لهيب النار الأزرق من بركان كاواه إجن في أندونيسيا
لهيب النار الأزرق من بركان كاواه إجن في أندونيسيا

إذا نظرت إلى الكبريت المحترق، قد يبدو لك المنظر ساحرا ويعجبك اللهب الأزرق المتوهج. لكن هذا المنظر الخادع يخفي وراءه الكثير من الخطورة.

عندما يحترق الكبريت ينتج عنه ثاني أكسيد الكبريت (SO2)، وهو غاز مميت. ورغم أنه عديم اللون، تميزه بسهولة رائحته اللاذعة الشبيهة بالبيض الفاسد.

ويصنفه المعهد الوطني للسلامة والصحة المهنية في أميركا ضمن لائحة العناصر التي تشكل "خطورة فورية على الحياة أو الصحة".​

​​​وعندما يتلامس ثاني أكسيد الكبريت مع الماء يتحول إلى حمض الكبريت (H2SO3). وهو خطير أيضا، ويمكن أن يحدث هذا بسهولة. فمجرد استنشاق الهواء إلى رئتيك المليئتين بالرطوبة، يحفز هذا التفاعل.

حمض الكبريت هو أيضا أحد مكونات الأمطار الحمضية ذات التأثيرات المدمرة على البيئة.

وتتكون الأمطار الحمضية بسبب مركبات النيتروجين والكبريت الناتجة عن الأنشطة البشرية والتي تتفاعل في الجو لتكوّن الأحماض.​

فيما يلي أهم مخاطر غاز ثاني أكسيد الكبريت، الناتج عن الكبريت المحترق، في حالات:

• الاستنشاق

شديد السمية، يمكن أن يسبب الموت. فعند استنشاقه بتركيزات منخفضة، يسبب تهيجا شديدا في الأنف والحنجرة، ويضر بالشعب الهوائية. أما في حالة التركيزات العالية، فيصير مهددا للحياة بسبب التراكم الهائل للسوائل في الرئتين. (الوذمة الرئوية).

قد تشمل الأعراض السعال وضيق التنفس. ويمكن أن يؤدي التعرض، ولو لمرة واحدة، لتركيز عال إلى حالة مرضية طويلة الأمد مثل الربو.

وحسب منظمة الصحة العالمية، فإن "التعرض لمستويات عالية من الأبخرة المتصاعدة من حرائق الكبريت يمكن أن يسبب الغثيان، والتقيؤ، وآلاما في المعدة وتآكلا في الشعب الهوائية والرئتين".

وتضيف المنظمة أن "مرضي الربو، وغيره من أمراض الجهاز التنفسي المزمنة وأمراض القلب، أكثر حساسية للدخان وهم أكثر عرضة لتطوير الآثار الصحية. ومن الممكن أن تتسبب أكاسيد الكبريت (أول أو ثاني أو ثالث أكسيد الكبريت) في زيادة نوبات الربو حتى في مستويات التعرض المنخفضة".

• ملامسة الجلد

يمكن أن يؤدي ثاني أكسيد الكبريت إلى تهييج أو حروق في الجلد، وحتى ندوب دائمة. وقد يؤدي الاتصال المباشر بالغاز المسال إلى تبريده فيجمد الجلد (frostbite).

• الاتصال العين

يمكن للغاز أن يهيج أو يحرق العينين. وقد يؤدي إلى ضرر دائم بما في ذلك العمى. فالاتصال المباشر مع الغاز المسال يمكن أن يجمد العين.

ويعد ثاني أكسيد الكبريت أثقل من الهواء لذلك يتجه الي أسفل الى الأرض، ما يجعل الأطفال أكثر من غيرهم عرضة للخطر، خاصة أنهم يتنفسون نسبياً أكثر من الكبار. ويكون من السهل أن يتأثر الجهاز التنفسي للأطفال بشكل أسرع لصغر حجم الممرات الهوائية، حسب منظمة الصحة العالمية.

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

العمليات غير المشروعة لتهريب النفط والغاز المسال تولد مئات الملايين من الدولارات لحزب الله. (أرشيفية-تعبيرية(
العمليات غير المشروعة لتهريب النفط والغاز المسال تولد مئات الملايين من الدولارات لحزب الله. (أرشيفية-تعبيرية(

فرضت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأربعاء، عقوبات على شبكة لبنانية تتهمها بتهريب النفط والغاز المسال للمساعدة في تمويل جماعة حزب الله اللبنانية.

وذكرت وزارة الأميركية في بيان على موقعها الإلكتروني أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لها فرض عقوبات على 3 أفراد و5 شركات وسفينتين متورطين في تهريب النفط والغاز البترولي المسال لتوليد الإيرادات لحزب الله.

وأوضح البيان أن الشبكة، التي تتألف من رجال أعمال وشركات لبنانية ويشرف عليها أحد كبار قادة فريق تمويل حزب الله، سهلت شحن عشرات شحنات الغاز البترولي المسال إلى حكومة سوريا، ووجهت الأرباح إلى حزب الله.

وأشارت إلى أن العمليات غير المشروعة لتهريب النفط والغاز البترولي المسال تولد مئات الملايين من الدولارات لحزب الله، وتدعم الأنشطة الإرهابية للمجموعة.

