إذا نظرت إلى الكبريت المحترق، قد يبدو لك المنظر ساحرا ويعجبك اللهب الأزرق المتوهج. لكن هذا المنظر الخادع يخفي وراءه الكثير من الخطورة.
عندما يحترق الكبريت ينتج عنه ثاني أكسيد الكبريت (SO2)، وهو غاز مميت. ورغم أنه عديم اللون، تميزه بسهولة رائحته اللاذعة الشبيهة بالبيض الفاسد.
ويصنفه المعهد الوطني للسلامة والصحة المهنية في أميركا ضمن لائحة العناصر التي تشكل "خطورة فورية على الحياة أو الصحة".
وعندما يتلامس ثاني أكسيد الكبريت مع الماء يتحول إلى حمض الكبريت (H2SO3). وهو خطير أيضا، ويمكن أن يحدث هذا بسهولة. فمجرد استنشاق الهواء إلى رئتيك المليئتين بالرطوبة، يحفز هذا التفاعل.
حمض الكبريت هو أيضا أحد مكونات الأمطار الحمضية ذات التأثيرات المدمرة على البيئة.
وتتكون الأمطار الحمضية بسبب مركبات النيتروجين والكبريت الناتجة عن الأنشطة البشرية والتي تتفاعل في الجو لتكوّن الأحماض.
فيما يلي أهم مخاطر غاز ثاني أكسيد الكبريت، الناتج عن الكبريت المحترق، في حالات:
• الاستنشاق
شديد السمية، يمكن أن يسبب الموت. فعند استنشاقه بتركيزات منخفضة، يسبب تهيجا شديدا في الأنف والحنجرة، ويضر بالشعب الهوائية. أما في حالة التركيزات العالية، فيصير مهددا للحياة بسبب التراكم الهائل للسوائل في الرئتين. (الوذمة الرئوية).
قد تشمل الأعراض السعال وضيق التنفس. ويمكن أن يؤدي التعرض، ولو لمرة واحدة، لتركيز عال إلى حالة مرضية طويلة الأمد مثل الربو.
وحسب منظمة الصحة العالمية، فإن "التعرض لمستويات عالية من الأبخرة المتصاعدة من حرائق الكبريت يمكن أن يسبب الغثيان، والتقيؤ، وآلاما في المعدة وتآكلا في الشعب الهوائية والرئتين".
وتضيف المنظمة أن "مرضي الربو، وغيره من أمراض الجهاز التنفسي المزمنة وأمراض القلب، أكثر حساسية للدخان وهم أكثر عرضة لتطوير الآثار الصحية. ومن الممكن أن تتسبب أكاسيد الكبريت (أول أو ثاني أو ثالث أكسيد الكبريت) في زيادة نوبات الربو حتى في مستويات التعرض المنخفضة".
• ملامسة الجلد
يمكن أن يؤدي ثاني أكسيد الكبريت إلى تهييج أو حروق في الجلد، وحتى ندوب دائمة. وقد يؤدي الاتصال المباشر بالغاز المسال إلى تبريده فيجمد الجلد (frostbite).
• الاتصال العين
يمكن للغاز أن يهيج أو يحرق العينين. وقد يؤدي إلى ضرر دائم بما في ذلك العمى. فالاتصال المباشر مع الغاز المسال يمكن أن يجمد العين.
ويعد ثاني أكسيد الكبريت أثقل من الهواء لذلك يتجه الي أسفل الى الأرض، ما يجعل الأطفال أكثر من غيرهم عرضة للخطر، خاصة أنهم يتنفسون نسبياً أكثر من الكبار. ويكون من السهل أن يتأثر الجهاز التنفسي للأطفال بشكل أسرع لصغر حجم الممرات الهوائية، حسب منظمة الصحة العالمية.