يغادر هذه الأيام جون ووكر ليند الملقب بطالبان الأميركي زنزانته، بعد قضائه 17 عاما وراء القضبان.
من هو ليند؟
جون ووكر ليند المولود في ولاية كاليفورنيا الأميركية عام 1981، اعتقلته القوات الأميركية في أفغانستان في تشرين الثاني/نوفمبر 2001 خلال قتاله إلى جانب صفوف طالبان.
كان أول أميركي يحاكم في الحرب ضد الإرهاب، ولذلك أطلق عليه لقب "المعتقل 001".
وأفادت وثائق قضائية أن الشاب البالغ 38 عاما والملقب بـ"طالبان الأميركي" سيطلق سراحه من سجن فدرالي في إنديانا في 23 أيار/مايو.
وتحول ليند، الذي ولد لعائلة كاثوليكية، إلى الإسلام عندما كان طالبا في إحدى المدارس الثانوية قرب سان فرنسيسكو.
وفي عام 1998، سافر وهو في عمر 17 عاما إلى اليمن لدراسة اللغة العربية، ثم انتقل بداية عام 2001 إلى أفغانستان وانضم إلى حركة طالبان قبل أربعة أشهر على هجمات 11 أيلول/سبتمبر.
زيارته لليمن وأفغانستان سمحت له بلقاء زعيم القاعدة آنذاك أسامة بن لادن.
وبعد شن الولايات المتحدة الحرب على أفغانستان، جرى اعتقال ليند وتسليمه إلى القوات الأميركية التي نقلته إلى الولايات المتحدة ليخضع للمحاكمة هناك.
لكن المدعين واجهوا تقارير تفيد بأنه ربما قد تعرض للتعذيب للإدلاء باعترافات أثناء وجوده قيد الاحتجاز في الولايات المتحدة، واضطروا إلى التفاوض معه والتوصل إلى اتفاق يقر فيه ليند بأنه مذنب في تقديم خدمات لطالبان وحيازة بندقية وقنابل يدوية.
وحُكم على طالبان الأميركي بالسجن مدة 20 عاما، لكن تمّ تخفيض المدة لحسن سلوكه.
وتظهر مستندات مقدمة قبل أسبوع إلى المحكمة الفيدرالية في ألكسندريا في فيرجينيا حيث حوكم ليند، موافقته على البقاء قيد المراقبة لثلاث سنوات بعد إطلاق سراحه.
ويشمل ذلك قبول مراقبة استخدامه للإنترنت بشكل مستمر، وحاجته إلى إذن مسبق للتواصل عبر الإنترنت بلغة أخرى غير الإنجليزية، وعدم التواصل مع متطرفين أو عرض "مواد تعكس الآراء المتطرفة أو الإرهابية".
وليند الذي حصل على الجنسية الإيرلندية عام 2013 بالاستناد إلى أصول جدته، لن يُسمح له أيضا بالسفر إلى خارج الولايات المتحدة لمدة ثلاث سنوات دون إذن من المحكمة.
تخوفات من إطلاق سراح ليند
وفقًا لوثيقة المركز الوطني لمكافحة الإرهاب التي نشرتها مجلة السياسة الخارجية في عام 2017، فإن ليند "واصل الدعوة إلى الجهاد العالمي وكتابة وترجمة النصوص المتطرفة العنيفة" من وراء القضبان، وفقا لما نقلته قناة (CNN).
وتقول (CNN) إن ليند "أخبر أحد منتجي الأخبار التلفزيونية أنه سيواصل نشر الإسلام المتطرف العنيف عند إطلاق سراحه".
وقالت وثيقة أخرى نُقلت من إدارة السجون إن ليند "أدلى بتصريحات مؤيدة لداعش لمراسلين مختلفين ثم أسقطها محام بعد ذلك" أثناء الاحتجاز.
وفي رسالة إلى محكمة فيدرالية في فرجينيا، قدم جوني سبان، وهو والد ضابط أميركي قتل في أفغانستان عام 2001، طلب فيها أن تأمر المحكمة "بالتحقيق الشامل في تصرفات جون ووكر ليند التي أبلغ عنها المركز الوطني لمكافحة الإرهاب".
وكتب سبان "لن يتحقق شيء من خلال عدم إنفاذ قوانين الولايات المتحدة ومحاسبة من يخرقونها بأفعالهم".