كورونا وحرب وارتفاع أسعار في اليمن
رغم عدم تسجيل أي إصابة بفيروس كورونا حتى الآن في اليمن، إلا أن أسعار المواد الغذائية في صنعاء وعدن ارتفعت بشكل جنوني مع حالة الهلع القائمة من فيروس كورونا القاتل.
وسجل سعر صرف الريال اليمني اليوم مقابل الدولار (596 ريال مقابل الدولار الواحد) في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وسجل في محافظة عدن العاصمة المؤقتة للبلاد (656 ريالا مقابل الدولار الواحد).
وكان سعر الصرف بنهاية يناير الماضي في صنعاء (570 ريالا للدولار)، وفي عدن (620 ريالا للدولار الواحد)، فيما كان مستقرا قبل الحرب عند 215 ريالا.
استغلال
يقول سعيد مصلح، إن تزامن أزمة كورونا مع قرب شهر رمضان أدى إلى رفع "الأسعار بشكل غير معقول، نحن لا نستطيع تحمل ذلك وضعنا سيء جدا بسبب الحرب".
ويضيف المواطن اليمني لموقع (ارفع صوتك) أن "الأسعار تختلف أيضا من محل إلى آخر هناك تلاعب كبير واستغلال للناس في ظل هذه الأزمة المسماة كورونا".
ويؤكد سعيد أن وزارة الصناعة والتجارة غائبة تماما ولا دور لها يذكر في الرقابة على المحلات التجارية.
أرقام حول الأسعار
وارتفعت أسعار اللحوم والسلع الأساسية والخضروات والمعلبات بشكل متفاوت على الرغم من انخفاض أسعار النفط عالميا ومحليا.
ووصل حاليا سعر كيلوجرام واحد من لحم الخروف في صنعاء إلى 7000 ريال (11.7 دولار أمريكي)، مقارنة بـ 6000 ريال (10 دولارات) قبل حوالي ثلاثة أشهر، و 1500 ريال (2.5 دولار) عام 2011.
وبلغ سعر لحم الدواجن المحلية 3000 ريال يمني للدجاجة متوسطة الحجم، مقابل 2500 قبل ثلاثة أشهر، و 800 ريال قبل عام 2014.
وقبل الحديث عن كورونا، كان سعر الكيلو جرام من التمر بـ900 ريال. أما الآن فيتجاوز 1200 ريال.
وارتفع سعر السكر (50 كجم) البرازيلي إلى نحو 18 ألف ريال يمني، مقارنة بـ 16 ألف ريال قبل ثلاثة أشهر، و8 آلاف ريال عام 2014.
وكان متوسط سعر الأرز التايلندي (50 كجم) بـ 15 ألف ريال، ليصل مؤخرا إلى أكثر من 17 ألف ريال، وكالمثل ارتفعت أسعار مختلف أنواع الأرز الأخرى.
وارتفع سعر دقيق القمح (50 كجم) ما بين 1000 إلى 2000 ريال بعد تفشي كورونا في الدول المجاورة والعالم، وكالمثل بالنسبة للزيوت.
كما ارتفع سعر 25 كجم من الحليب من 47 ألف ريال إلى حوالي 52 ألف ريال بسبب أزمة كورونا.
احتيال غير مبرر
ويلقي محمد طاهر، وهو مالك سوبرماركت صغير لبيع المواد الغذائية في صنعاء، باللوم في ارتفاع الأسعار على "التجار الجشعين"، ويقول "رفعوا الأسعار بشكل جنوني بمجرد الحديث عن كورونا، البعض منهم يبرر أن السبب اغلاق المنافذ وعدم إمكانية وصول مواد أساسية وغذائية خلال الفترة القليلة المقبلة، والبعض الآخر يتخوف من حظر التجوال وبالتالي رفعوا الأسعار".
ويضيف محمد لموقعنا، أن "المواطنين أيضا تسببوا بأزمة خاصة الذين ظروفهم جيدة أقبلوا على الشراء بكميات كبيرة وهذا دفع البائعين إلى استغلال الوضع ورفع الأسعار".
ويشير إلى أن هذا الوضع يؤثر سلبا على غالبية المواطنين الذين يشترون احتياجاتهم بشكل يومي وغير قادرين على تخزين كميات كبيرة من السلع.
وتتفاجأ ثريا ناصر، وهي سيدة يمنية وأم لأربعة أطفال، من اختلاف الأسعار للمادة الواحدة بين المحلات.
وتقول "كل بقالة وسوبر ما ركت تبيع بسعر مختلف، للأسف لا توجد رقابة على الأسعار هنا في اليمن".
المواد الطبية
صحيا، ارتفع سعر العلبة الصغيرة من الكمامات من 400 ريال يمني (0.67 دولار أميركي) قبل ظهور فيروس كورونا إلى حوالي 4000 ريال (6.7 دولار أميركي) حاليا، قبل أن تنعدم كليا من بعض الأسواق في بعض المدن اليمنية.
كما ارتفعت أسعار المعقمات ومواد النظافة بشكل متفاوت.
ولم تسجل اليمن أي حالة إصابة مؤكدة بفيروس كوفيد-19.
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن ألطف موساني، الاثنين الماضي، إنه "في الإقليم الذي نقيم فيه تبقى اليمن هي الدولة الوحيدة التي لم تسجل أي إصابات بالوباء العالمي حتى صباح أمس الأحد".
وأعلنت السلطات الصحية المنقسمة بين عدن وصنعاء، تجهيز محاجر طبية بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، في المحافظات اليمنية، مع تزايد حالات الإصابة في دول الجوار الخليجي وعلى وجه الخصوص السعودية وسلطنة عمان.
لا رواتب
وتسببت الحرب المستمرة في اليمن منذ أكثر من خمس سنوات في ارتفاع الفقر بنسب قياسية، فاقت 90% بنهاية 2015 مقارنة بـ 49% عام 2014.
وخلال السنوات الثمانية الماضية، انزلق مزيد من اليمنيين إلى تحت خط الفقر الوطني المقدر بـ50 دولارا للفرد في الشهر (600 دولار في العام).
علاوة على ذلك، تنصلت الأطراف المتصارعة من دفع رواتب أكثر من 500 موظف حكومي انقطعت رواتبهم منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
وقد اشتدت الأزمة الإنسانية مع ما يقرب من 16 مليون شخص يستيقظون جوعى كل يوم.
وبسبب الحرب أيضا، ارتفع عدد اليمنيين الذين يحتاجون لمساعدات إنسانية إلى نحو24.1 مليون شخص من أصل 28 مليون.