أعلن التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، صباح اليوم، انضمام جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى قائمة دوله، لتصبح العضو رقم 80.
يأتي هذا بعد مرور شهر ونصف على أول هجوم لتنظيم داعش في هذا البلد الواقع وسط أفريقيا.
وكان داعش تبنى في 18 أبريل/ نيسان أول هجوم من نوعه في الكونغو، معلنا في الوقت ذاته إنشاء "ولاية وسط أفريقيا".
وقتل في الهجوم جنديان كونغوليان ومدني واحد، وفق ما قالت وكالة رويترز نقلا عن مصدر في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وقيادي بالمجتمع المدني.
ومنذ ذلك الحين، أعلن التنظيم عن عدة هجمات، وقع آخرها الاثنين الماضي، حيث قتل 13 مدنيا في منطقة بيني شرقي البلاد.
ويُعتقد أن تنظيم داعش ينشط في الكونغو عبر جماعة متشددة تسمى "القوات الديمقراطية المتحالفة".
وتقاتل هذه الجماعة المسلحة القوات الكونغولية والأوغندية منذ أكثر من عقدين.
ورغم أنها تنشط في الكونغو بشكل واسع، إلا أن أصولها تعود إلى دولة أوغندا المجاورة، بل حصلت في السابق على دعم من الحكومتين الكونغولية والسودانية، حسب مجموعات بحث دولية.
وقدر خبراء تابعون للأمم المتحدة، في تقرير رفع إلى مجلس الأمن العام الماضي، عدد مقاتلي "القوات الديمقراطية المتحالفة" (أو "تحالف القوى الديمقراطية" التسمية التي استخدمها التقرير) بين 400 و450 مقاتلا.
لكن فريق الخبراء أوضح حينها أنه "لم يجد أي دليل على وجود صلات بين التحالف والمنظمات الإرهابية الدولية".
ولم يسبق "للقوات الديمقراطية المتحالفة" أن أعلنت بيعتها لداعش، لكن تورطها في هجومات مسلحة يتم لاحقا تبنيها من قبل داعش، مع إعلان الأخير تشكيل ولاية "وسط إفريقيا"، دفع الكثير من الباحثين إلى الاعتقاد بوجود روابط بين التنظيمين.
وتستعمل الجماعة في منشوراتها اسم "مدينة التوحيد والموحدين"، منذ سنة 2012. لكن لا يعرف إذا ما تبنت هذا الاسم رسميا أم لا، خاصة أنه اسم لأحد معسكراتها أيضا.
وفي شباط/ فبراير 2018، عثرت القوات الكونغولية على مواد وكتب تابعة لتنظيم داعش في حوزة مقاتلي "القوات الديمقراطية المتحالفة" في منطقة بيني.
تأسست "القوات الديمقراطية المتحالفة" سنة 1995 في الكونغو من مقاتلين إسلاميين فروا من أوغندا، وأخذوا على عاتقهم الإطاحة بالحكومة الأوغندية وإقامة دولة إسلامية هناك.
وظل التنظيم لفترة طويلة تحت قيادة مؤسسه جميل موكولو، قبل أن يلقى عليه القبض في تانزانيا في نيسان/أبريل 2015، ويسلم إلى أوغندا في تموز/ يوليو التالي.
ويخضع موكولو حاليا للمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب. وهو على اللائحة السوداء التابعة للأمم المتحدة منذ سنة 2011.
وانتمى كثير من مؤسسي "القوات الديمقراطية المتحالفة" إلى جماعة التبليغ (دعوية لا تعتمد العنف) في بدايات نشاطهم، قبل أن يتبنوا الإسلام السلفي. جميل موكولو كان أحد هؤلاء.
وولد موكولو مسيحيا قبل أن يعتنق الإسلام ويسافر إلى المملكة العربية السعودية لمتابعة دراسته الدينية.
وتقول مجموعة البحث حول الكونغو في جامعة نيويورك إن "القيادة العليا للقوات الديمقراطية المتحالفة لا تزال في أيدي الأوغنديين"، لكن المجموعة مع التحولات الجديدة وارتباطها المحتمل بداعش صارت تستهدف جمهورا أوسع.
وتستخدم الجماعة في منشورتها اللغات السواحلية واللوغندية (لغة محلية في أوغندا) والعربية والفرنسية ولغة الكينيارواندا (لغة رسمية في أوغندا يتكلمها حوالي 8 ملايين شخص).
وإضافة إلى "القوات الديمقراطية المتحالفة"، يعاني شرق الكونغو من وجود أكثر من 100 ميليشيا مسلحة.
وتعاني المنطقة من انتشار وباء إيبولا أيضا.