تعرّف رهينتان فرنسيان سابقان لدى تنظيم "داعش" في سوريا، إلى مهدي نمّوش (33 عاماً)، على أنه "دون أي شك أحد سجانيهما السابقين".
وهذا أثناء الإدلاء بشهادتهما، الخميس، في محاكمة نموش بتهمة قتل أربعة أشخاص في هجوم على المتحف اليهودي ببروكسل عام 2014.
وذلك أثناء محاكمة نموش في محكمة الجنايات ببروكسل البلجيكية، حيث سلمته السلطات الفرنسية لبلجيكا عام 2014، رغم رفضه ذلك.
وقال مراسل الحرب السابق نيكولا إينان (43 عاما) الذي يعمل اليوم رئيس شركة "ليس لدي أيّ شكّ بأن مهدي نموش الماثل هنا كان سجاني وجلادي في سوريا المعروف بكنية أبو عمر".
وأوضح الصحافي ديدييه فرنسوا (58 عاما) "جئت هنا لأقول ثلاثة أمور: إننا نعرفه، ولنكشف خطورة هذا الشخص وخطر أن يعاود ارتكاب جرائم"، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
صحافيان احتجزهما تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا يؤكدان أن مهدي نموش كان أحد سجانيهماhttps://t.co/0X0Y0KvDTy#فرانس_برسالصورة- سيارة تنقل نموش بعد جلسة استماع تمهيدية في محكمة بروكسل، 20 ك21/ديسمبر 2018 pic.twitter.com/22srDonMcJ
— فرانس برس بالعربية (@AFPar) February 7, 2019
ملتزماً الصّمت
منذ اعتقاله عام 2014، بعد 6 أيام فقط من وقوع الجريمة، ونمّوش ملتزم بالصمت في التحقيقات حتى الآن.
وكان الفرنسي من أصول جزائرية، اعتُقل في محطة بمدينة مرسيليا، داخل حافلة قادمة من امستردام مروراً ببروكسل، يحمل في أمتعته مسدسا وبندقية كلاشينكوف وكاميرا صغيرة من طراز "غو برو" وذخائر كثيرة.
ووُلد نموش في مدينة روبيه، شمال فرنسا، وعاش طفولة صعبة قبل أن يتحول إلى الإجرام ثم التطرف الإسلامي، وفق "اي اف بي".
وقبل رحيله إلى سوريا نهاية 2012، قضى نموش خمس سنوات في السجن إثر إدانته سبع مرات في محاكم فرنسية مختلفة، لاسيما بتهمة السطو المسلح.
وفي سوريا انضم إلى صفوف "داعش"، وقضى عاماً كاملاً هناك، قبل عودته لفرنسا.
الدفاع في موقع صعب
وكانت مرافعات الدفاع عن نموش أمام المحكمة البلجيكية، بدأت منتصف كانون ثان/يناير الماضي، حيث أصرّ فيها محاموه أنه "ليس القاتل" في هذه الجريمة.
وقال المحامي هنري لاكي إن نموش "لم يضغط على الزناد"، علماً بأن نموش يُحاكَم إلى جانب فرنسي آخر يُدعى ناصر بيندرر يُشتبه بإمداده بالسلاح الذي استُخدم في واقعة المتحف اليهودي.
لكن، بعد شهادتي الرهينتين، وتعاقب خبراء أمام المحكمة لنقض الحجج التي عرضها محامو نموش للتشكيك في صحة الأدلة مثل الحمض النووي على باب المتحف والبصمات على الأسلحة المستخدمة وغيرها، أصبح دفاع نموش في وضع "صعب".
من جانبها، رأت المحامية ميشال هيرش التي تمثل المنظمات اليهودية أن شهادة الرهينتين "مهمّة للغاية"، حتى يدرك القضاة والمحلفون دوافع القاتل، وتأثير "مثاله الأعلى" محمد مراح عليه.
وكلا المتهمين يواجهان حكماً بالسجن مدى الحياة في حال إدانته بارتكاب عمليات القتل "المعادية للسامية".
ويفيد محضر الاتهام أن نموش فتح النار في بهو المتحف يوم 24 أيار/مايو 2014، ما أدى لمقتل زوجين سائحين إسرائيليين ومتطوعة فرنسية وموظف بلجيكي شاب.
ووقعت عملية القتل خلال 82 ثانية "كما لو أنها نفذت بيد قاتل محترف"، حسب تقرير لقناة (فرانس 24).