أثار رجل دين سعودي بارز جدلا واسعا لدى قطاع كبير من رواد التواصل الاجتماعي، على خلفية إصداره فتوى، طالب فيها بإزالة السواتر بين الرجال والنساء في المساجد خلال أداء الصلوات.
الشيخ عادل الكلباني وحديثه عن لماذا يُخفي الناس أسماء زوجاتهم أو اخواتهم أو بناتهم؟#مع_الكلباني#رمضان_عندنا pic.twitter.com/2lF4ZLWvmF
— SBC channel (@SBC_Channel) May 26, 2019
وكان عادل الكلباني، وهو إمام سابق للحرم المكي ومقرّب من الديوان الملكي، قال في لقاء مع قناة "SBC" السعودية، إن "النبي محمد (ص) أخبر بأن شر صفوف الرجال (خلال الصلاة) آخرها وشر صفوف النساء أولها، لأنه كان فيه التصاق. لكنه لم يقل ضعوا ساتر أو ستارة".
وأضاف أنه "في زمن النبي وهم أشد الناس غيرة وأشدهم حمية وخشية من الله تعالى وطاعة له، ومع ذلك كان الرجال يصلون في المقدمة والنساء يصلون في مؤخرة المسجد دون ساتر".
وقال الكلباني إن هذا الفصل قد يعود لـ"فوبيا (رهاب) المرأة".
وأوضح أن "النساء معزولات تماما عن الرجال، لا يرونهن ولا يسمعونهن إلا عبر مكبرات الصوت، لو انقطع الصوت لا يعرفن ماذا يحصل".
كما تطرق إلى مسألة التحفّظ على أسماء النساء رغم أن التاريخ الإسلامي نقل جميع أسماء الصحابيات بالإضافة إلى زوجات النبي محمد، مشيراً أن مناداة النساء بأسمائهن في الحيّز العام كانت أمراً طبيعياً.
ردود فعل
حديث الكلباني أثار الجدل في مواقع التواصل، بين مؤيد ومعارض، وهذه بعض التغريدات التي تعبّر عن آراء المتفاعلين مع المسألة.
عندما يشير الشيخ عادل الكلباني على أهمية إزالة السواتر بين الرجال والنساء في المساجد لأن المرأة(في زمن الرسول)كانت تصلي خلف الصفوف من غير عازل.ــمهم للغاية الان يجب على شؤون الحرمين تمكين المرأة من مواجهة القبر الشريف بالمدينة، فما يحدث من حجب كان المتسبب لهذا المنع هي الصحوة.
— عبده خال (@AbduhKhal) May 27, 2019
ولا يعتبرفصل النساء عن الرجال في مصلى خاص بهن بدعة، لأن نصوص الشرع تدل على مشروعية اتخاذِ أي احتياطٍ ممكن يتحقق به مقصود الشرع من منع اختلاط الرجال بالنساء؛
— ابوريتاج (@abood5121) May 28, 2019
حسيبك الله رب كلمة قالت لصاحبها دعني ايهما افضل للمرأه الصلاة في المسجد ام في بيتها اجب ازعجتنا وهذي عشر مباركه لاحرمك الله الاثم دع الخلق للخالق فيه افتاء مانحتاجك ولاعلمك ولارايك وانت انشر اسم زوجتك وبناتك وخواتك شي راجع لك مالك علاقه في محارم الناس نلقاها منك والمغامسي
— عبدالله (@vJiH2XMA7517Qor) May 27, 2019
اما منع البعض ذكر اسم الحريم فهذه عاده قبليه عند كثيرا من القبائل،، لا علاقه للدين بها، وستر النساء في المساجد هو الافضل، حتى تمكن المره من كشف وجهها واداء صلاتها براحتها،
— بن قائل المرشدي (@eidgat999) May 27, 2019
وعبر حسابه الرسمي في "تويتر"، طرح الكلباني استفتاءً للمتابعين: هل كان في مسجد رسول الله في زمنه أو أصحابه ساتر بين الرجال والنساء؟
هل كان في مسجد رسول الله ﷺ في زمنه أو أصحابه ساتر بين الرحال والنساء؟
— عادل الكلباني (@abuabdelelah) May 27, 2019
وشارك في الاستفتاء أكثر من 68 ألفاً، والنتيجة متقاربة بين "نعم" و"لا"، كما نال أكثر من أربعة آلاف تعليق، غالبيتها ترفض فكرة الشيخ وتواجهه بأسئلة من نوع مشابه، باعتبار الفروق في طبيعة الحياة والأدوات بين زمن النبي محمد والآن، ما يدعو للالتفات إلى صعوبة عيش حياة اليوم بتفاصيل الأمس.
حديثك عن الحواجز غير دقيق أبداًوليتكَ تأكّدت..التعميد المُعتمد من وزارة الشؤون الإسلامية للمساجد هو كالتالي:١/ أن تكون الحواجز خشبية..على شكل (مشربيات) أي خشب ذو فتحات متجهة للأسفل.٢/ يمكن من خلاله وهم يُصلون رؤية النساء للرجال لا العكس وسماع الصوت مباشرة في حال انقطع الصوت
— علي إبراهيم العقل (@aalaggl) May 27, 2019
وهل كان في زمن النبي عليه السلام كهرباء توضح كل شيء للناس ؟وهل كان فيه زحام ؟وهل كانت النساء فيهم المتسترة وفيهم غير ذلك ؟ولم قال : ( وبيوتهن خير لهن )أستر وأصد عن الرجال
— خالد المسعود (@kaldalmsaoud) May 28, 2019
صلاتها في بيتها
الشيخ علي بن سالم، وهو رجل دين ومفتي يمني سني، أيد ما ذهب إليه الكلباني بقوله إن "الحواجز لم تكن موجودة أيام النبي وليست مطلوبة حاليا، لكن صلاة المرأة في بيتها أفضل حتى لو كانت من أهل مكة".
ويضيف لموقع (ارفع صوتك) "حتى تلك الحواجز الموضوعة في الحرم المكي غلط".
وأكد بن سالم أن المرأة غير مطالبة شرعياً بأداء الصلاة خارج بيتها "إلا إذا ذهبت للحج أو العمرة فذلك استثناء ويمكن أن تصلي في الحرم".
من جهة أخرى، قال فهمي حسن، وهو رجل دين يمني، إن مسألة إبقاء الحواجز على ما هي عليه هو "الأنجع حتى تأخذ المرأة راحتها في الصلاة، بالتالي يجب عزل مصليات النساء عن الرجال".
الجدير ذكره أنها ليست المرة الأولى للكلباني في طرح مسألة مخالفة لأشياء شبه مسلّم بها في الثقافة الإسلامية (السنيّة تحديداً)، إذ سبق واعتبر تنظيم "داعش" الإرهابي "نبتة سلفية وليسوا خوارج"، كما أباح الموسيقى والغناء وتراجع عن تكفير علماء المذهب الشيعي.