عبد القادر مؤمن زعيم تنظيم داعش في الصومال/ وكالة الصحافة الفرنسية
عبد القادر مؤمن زعيم تنظيم داعش في الصومال/ وكالة الصحافة الفرنسية

بقلم خالد الغالي

أعلن تنظيم داعش في الصومال، تنفيذه أول هجوم انتحاري في البلاد يوم الأربعاء 24 أيار/ماي. وقع الهجوم الذي استخدمت فيه سترة ناسفة في مدينة بوساسو بمنطقة بونتلاند التي تتمتع بحكم شبه ذاتي شمال شرقي الصومال، وأسفر عن خمسة قتلى.

​​

​​

منفذ الهجوم ينتمي إلى مجموعة صغيرة من قدامى حركة الشباب الصومالية، انشقوا عنها في تشرين الأول/أكتوبر 2015، معلنين بيعتهم لداعش.

زعيم بلحية برتقالية

يتزعم المجموعة المنشقة قيادي من حركة الشباب، اسمه عبد القادر مؤمن. ورغم أنه ليس وجها معروفا على نطاق واسع، إلا أن لحيته البرتقالية تمنحه شكلا مميزا عن باقي كل قادة الحركات المسلحة في العالم. بعد عام تقريبا من قيادته داعش الصومال، وضعته الإدارة الأميركية في آب/أغسطس 2016 على لائحة الإرهاب، واصفة إياه بأنه "إرهابي عالمي".

​​

​​

قبل أن يتولى زعامة داعش في الصومال، كان ينظر إلى عبد القادر مؤمن، داخل حركة الشباب كمنظر وأيديولوجي أكثر منه قائدا عسكريا.

عاد إلى بلده الأصلي الصومال سنة 2010، قادما من بريطانيا التي يحمل جنسيتها والتي عرف في بعض مساجدها بخطبه المتشددة. ويعتقد أنه له علاقة بمحمد إموازي المعروف بـ"الجهادي جون" الشهير بذبحه للرهائن الغربيين في سورية.

حرب الإخوة الأعداء

يتخذ داعش الصومال من جبال غالغلا بمنطقة بونتلاند معقلا رئيسيا له. ومن هذه المنطقة ينحدر عبد القادر مؤمن.

في سنة 2014، استفاد مؤمن من استسلام قائد حركة الشباب في المنطقة للحكومة الصومالية ليقفز إلى القيادة. غير أنه فضل بعد عام أن يغير ولاءه نحو داعش لأسباب ما تزال غير واضحة.

في نيسان/أبريل 2016، أعلن التنظيم الجديد مسؤوليته عن أول عملية عسكرية في الصومال، استهدف من خلالها عربة عسكرية تابعة لقوات الاتحاد الأفريقي.

ورغم أن الفصيل دخل في معارك ضد الحكومة الصومالية، إلا أن هذا لم يشفع له لدى حركة الشباب التي حذرت من أنها "ستذبح" كل من يغير بيعته من تنظيم "القاعدة" (تدين له الحركة بالولاء منذ 2012) إلى تنظيم داعش.

وهذا ما تم فعلا. إذ بمجرد إعلان مؤمن بيعته داعش، تعرض لهجوم شديد من مقاتلي الشباب، اضطر معه إلى الفرار محتميا بالجبال. لكنه مع ذلك يعتبر محظوظا، إذ إن فصيله في الشمال الشرقي بعيد عن معقل حركة الشباب في جنوب الصومال.

ولا يعرف إذا ما كان داعش في الصومال استفاد ماليا أو عسكريا من إعلان بيعته لأبي بكر البغدادي. لكنه رغم ذلك نجح في السيطرة على بلدة قندلة الساحلية الصغيرة في إقليم بونتلاند، في تشرين الأول/أكتوبر 2016.

وتزيد حداثة داعش الصومال وعزلته من صعوبة إعطاء تقدير دقيق لأعداد مقاتليه، إلا أن الأرقام في منتصف سنة 2016 كانت تشير إلى أنهم ما بين 100 إلى 150 مقاتلا، علما أن التنظيم يباشر مرارا عمليات تخريج لدفعات مقاتلين يشرف عليها عبد القادر مؤمن نفسه وفق ما تظهر أشرطة فيديو دعائية على الإنترنت.

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

العمليات غير المشروعة لتهريب النفط والغاز المسال تولد مئات الملايين من الدولارات لحزب الله. (أرشيفية-تعبيرية(
العمليات غير المشروعة لتهريب النفط والغاز المسال تولد مئات الملايين من الدولارات لحزب الله. (أرشيفية-تعبيرية(

فرضت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأربعاء، عقوبات على شبكة لبنانية تتهمها بتهريب النفط والغاز المسال للمساعدة في تمويل جماعة حزب الله اللبنانية.

وذكرت وزارة الأميركية في بيان على موقعها الإلكتروني أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لها فرض عقوبات على 3 أفراد و5 شركات وسفينتين متورطين في تهريب النفط والغاز البترولي المسال لتوليد الإيرادات لحزب الله.

وأوضح البيان أن الشبكة، التي تتألف من رجال أعمال وشركات لبنانية ويشرف عليها أحد كبار قادة فريق تمويل حزب الله، سهلت شحن عشرات شحنات الغاز البترولي المسال إلى حكومة سوريا، ووجهت الأرباح إلى حزب الله.

وأشارت إلى أن العمليات غير المشروعة لتهريب النفط والغاز البترولي المسال تولد مئات الملايين من الدولارات لحزب الله، وتدعم الأنشطة الإرهابية للمجموعة.

