العالم

نيجيريا.. الحكومة تحظر "ممثل الشيعة" الأبرز

29 يوليو 2019

أعلنت الرئاسة النيجيرية حظر "الحركة الإسلامية في نيجيريا" الشيعية بعد سلسلة من التظاهرات سقط فيها قتلى في العاصمة أبوجا.

وتطالب الحركة بإطلاق زعيمها إبراهيم زكزكي الموجود في السجن منذ ديسمبر 2015. وينظم أتباعه مظاهرات دائمة للضغط من أجل إطلاق سراحه.

والأسبوع الماضي فقط، تجددت المواجهات مرة أخرى بين متظاهري الحركة، الممثل الأبرز للأقلية الشيعية، والشرطة النيجيرية في العاصمة أبوجا مخلفة ثمانية قتلى بينهم صحافي وضابط شرطة.

وقالت الرئاسة في بيان إنه "كان على الحكومة التحرك قبل خروج الوضع عن السيطرة بعدما حذرت مرات عدة من أنه يجب عدم استخدام الدين بهدف انتهاك القوانين".

ويدعو زكزكي، 66 عاما، إلى ثورة إسلامية شبيهة بالثورة الإيرانية سنة 1979، في بلد يشكل السنة غالبية المسلمين فيه.

وكثيرا ما تنتهي تظاهرات أتباعه بمواجهات مع رجال الشرطة كما حدث قبل ثلاث أسابيع، حيث ألقي القبض على 38 منهم وقدموا للمحاكمة.

لكن الحركة تؤكد على الطابع السلمي لتظاهراتها وتتهم الحكومة باستهدافها، فيما تطالب المنظمات الحقوقية، مثل منظمة العفو الدولية، "السلطات بالامتناع عن قمع المتظاهرين الشيعة بالقوة".

اعتقال أحد أتباع حركة نيجيريا الإسلامية عقب تظاهرات 11 تموز/يوليو 2019.

​​​​​مذبحة زاريا

يبلغ عدد سكان نيجيريا 177 مليون نسمة، موزعين بشكل متساو على المسيحية البروتستانتية والإسلام السني، فيما يشكل الشيعة أقلية صغيرة تنشط بقوة.

وتتركز الأقلية الشيعية في ولايات كانو وسكوتو وكادونا. وتعد مدينة زاريا في كادونا معقلها الرئيسي. وفيها ولد زعيم الحركة إبراهيم زكزكي.

تأثر زكزكي بأفكار سيد قطب وآية الله الخميني. وأسس منذ كان طالبا في الجامعة حركة نيجريا الإسلامية. وفي حوار مع وكالة "فارس نيوز" الإيرانية، قال ابنته بديعة إن أباها التقى الخميني مرتين، وحضر سنة 1980 في طهران احتفال الذكرى الأولى للثورة الإيرانية.

اعتقل أكثر من مرة في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، وانشق عنه فريق سنة 1995 وشكل تنظيما جديدا تحت اسم "جماعة التجديد الإسلامي".

يدعو زكزكي إلى ثورة إسلامية شبيهة بالثورة الإيرانية.

​​لكن حركته استمرت في التوسع، حتى صارت تسمى في وسائل الإعلام بـ"حزب الله النيجري"، وهي تحظى بدعم إيراني.

وكانت سنة 2015 محورية في تاريخ الحركة الشيعية، فقد شهدت أحداثا دامية راح ضحيتها المئات من أتباع زكزكي في مدينة زاريا قدرتهم وسائل الإعلام بـ600 شخص.

ودمر الجيش أيضا منزل زعيم الحركة الشيخ، إبراهيم زكزكي الذي أصيب بعيارات نارية قبل اعتقاله، فيما قتل نائبه محمد محمود توري.

واعتقلت أيضا زوجة زكزكي وما زالت تقبع في السجن، كما دمرت حسينية مدينة زاريا بالكامل.

متظاهر يرفع صورة الشيخ إبراهيم زكزكي الذي يبقع في السجن منذ أربع سنوات

​​​​​وحينها، لم تعلن السلطات النيجيرية حصيلة رسمية للقتلى الذين سقطوا في يومين متتاليين من الاشتباكات في زاريا، لكن وكالة الصحافة الفرنسية قالت إن دلائل تشير إلى مقتل حوالي 600 شخص.

