كورونا يوقف الحرب في اليمن.. ولو مؤقتا!
رحب مارتن جريفيث، المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، بإعلان التحالف العسكري العربي بقيادة السعودية، وقف إطلاق النار بدءا من اليوم الخميس.
وقال غريفيث في بيان فجر اليوم الخميس: "أنا ممتن للسعودية والتحالف العربي لتمييزهم لحساسية المرحلة التي تمر بها اليمن، وتجاوبهم مع الطبيعة الحرجة لهذه المرحلة. يجب على الأطراف أن تستغل هذه الفرصة وتتوقف فورا عن كل الأعمال العدائية بشكل عاجل وتمضي قدما نحو تحقيق سلام شامل ومستدام".
وكان التحالف العربي الذي يقاتل الحوثيين الموالين لإيران أعلن ليلة الأربعاء - الخميس وقف عملياته العسكرية على مستوى البلاد لدعم جهود الأمم المتحدة لإنهاء الحرب المستمرة منذ خمس سنوات ولتجنب المخاطر الجسيمة لوصول جائحة كورونا لليمن.

وقال العميد الركن تركي المالكي المتحدث باسم قوات التحالف العربي في وقت متأخر من مساء الأربعاء إن هذه الخطوة تهدف إلى تسهيل إجراء المحادثات التي يرعاها مبعوث الأمم المتحدة من أجل وقف دائم لإطلاق النار، واتخذ القرار بشأنها لأسباب منها تفادي تفش محتمل لفيروس كورونا المستجد.
ولم تعلن اليمن حتى الآن عن أي إصابة بكورونا.
وقال التحالف العربي إن فترة إعلان وقت إطلاق النار ستستمر لأسبوعين بداء من الساعة الثانية عشر ظهر اليوم الخميس قابلة للتجديد وذلك بناءً على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة بوقف القتال في اليمن لمواجهة فيروس كورونا.
وهذا الإعلان هو أول انفراجة كبيرة منذ أن جمعت الأمم المتحدة بين الأطراف المتحاربة نهاية عام 2018 في السويد حيث تم التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار بمدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر.
وأعلنت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا التزامها بوقف إطلاق النار للتفرغ لمواجهة فيروس كورونا المستجد، لكن الحوثيين استبقوا دخول وقف اطلاق النار من جانب واحد حيز التنفيذ، بإعلان ما أسموه "مقترح الحل الشامل لإنهاء الحرب على الجمهورية اليمنية".
وأكد محمد عبد السلام المتحدث باسم الحوثيين ومحمد علي الحوثي القيادي في الجماعة، رفضهم "للحلول المجزأة أو الترقيعية" مشترطين وقفا دائما وشاملا للحرب ورفع ما أسموه "الحصار على اليمن" والتأسيس لحوار سياسي يفضي لمرحلة انتقالية جديدة.

وأكد المبعوث الأممي في البيان الصحفي استمرار جهوده لإرساء عملية سلام بين المتحاربين في اليمن وإنهاء الحرب بصورة شاملة، معرباً عن أمله بأن "يخلق إعلان وقف إطلاق النار من جانب التحالف بيئة مواتية لإبرام الأطراف لهذه الاتفاقات في المستقبل القريب".
وقتلت وأصابت الحرب في اليمن التي دخلت نهاية الشهر الماضي عامها السادس مئات الآلاف وخلفت أزمة إنسانية هي الأسوأ في العالم، حسب توصيف الأمم المتحدة.
وقالت وكالة رويترز إنه من المتوقع أن تعقد الأطراف المعنية اجتماعا عبر دائرة تلفزيونية مغلقة لبحث المقترح الذي يدعو إلى وقف شامل لإطلاق النار بما في ذلك وقف جميع العمليات القتالية جوا وبرا وبحرا.
وتأمل الرياض أن يساعد مجلس الأمن الدولي في الضغط على الحوثيين "لوقف الأعمال القتالية" والانضمام إلى وقف إطلاق النار.
وتأمل الأمم المتحدة ودول غربية في أن يدفع تهديد فيروس كورونا المستجد المتحاربين في البلد العربي الفقير إلى إجراء محادثات جديدة لإنهاء الحرب.
وينظر إلى حد كبير للحرب الدائرة منذ خمسة أعوام في المنطقة على أنها حرب بالوكالة بين السعودية وإيران.
وتسببت الحرب المستمرة في اليمن منذ أكثر من خمس سنوات في ارتفاع الفقر بنسب قياسية، فاقت 90% بنهاية 2015 مقارنة بـ 49% عام 2014.

علاوة على ذلك، تنصلت الأطراف المتصارعة من دفع رواتب أكثر من 500 موظف حكومي انقطعت رواتبهم منذ أكثر من ثلاثة أعوام.
وقد اشتدت الأزمة الإنسانية مع ما يقرب من 16 مليون شخص يستيقظون جوعى كل يوم.
وبسبب الحرب أيضا، ارتفع عدد اليمنيين الذين يحتاجون لمساعدات إنسانية إلى نحو24.1 مليون شخص من أصل 28 مليون.