وقال وكيل وزارة الخزانة بالوكالة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، برادلي تي سميث: "يواصل حزب الله إطلاق الصواريخ على إسرائيل وتأجيج الاضطراب الإقليمي، ويختار إعطاء الأولوية لتمويل العنف على رعاية الأشخاص الذين يدعي أنه يهتم بهم، بما في ذلك عشرات الآلاف من النازحين في جنوب لبنان".

وأضاف: "وستواصل وزارة الخزانة تعطيل شبكات تهريب النفط وغيرها من شبكات التمويل التي تدعم آلة الحرب التابعة لحزب الله".

وصنفت وزارة الخارجية الأميركية حزب الله جماعة إرهابية في 31 أكتوبر 2001.

وذكرت وزارة الخزانة في بيانها أنها اتخذت إجراءات متسقة لاستهداف الأفراد المتورطين بشكل مباشر أو غير مباشر في عمليات تمويل حزب الله التي توفر عائدات بالغة الأهمية للمنظمة.

ووفقا للبيان، من بين المسؤولين البارزين في حزب الله المشاركين في هذه الجهود محمد قصير، ومحمد قاسم البزال، اللذين يديران قناة لنقل غاز البترول المسال ومشتقات النفط الأخرى نيابة عن حزب الله ويتلقيان مدفوعات مباشرة مقابل بيعها.

وفي 15 مايو 2018، صنف مكتب مراقبة الأصول الأجنبية قصير لعمله لصالح حزب الله أو نيابة عنه كقناة أساسية للصرف المالي من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إلى حزب الله.

وفي 20 نوفمبر 2018، صنف مكتب مراقبة الأصول الأجنبية البزال، أحد شركاء قصير، لدعمه لحزب الله.

كما اتخذ مكتب مراقبة الأصول الأجنبية سلسلة من الإجراءات التي تستهدف عمليات تهريب النفط لحزب الله، بما في ذلك إجراء في 31 يناير 2024 استهدف شبكة حزب الله وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي التي حققت إيرادات بمئات الملايين من الدولارات من خلال بيع السلع الإيرانية بما في ذلك النفط، ومعظمها للحكومة السورية.

وأوضح البيان أن الشبكة التي تم تصنيفها اليوم تشمل مسؤولًا آخر رفيع المستوى في فريق تمويل حزب الله، ورجلي أعمال لبنانيين يوفران واجهة مشروعة على ما يبدو لتسهيل جهود حزب الله في تهريب النفط. وسهلت هذه الشبكة عشرات شحنات غاز البترول المسال إلى حكومة سوريا، بالعمل مع المسؤول في النظام السوري ياسر إبراهيم، الذي أدرجته وزارة الخارجية في 20 أغسطس 2020 لدوره في صفقات تجارية فاسدة استفاد منها الرئيس السوري الأسد.

وأشار البيان إلى أنه اعتبارًا من أواخر عام 2023، تولى المسؤول في حزب الله، محمد إبراهيم حبيب السيد، مسؤولية بعض الأعمال التجارية لحزب الله من البزال. وسافر السيد سابقًا مع البزال إلى جنوب شرق آسيا لتنسيق صفقات النفط المحتملة في المنطقة لفريق تمويل حزب الله. كما عمل كمحاور بين البزال ورجل الأعمال اللبناني علي نايف زغيب بشأن مشروع نفطي في موقع مصفاة في الزهراني بلبنان.

ووفقا لبيان الوزارة، فمنذ أواخر عام 2019 على الأقل، قدم زغيب، الخبير في كيمياء البترول، المشورة والمساعدة لفريق التمويل التابع لحزب الله خلف الكواليس، والتقى مع القصير والبزال لتنسيق أنشطتهم. وبصفته عضوًا في شبكة تهريب النفط التابعة لحزب الله، أمّن زغيب خزانات لتخزين، ربما النفط، نيابة عن حزب الله.

وأكد البيان أن القصير والبزال باعتبارهما من كبار مسؤولي حزب الله، حققا ربحًا من صفقات الغاز البترولي المسال مع زغيب الذي التقى بنائب لبناني واحد على الأقل تابع لحزب الله لمناقشة تمويل مشاريع النفط التابعة لحزب الله. كما نسق الزغيب مع ممول حزب الله، محمد إبراهيم بزي، بشأن المفاوضات التجارية. وفي 17 مايو 2018، أدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بزي لدعمه حزب الله.

كما يشارك رجل الأعمال اللبناني بطرس جورج عبيد في صفقات الطاقة لحزب الله، ويملك بشكل مشترك العديد من الشركات مع زغيب، بحسب البيان.

ولذلك لفت البيان أنه تم إدراج السيد وزغيب وعبيد لمساعدتهم ماديًا أو رعايتهم أو تقديم الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي أو السلع أو الخدمات لحزب الله أو لدعمه.

كما أدرجت وزارة الخزانة الشركة الأوروبية اللبنانية للتجارة الدولية التي يمثلها البزال وكانت مسؤولة عن عشرات شحنات غاز البترول المسال، التي قامت بها نقالات غاز البترول المسال "ألفا" و"مارينا" إلى ميناء بانياس في سوريا لصالح شركة "حقول"، والتي تم تصنيفها في 4 سبتمبر 2019 لكونها مملوكة أو خاضعة لسيطرة البزال.

وأوضحت الوزارة أن البزال استخدم شركة "إليت" لتغطية نفقات التشغيل لشركتي تشغيل السفن "ألفا، ومارينا"، وبناء على ذلك، تم إدراج كل من "إليت" و"ألفا" و"مارينا" كممتلكات لحزب الله مصلحة فيها.