أما منظمة العفو الدولية فقالت  إن 347 مشاركا في الموكب معظمهم عزل، قتلوا ودفنوا في حفر جماعية بأيدي عسكريين.

وبدورها أشارت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إلى أن "300 شخص على الأقل" قتلوا في زاريا عندما أطلق عليهم أفراد الجيش النار "دون أي استفزاز".

أمرت المحكمة بإطلاق سراح زكزكي، لكن الحكومة لم تمتثل.

​​إلا أن القيادة العليا للجيش النيجيري وصفت تلك الاتهامات بأنه "لا أساس لها من الصحة".

وقال الجيش حينها إن الحركة الإسلامية في نيجيريا حاولت اغتيال رئيس أركانه بوراتاي، عندما اعترض أعضاء منها طريق موكبه. وهو ما نفته الحركة.

ولاحقا، اعترف تقرير رسمي لولاية كادونا بأن الجيش تحرك بشكل غير متناسب في مواجهة ما حدث، وأن العسكريين المتورطين يجب أن يعاقبوا، لكن لم تتم ملاحقة أحد.

وفي كانون الأول/ديسمبر 2016 أمرت محكمة فدرالية بإطلاق سراح زكزكي وزوجته. لكن الحكومة لم تمتثل للقرار ووجهت إليهما تهما جديدة.

ولاية فقيه "نيجيرية"

تضم نيجيريا بضعة آلاف من المسلمين الشيعة يستلهمون فكر الثورة الإسلامية التي شهدتها إيران سنة 1979. ولا يخفي أتباع الحركة الإسلامية النيجيرية تأثرهم الواضح بفكر الثورة الإيرانية، وإيمانهم بنظرية ولاية الفقيه.

ومباشرة بعد أحداث زاريا، احتجت إيران رسميا لدى نيجيريا على هجوم الجيش، وأجرى الرئيس حسن روحاني اتصالا بنظيره النيجيري محمد بخاري.

وطلب روحاني معلومات عن مصير زعيم "الحركة وتشكيل "لجنة تحقيق" حول الأحداث.

​​​واستدعت طهران القائم بالأعمال النيجيري إلى مقر وزارة الخارجية، بينما اتصل وزير خارجيتها جواد ظريف بنظيره النيجيري جيفري أونياما.

وكرمت الحكومة الإيرانية سنة 2015 الشيخ زكزكي، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ36 للثورة الإيرانية.

​​​​وتعد الحركة الإسلامية في نيجيريا أحد أعمدة نشر المذهب الشيعي في غرب افريقيا. وشرع زعيمها في الترويج للمذهب بدءا من سنة 1979، متأثرا بالثورة الإيرانية التي أسقطت الشاه في العام نفسه.

 

 

مواضيع ذات صلة:

يمثل متهم بضحايا العنف الجنسي لأول مرة أمام المحكمة الجنائي الدولية/Shutterstock
وفقا لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية العراقية، اختطف داعش أكثر من 6400 أيزيدي، أكثر من نصفهم نساء.

يحل اليوم 19 حزيران/يونيو  اليوم الدولي للقضاء على العنف الجنسي في حالات النزاع، بحسب تصنيف الأمم المتحدة. وهو يشير إلى العنف الجنسي الذي يتعرض له نساء ورجال على حد سواء في مناطق النزاعات.

في السنوات الأخيرة، شهدت مناطق عدة في العالم حروبا ونزاعات مسلحة عرضت النساء والرجال لاضطهاد جنسي، بينما أفلت الفاعلون من العقاب أغلب الأحوال.

العراق

​​ تعرضت مئات الأيزيديات في العراق للاستعباد والاسترقاق الجنسي بعد الهجوم الذي شنه تنظيم داعش على معقل الطائفة الأيزيدية في شمالي البلاد، صيف 2014.

ووفقا لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية العراقية، اختطف داعش بين آب/أغسطس 2014 وتموز/يوليو 2017 أكثر من 6400 أيزيدي، أكثر من نصفهم نساء.