وقال وكيل وزارة الخزانة بالوكالة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، برادلي تي سميث: "يواصل حزب الله إطلاق الصواريخ على إسرائيل وتأجيج الاضطراب الإقليمي، ويختار إعطاء الأولوية لتمويل العنف على رعاية الأشخاص الذين يدعي أنه يهتم بهم، بما في ذلك عشرات الآلاف من النازحين في جنوب لبنان".

وأضاف: "وستواصل وزارة الخزانة تعطيل شبكات تهريب النفط وغيرها من شبكات التمويل التي تدعم آلة الحرب التابعة لحزب الله".

وصنفت وزارة الخارجية الأميركية حزب الله جماعة إرهابية في 31 أكتوبر 2001.

وذكرت وزارة الخزانة في بيانها أنها اتخذت إجراءات متسقة لاستهداف الأفراد المتورطين بشكل مباشر أو غير مباشر في عمليات تمويل حزب الله التي توفر عائدات بالغة الأهمية للمنظمة.

ووفقا للبيان، من بين المسؤولين البارزين في حزب الله المشاركين في هذه الجهود محمد قصير، ومحمد قاسم البزال، اللذين يديران قناة لنقل غاز البترول المسال ومشتقات النفط الأخرى نيابة عن حزب الله ويتلقيان مدفوعات مباشرة مقابل بيعها.

وفي 15 مايو 2018، صنف مكتب مراقبة الأصول الأجنبية قصير لعمله لصالح حزب الله أو نيابة عنه كقناة أساسية للصرف المالي من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إلى حزب الله.

وفي 20 نوفمبر 2018، صنف مكتب مراقبة الأصول الأجنبية البزال، أحد شركاء قصير، لدعمه لحزب الله.

كما اتخذ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية سلسلة من الإجراءات التي تستهدف عمليات تهريب النفط لحزب الله، بما في ذلك إجراء في 31 يناير 2024 استهدف شبكة حزب الله وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي التي حققت إيرادات بمئات الملايين من الدولارات من خلال بيع السلع الإيرانية بما في ذلك النفط، ومعظمها للحكومة السورية.

وأوضح البيان أن الشبكة التي تم تصنيفها اليوم تشمل مسؤولًا آخر رفيع المستوى في فريق تمويل حزب الله، ورجلي أعمال لبنانيين يوفران واجهة مشروعة على ما يبدو لتسهيل جهود حزب الله في تهريب النفط. وسهلت هذه الشبكة عشرات شحنات غاز البترول المسال إلى حكومة سوريا، بالعمل مع المسؤول في النظام السوري ياسر إبراهيم، الذي أدرجته وزارة الخارجية في 20 أغسطس 2020 لدوره في صفقات تجارية فاسدة استفاد منها الرئيس السوري الأسد.

وأشار البيان إلى أنه اعتبارًا من أواخر عام 2023، تولى المسؤول في حزب الله، محمد إبراهيم حبيب السيد، مسؤولية بعض الأعمال التجارية لحزب الله من البزال. وسافر السيد سابقًا مع البزال إلى جنوب شرق آسيا لتنسيق صفقات النفط المحتملة في المنطقة لفريق تمويل حزب الله. كما عمل كمحاور بين البزال ورجل الأعمال اللبناني علي نايف زغيب بشأن مشروع نفطي في موقع مصفاة في الزهراني بلبنان.

ووفقا لبيان الوزارة، فمنذ أواخر عام 2019 على الأقل، قدم زغيب، الخبير في كيمياء البترول، المشورة والمساعدة لفريق التمويل التابع لحزب الله خلف الكواليس، والتقى مع القصير والبزال لتنسيق أنشطتهم. وبصفته عضوًا في شبكة تهريب النفط التابعة لحزب الله، أمّن زغيب خزانات لتخزين، ربما النفط، نيابة عن حزب الله.

وأكد البيان أن القصير والبزال باعتبارهما من كبار مسؤولي حزب الله، حققا ربحًا من صفقات الغاز البترولي المسال مع زغيب الذي التقى بنائب لبناني واحد على الأقل تابع لحزب الله لمناقشة تمويل مشاريع النفط التابعة لحزب الله. كما نسق الزغيب مع ممول حزب الله، محمد إبراهيم بزي، بشأن المفاوضات التجارية. وفي 17 مايو 2018، أدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بزي لدعمه حزب الله.

كما يشارك رجل الأعمال اللبناني بطرس جورج عبيد في صفقات الطاقة لحزب الله، ويملك بشكل مشترك العديد من الشركات مع زغيب، بحسب البيان.

ولذلك لفت البيان أنه تم إدراج السيد وزغيب وعبيد لمساعدتهم ماديًا أو رعايتهم أو تقديم الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي أو السلع أو الخدمات لحزب الله أو لدعمه.

كما أدرجت وزارة الخزانة الشركة الأوروبية اللبنانية للتجارة الدولية التي يمثلها البزال وكانت مسؤولة عن عشرات شحنات غاز البترول المسال، التي قامت بها نقالات غاز البترول المسال "ألفا" و"مارينا" إلى ميناء بانياس في سوريا لصالح شركة "حقول"، والتي تم تصنيفها في 4 سبتمبر 2019 لكونها مملوكة أو خاضعة لسيطرة البزال.

وأوضحت الوزارة أن البزال استخدم شركة "إليت" لتغطية نفقات التشغيل لشركتي تشغيل السفن "ألفا، ومارينا"، وبناء على ذلك، تم إدراج كل من "إليت" و"ألفا" و"مارينا" كممتلكات لحزب الله مصلحة فيها.