تحول طلاق المغنّي اللبناني وائل كفوري إلى قضية رأي عام مؤخراً، وانشغلت وسائل الإعلام العربية بالسجال المتداول بينه وزوجته أنجيلا بشارة ومحاميها أشرف الموسوي، بالإضافة للسجال بين مناصريه ومناصري زوجته، وأبرزت الإعلامية نضال الأحمدية دفاعاً مستميتاً عنه وتهديدات لزوجته بفضحها.
وائل كفوري إبن زحلة.. إسم لبناني كبير منشوف حالنا فيه بلبنان والعالم العربي..ممنوع الإساءة إلو ولا لأهل زحلة..#وائل_كفوري_خط_أحمر #زحلة_خط_أحمر@waelkfoury pic.twitter.com/0C5Ys5ZzU0
— Naji Osta (@OstaNaji) August 15, 2019
القضية انتقلت من الحيّز العائلي الشخصي البحت إلى سيرة بين الناس، فمن جهة يصدق الكثيرون والكثيرات رواية بشارة وتأكيدها على وجود صور تبيّن العنف الجسدي الذي تعرضت له، ومن جهة أخرى يلاقي كفوري تضامناً أشبه بالشعبي رغم صمته وامتناعه عن توكيد أو نفي الاتهامات الموجهة إليه.
أنت ترى مطرباً غنى لأكثر من ربع قرن عن الحب واللوعة والشوق والفراق والخيانة، ولقبّه الناس بـ"ملك الرومانسية"، يقف في الشارع، حوله أهالي بلده، منتفضين له، يدعمونه بعبارات مثل "وائل كفوري خط أحمر.. أهالي زحلة خط أحمر.. بنولع الدنيا كرماله" تشعر أنك تشاهد موسماً جديداً من مسلسل "الهيبة".
#وائل_كفوري يرد على الحملة المسيئة ضده#الجرس pic.twitter.com/xn1ktwEpcg
— مجلة الجرس 🔔 (@AlJarasMagazine) August 16, 2019
مجرد لجوء شخصية عامة متل المغني وائل كفوري لجمع مناصرين والتظاهر والتمترس خلف حماية مناطقية (زحلة) وعبارات ذكورية رخيصة (خط أحمر وأسود ورجال ومدري شو) فهيدا يضفي المزيد من الشكوك ويدعم رواية الزوجة بأنه شخص عنيف وذكوري.المشكلة بجمهور يعتبر أن العنف ضد المرأة شأن خاص بل ومبرر.
— ديانا مقلد Diana Moukalled (@dianamoukalled) August 16, 2019
ما عندي ذرَّة احترام لَ يلِّي متضامن مع #وائل_كفوري المعنِّف معنِّف، إن كان فنَّان مشهور أو فلَّاح ما حدا سامع فيه.مش لأن فنَّان بينوجدلو تبريرات، ومش لأن مشهور بدنا نستِّر.أنجيلا أكّدت التالي:موضوع العنف ليس جديداً. حدث مرّة فتطلّب الأمر نقلي إلى المستشفى.1
— Larissa Abou Harb (@AbouHarbLarissa) August 16, 2019
#حقوق_النساء_الخط_الاحمرمن هالمقابلة بس بتقدروا تشوفوا قديش #وائل_كفوري شخص مهزوز وذكوري..مشروع ليلى اسبوع كامل ليل بنهار تعرضوا للهجوم وهون المعنف اللي من الف سنة عليه اخبار انو معنف الشعب واقف بصفه ومعتبره الاسد البطل..اذا البلد اللي عايشين فيها غابة مش ضروري نصير حيوانات! pic.twitter.com/rbailkEeQS
— Sahir | ساهِر (@SahirBt) August 17, 2019
وقبل، كان الفنان سعد المجرّد، المتهم بأكثر من قضية تحرش واغتصاب، وكان ممنوعاً عن السفر في فرنسا، لكن كل ما جرى لم يفقده الكثير من الشعبية والمعجبين، وحققت أغنيته الأخيرة (انساي) مع الفنان المصري محمد رمضان نحو 100 مليون 300 ألف مشاهدة في يوتيوب خلال شهر واحد.