ونجح قرابة 3000 منهم في الهرب، فيما ما يزال مصير مثل هذا العدد مجهولا.

​​بعد التحرير، استمر تعرض النساء للعنف الجنسي أيضا.

وتفيد تقارير لمنظمات حقوقية أن نازحات كن على صلة بعناصر داعش تعرضن لانتهاكات واعتداءات جنسية من قبل عاملين في مخيمات النزوح، وأحيانا من قبل رجال الأمن ومسلحين من الميليشيات.

وحسب مقابلات أجرتها منظمة العفو الدولية مع 92 امرأة في ثمانية مخيمات بين  تشرين الأول/أكتوبر2017 ومارس/ آذار 2018، أكدت هؤلاء النسوة دخولهن في علاقات جنسية مع إدارييين استخدموا وسائل للضغط عليهن للقبول.

 

سورية

في شهر شباط/فبراير الماضي، كشفت تقارير صحافية تعرض سيدات سوريات للابتزاز الجنسي من قبل موظفي إغاثة محليين في جنوب سورية.

واضطرت كثير من السوريات إلى التخلي عن تلقي المساعدات في مراكز التوزيع خوفا من التعرض للاستغلال الجنسي.

وقال تقرير للأمم المتحدة، بعنوان "أصوات من سوريا 2018"، إن المساعدات الإنسانية يجري تبادلها مقابل الجنس في الكثير من المحافظات السورية.

وأورد التقرير أن موظفي إغاثة يعرضون على النساء تمكينهن من المساعدات الغذائية مقابل "قضاء ليلة معهن"، وفق ما نشرت شبكة بي بي سي البريطانية.

وتؤكد الأمم المتحدة أن هذه الوضعية مستمرة منذ ثلاث سنوات.

اليمن

يتعرض اليمنيون الغارقون في الحرب منذ سنوات للعنف الجنسي أيضا.

صندوق الأمم المتحدة للسكان أكد في تقرير أصدره في مارس/آذار 2018 أن 60 ألف سيدة يمنية قد تواجه خطر العنف الجنسي، بما فيه الاغتصاب.

ولكن تبقى غالبية الحالات غير معلنة ما يصعب معرفة الوضع الحقيقي للنساء اليمنيات أُثناء الحرب.

نيجيريا

في نيجيريا، حيث تنشط جماعة بوكو حرام الإرهابية، تعرضت مئات النساء للعنف  الجنسي على يد الجماعة المتطرفة وعلى يد القوات الأمنية النيجيرية أيضا، حسب منظمات حقوقية.

واختطفت بوكو حرام في مناسبتين، سنة 2014 و2018، قرابة 400 فتاة نيجيرية بعضهن في سن العاشرة.

على الطرف الآخر، وثقت منظمة العفو الدولية ما قالت إنها انتهاكات جنسية نفذتها القوات الأمنية ضد نازحات.

وقالت المنظمة، في تقرير نشرته الشهر الفائت بعنوان "قاموا بخيانتنا"، إن عناصر من القوات الأمنية فصلوا النساء عن الرجال في مخيمات نائية في ولاية بورنو شمال شرق نيجيريا منذ 2015.​ وقاموا باغتصابهن، أحيانا مقابل الحصول على الطعام.

​​​

للذكور نصيب!

طال العنف الجنسي الذكور أيضاً.

هذا ما أشارت دراسة أجرتها مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في مخيمات للاجئين سوريين في ثلاث دول: الأردن ولبنان والعراق (إقليم كردستان).

وأفاد استبيان شمل 196 لاجئا في تشرين/أكتوبر 2016 أن نسبة الذكور الذين تعرضوا للعنف الجنسي تتراوح بين 20 و27 في المئة، حسب المخيم.

​​​​دون عقاب!

في شهر نيسان/أبريل الماضي، مثل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي (هولندا) لأول مرة متهم من مالي لتورطه في جرائم اضطهاد جنسي واسترقاق، عندما كان مسؤولا رفيعا في جماعة متطرفة تغلغلت في مناطق واسعة شمال البلاد.

وقبل الحسن أغ عبد العزيز، لم يسبق لمتهم باقتراف جرائم استرقاق واستعباد جنسي أن حوكم أمام المحكمة الدولية.

​​