذه الاعتداءات: فهي هجمات مفاجئة بوسائل يسهل استخدامها".
وقال الرئيس السابق للمديرية العامة للاستخبارات الخارجية الفرنسية لودوفيك غيرينو، وهو اليوم مدير العمليات في شركة "أنتيسيب" الأمنية الخاصة، "للأسف سيترتب علينا أن نعتاد معايشة هذا الخطر، ونحن ندرك أن المهاجمين سيبدّلون حتماً طريقة عملهم وسيتكيّفون" مضيفاً "إذا رأوا أن التدابير المتخذة للتصدي لهذا الخطر تغيّرت، فسوف يغيّرون وسيلتهم".
في أيلول/سبتمبر 2014، وصف تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" في مجلته الإلكترونية الدعائية "إنسباير"، كيفية استخدام آليات لتنفيذ اعتداءات.
وعرضت المجلة على غلافها صورة لشاحنة فورد ضخمة مع عنوان "آلة القتل القصوى"، موصية الجهاديين الساعين إلى تنفيذ اعتداء بـ"استخدام آلية ضخمة".
وقالت لهم "للتسبب بأضرار قصوى، عليكم أن تقودوا بأقصى سرعة ممكنة مع البقاء مسيطرين على الآلية للحصول على أكبر نسبة من الثبات حتى تتمكنوا من دهس أكبر عدد ممكن من الأشخاص".
وكان أبو محمد العدناني، المتحدّث السابق باسم داعش والذي قُتل في ضربة جوية في آب/أغسطس، قد أوصى الجهاديين الساعين إلى مهاجمة "الكفار" قائلاً "اقتلوا الكفار في أمريكا وأوروبا ... اقتلوهم بأي طريقة... حطموا رؤوسهم بالحجارة، أو اطعنوهم بالسكين، أو ادهسوهم بسياراتكم، أو ألقوهم من مكان عال".
(بتصرّف عن وكالة الصحافة الفرنسية)
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659