فيما حاز لاعب المنتخب المصري لكرة القدم عمر وردة على دعم شعبي وتعاطف كبير بعد واقعة التحرش الجنسي، وأعيد للفريق بعدما تم استبعاده مستكملاً اللعب في دوري أبطال أفريقيا.
Women must be treated with the utmost respect. “No” means “no”. Those things are and must remain sacred. I also believe that many who make mistakes can change for the better and shouldn’t be sent straight to the guillotine, which is the easiest way out.
— Mohamed Salah (@MoSalah) June 26, 2019
وبسبب تغريدة لنجم منتخب "ليفربول" الإنجليزي، المصري محمد صلاح، وبدا فيها متعاطفاً مع وردة، تبعتها إعادته للفريق، رجحت وسائل الإعلام تدخلّه لصالحه، لكن وفي لقاء مع "سي إن إن" الأميركية، أكد صلاح أنه "لا يتحمل مسؤولية إعادة وردة" مضيفاً "المتحرشون جنسياً يحتاجون إلى علاج وإعادة تأهيل حتى لا يتكرر الأمر"، علماً بثبوت أكثر من قضية تحرّش جنسي ارتكبها وردة خلال السنوات الفائتة.
في مقابلة حصرية مع CNN.. هل فكر #محمد_صلاح في اعتزال اللعب مع المنتخب المصري وهل تدخل في أزمة #عمرو_وردة؟ https://t.co/VDnR7L8Jgx @MoSalah @BeckyCNN @CNNConnect#محمد_صلاح_مع_CNN pic.twitter.com/dPn4TNcwBZ
— CNN بالعربية (@cnnarabic) August 20, 2019
وربما كانت أشهر القضايا إثبات نسب توأم الممثلة المصرية زينة للممثل المصري أحمد عز، وامتدت ثلاث سنوات في المحاكم ووسائل الإعلام حتى إثبات نسبه وانتصار زينة في معركتها، ولم تنته المسألة هنا، إذ سيعود كلاهما للمحكمة الأسبوع المقبل من أجل مسألة جديدة تتعلق بنفقة طفليها.
حد يعمل كدة في نفسه يا عز!Al Masry Al Youm - المصري اليوم: «زينة» تطالب بزيادة نفقة توأمها من أحمد عز: «قدمت تحريات عن أجره في الممر».https://t.co/n6bdp2BfByvia @GoogleNews
— Hazem El Mohandes (@Hazemohandes) August 19, 2019
وفي ميزان المقارنة بين المعتدي صاحب السلطة والشهرة في الدول العربية ونظيره في دول أجنبية، تبدو نتائج حملة "Me Too" دليلاً على أن الشهرة والمنصب والمال ليس لها أي اعتبار حين يُدان المتهم، وأحياناً لمجرد اتهامه.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، نشرت تحقيقاً جمعت فيه 201 شخص خسروا أعمالهم ومناصبهم وشهرته بسبب تهم التحرّش الموجهة إليهم، ضمن حملة "مي تو - أنا أيضاً".
وربما كان أشهرهم الممثل كيفن سبيسي، الذي حقق نجاحاً منقطع النظير في مسلسل "هاوس اوف كاردس"، لكن وبعد إدانته بالتحرّش أوقف عن إتمام العمل في هذا الدور للجزء الأخير من المسلسل، كما استبدل بممثل آخر في فيلم "All the money in the world" الذي كان من المقرر أن يؤدّيه.
أسماء عديدة لممثلين ومنتجين وصانعي أفلام ومدراء شركات في قائمة الشخصيات المذكورة، لم تحصننها لا السّمعة ولا الشهرة ولا الفئات الشعبية، خسرت في طرفة عين أمجاد عقود من العمل والخبرة، رغم أن العديد منهم نفى التهم المنسوبة إليه ورغم اعتذارهم الشديد إذا كانوا أخطأوا من دون قصد أو أساؤوا الفهم، مثل مورغان فريمان.