40 عاما مرّت على واقعة إرهابية هزّت العالم الإسلامي وتعود اليوم لذاكرة المعاصرين وتفاجئ من لم يسمع بها يوما، مع بدء عرض مسلسل "العاصوف" في جزئه الثاني.
يستعيد المسلسل، الذي أثار جدلا قبل عرضه، عمليّة اقتحام وحصار الحرم المكيّ من قبل بعض أتباع الجماعة السلفية المحتسبة بزعامة جهيمان العتيبي، عام 1979.
ودعا متصفحون في "تويتر" لمقاطعة المسلسل عبر هاشتاغ #قاطعوا_عاصوف_MBC ، باعتبار أن المسلسل "يشوه الدين ويظهر المجتمع السعودي على غير حقيقته".
في المقابل، أيّد آخرون استعادة هذا الحدث من تاريخ السعودية، لأنه يعرف الأجيال الجديدة على تاريخ قد يُنسى، واعتبروا المسلسل واقعيا.
استغرب من كمية الهجوم على المسلسل خصوصا اللي يستنكرون الاحداث الموجوده فيه! بغض النظر عن بعض المشاهد اللي ماكان لها داعي بس كل شيء فيه حقيقي وواقعي وكل اللي عاشوا بوقت الصحوه ماينكرون هالشيء ؟ #قاطعوا_عاصوف_MBC
— 🎼💛 (@h_xm89) April 28, 2019
#قاطعوا_عاصوف_MBCالعاصوف قطع ذيول كل الظلاميين وتجار الدين والغلاة .وانا اشوف إن ناصر القصبي يستحق أعلى وسام فى البلد لجهودة في محاربة التطرف الديني والإرهاب .
— ابن الباشا (@Q00l0) April 28, 2019
وقت المسلسل سي وقت صلاة مسلسل العاصوف اول انه يكون في وقت يكون متاح للجميع مشاهدته فهو مسلسل يحكي حقبه من التاريخ السعودي حتى لو كان عليه ملاحظات فلا يمنع انه مسلسل يصور الزمن الجميل الذي لم نعش فيه
— Naif Alraihan (@NM_Raihan) May 6, 2019
وقال الفنان ناصر القصبي عن العمل: "نسعى إلى تقديم صورة واقعيّة عن تاريخ الرياض.. وشُخوصنا حقيقيون ورصدنا للأحداث قريب من الواقع".
وأضاف القصبي "عملنا ما يقارب 5 سنوات لبناء الفكرة وتطويرها، واحتاج اكتمال النص وقتاً طويلاً تبعه تحضير الإنتاج" حسبما نشرت مجموعة "mbc" في موقعها الإلكتروني.
وفي مقابلة أخرى مع القصبي قال إن "شخصيّات الجزء الجديد امتداد لتلك التي قدمناها خلال الجزء الأول من هذا المشروع الملحمي. لكن العنوان العريض هو التحولات التي وقعت في المجتمع السعودي خلال تلك الفترة، وهي تحولات مهولة قياساً بتجربة الشعوب".
المهدي المُنتظر!
اقتحم جهيمان العتيبي المسجد الحرام في مكة، ضمن موسم الحج، رفقة 200 من جماعته وامرأتين، إحداهما زوجته.
حمل المقتحمون نعوشا بدعوى صلاة الجنازة، لكن ما إن أصبحوا في الداخل حتى فتحت الصناديق وكانت مليئة بالأسلحة والذخيرة.
نحوا الإمام جانبا، سيطروا على المنبر، ووجهوا رسائل عبر مكبرات الصوت، مفادها أنه حان وقت "إنهاء الظلم" و"إحلال العدل" و"إعادة المجتمع السعودي للدين الصحيح".
دعا المقتحمون إلى مبايعة أحدهم، وهو محمد عبد الله القحطاني، على أنه "المهدي المنتظر". لم يكن هذا الرجل غير صهر جهيمان العتيبي.
الكثير من الحجاج هللّوا وكبّروا حين سمعوا بظهور "المهدي".
جهيمان، الذي قاد الجماعة، حذر عبر المنبر بإطلاق الرصاص على كل شخص يحاول الفرار.
وانتشر أتباعه في نقاط رئيسية في أرض ومنارات الحرم، وهو ما سمح لهم بالسيطرة الكاملة على المكان وإطلاق النار نحو قوات الأمن السعودية خارج الحرم.
اندلعت الاشتباكات المسلّحة بين جماعة العتيبي والقوات السعودية، التي استعانت لاحقاً بقوات فرنسية للسيطرة على الوضع.
وبعد 15 يوماً من المواجهات، سلّم جهيمان العتيبي نفسه الشيء الذي دفع من تبقى حياً من جماعته لتسليم أنفسهم.
وكانت حصيلة الاشتباكات من القتلى وفق مصادر سعودية رسمية: 127 عسكرياً سعودياً، و117 مسلحاً (جماعة جهيمان)، و26 من الحجاج، و450 جريحاً من الجنود.
ودمرت أجزاء كبيرة من الحرم المكي تطلّب إصلاحها شهوراً.
وتم إعدام العتيبي بالإضافة لإعدام جميع المتبقين من جماعته.