إعداد إلسي مِلكونيان:
تتجه أنظار العالم مرة أخرى إلى إقليم راخين، غرب بورما، حيث فر الآلاف من الروهينغيا وهم الأقلية المسلمة إلى بنغلادش هرباً من العنف الذي شهدوه في بلدهم مجدداً.
والروهينغا (التي يبلغ عددهم حوالي مليون شخص) أقلية محرومة من الجنسية وتعاني منذ عقود من الاضطهاد في بورما، البلد الذي يدين غالبية سكانه بالديانة البوذية.
اقرأ أيضاً:
لماذا تحولت بورما إلى عنوان لاضطهاد المسلمين
الأمم المتحدة: المئات من الروهينغا قتلوا في بورما
محطات تاريخية
قام مسلحون إٍسلاميون في ميانمار بتنفيذ اعتداء على 30 موقع للشرطة وثكنة عسكرة في إقليم راخين الجمعة 24 آب/أغسطس 2017، في خطوة اعتبرت الأعنف في تاريخ المعارك بين أقلية الروهينغا المسلمة والحكومة البورمية منذ تشرين الأول/أكتوبر 2016.
وأعلنت حركة اليقين التي كانت تسمى سابقاً "جيش إنقاذ روهينغا أراكان" أنها المسؤول الرئيسي عن الاعتداءات ضد القوات الحكومية.
ولتوضيح الموقف الحكومي، تتوجه الزعيمة البورمية اونغ سان سو تشي بخطاب متلفز الأسبوع المقبل، بعد صمتها طوال هذه الفترة، للتحدث من أجل المصالحة الوطنية والسلام" في 19 أيلول/سبتمبر.
من يساند من؟
* تنفي حكومة بورما قيام جيشها بأي انتهاكات، بل تتهم المتمردين الروهينغا بإحراق آلاف القرى ومنها العديد من قرى المسلمين.
* من جهتها، أعلنت الصين عن مساندتها للعملية العسكرية التي شنتها القوات البورمية ضد الروهينغا وأنها داعمة لجهود الأخيرة في فرض الاستقرار. والصين كانت إحدى الدول القليلة الصديقة للنظام العسكري السابق في بورما.
* قال المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الانسان، زيد رعد الحسين، أن معاملة أقلية الروهينغا المسلمة في بورما تشكل "نموذجا كلاسيكيا للتطهير عرقي". ولكن لم يمكن التأكد من الوضع الإنساني في ولاية راخين بسبب رفض ميانمار السماح بذلك.
* أبدت الولايات المتحدة قلقها إزاء أعمال العنف، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة هاكابي ساندرز إن "الولايات المتحدة قلقة بشدة من الأزمة المستمرة في بورما"، كما دانت الهجمات على مواقع الجيش البورمي والتشنج الناتج عن العنف العرقي.
* تتزايد الاتهامات من الدول الغربية والمرشد الأعلى لإيران، آية الله علي خامنئي لرئيسة وزراء بورما، أون سان سو تشي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، بالتغاضي عن كارثة إنسانية.
من قصص اللاجئين
وصل عدد اللاجئين من الروهينغا الذين فروا إلى بنغلادش هرباً من أعمال العنف في غرب بورما إلى أكثر من 300 ألف شخص، منذ نهاية آب/أغسطس، حسب ما أعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء.
وبينما تقول مصادر حكومية بورمية أن عدد القتلى بلغ حوالي 430 شخصاً غالبتيهم من "الإرهابيين المتطرفين" من "جيش إنقاذ روهينغا أراكان"، تحدثت الأمم المتحدة عن ضعفي هذا العدد مشيرة إلى إحراق قرى وارتكاب تجاوزات وإعدامات خارج إطار القانون تم التأكد منها بواسطة صور التقطت بالأقمار الصناعية.
وروى الفارون من أعمال العنف شهادات عن فظائع ارتكبها جنود وبوذيون أحرقوا منازلهم وسووها بالأرض. ولم يمكن التأكد من ذلك.
بالمقابل يواجه سكان بنغلادش ارتفاعاً في أسعار المواد الغذائية في الأسواق المحلية على أعقاب ازدياد أعداد المهاجرين إليها وتضاعف أعداد المتسولين.
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم0012022773659